دولة جديدة ستعلن اليوم اعترافها بدولة فلسطينية مرافق لـ الرئيس الإيراني يكشف تفاصيل الرحلة الأخيرة.. مكالمة هاتفية ورقعة غريبة في السماء مشّاط المليشيات ينتصر لتجار المبيدات المسرطنة فضيحة مدوية بطلها ميسي أول دولة أوروبية تعلن استعدادها اعتقال رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير دفاعه الباحث اللواء الركن إبراهيم حيدان ينال درجة الزمالة من الأكاديمية العسكرية العليا - كلية الدفاع الوطني خامنئي يوجه المشاط بإلغاء جيمع احتفالات عيد الوحدة في مناطق المليشيات والاخير يعترف بالإهانة ويوجه رسالة توسل للسعودية شقيق زعيم المليشيا الحوثية يدفع بقوات ضاربة باتجاه محافظة الجوف لحصار قبائل الفقمان .. ورجال القبائل يبدأون تحركا مسلحا للتدخل مفاجأة حوثية من نوع خاص لـ التجّار في صنعاء بمناسبة عيد الوحدة رسائل الفريق الركن علي محسن الأحمر الى أبناء اليمن بخصوص عيد الوحدة اليمنية في ذكراها 34
سيحكم صنعاء رئيس جنوبي.. يا لروعة الربيع المنتج لهكذا حقيقة مفرحة في اليمن السعيد.. وليست هذه في تقديري، إلا نتيجة أولية، وستتبعها نتائج شتى، ترضي وتبهج الجميع.. سيجلس على كرسي قصر السبعين بصنعاء رجل من بدو أبين وستملأ لكنته الفريدة فضاء الإعلام الرسمي والخاص، داخل اليمن وخارجها، وبالطبع، ليست الإشارة إلى خلفية هادي المكانية، سوى للتأكيد على أن اليمنيين مع وصوله للحكم، أكثر مدنية وحضارية من غيرهم، وأن اليمن بعد ثمار هذا التغيير الحضاري أصبح أكثر حظاً في السعادة والتقدم من كل وقت مضى.
يقولون أن عدن تتأهب لمقاطعة الانتخابات، وأن حظوظ هادي في صعده أقل من غيرها بكثير.. لكن لو أدرك الأخوة المنضويين تحت لواء الحراك الجنوبي أو الأخوة الحوثيين، أن هذه الانتخابات ليست إلا خطوة أولية لمرحلة النضال السلمي الحقيقي والشريف الذي بدؤوه قبلنا بسنوات، إذ ستدفع هذه الخطوة بعجلة المطالب المشروعة كلها نحو التحقق، وفي ظل رئيس يمني أسمه هادي وليس صالح، فضلاً عن أنه سيبدأ العمل وعيون الشعب كلها حوله ترقبه بحذر ويقظة.
ليس من العدل القول أن هذه الانتخابات التي أتت بناءًا على تسوية اتفق عليها الأطراف في اليمن ليجنبوا بلادهم ويلات الدمار ويدفعوا عن شعبهم ويلات الدماء، أنها عملية تزييفية لوعي الشعب وأنها مؤامرة على مطالب الشباب في التغيير وأنها فخ للثورة وأنها كذا أو كذا. لاااا.. بالعكس تماما، إنها وإن كانت أقرب للتزكية منها للانتخابات، فهي أرقى ما يمكن لليمنيين أن يصلوا إليه في وضعهم هذا المتفرد بالتعاسة وحالهم المفعم بالجنون.
ثمة إصرار يمني على التجاوز المشروع وثمة عزائم نحو تخليف المآسي ونسيان المكايدات، غير أن مطبات مشحونة بعقول يمنية هزيلة تعتقد أن حضورها لا يمكن أن يكون بارزاً إلا بهكذا صورة باهتة ومخزية، إذ يتراءى للعقلاء فقط، أن وطنية مثل هؤلاء تبدو كما لو أنها عالقة في منحدر.
لكل رأيه، في مقاطعة أي شيء هو لا يراه مناسباً أو ملائماً لتوجهاته وطموحاته الخفية والمعلنة، لكن أليس الأجدى بالأخوة الحوثيين وبالحراكيين أن يسمحوا للناخبين حرية اختبار مشاركتهم من عدمها، فما من أحد سيتعاطف معهم ومع مشاريعهم وطموحاتهم، وهو يسمع مثلاً، بأن المواطنين في كتاف بصعده أو في ردفان بالضالع وفي زنجبار بأبين أو في المنصورة بعدن، أجبروا – تحت تهديد السلاح- على عدم الخروج من بيوتهم للاقتراع في الانتخابات الرئاسية التوافقية بحثاً عن أمان واطمئنان ومعيشة، هذا سيثبت للعالم أجمع أنهم يقفون في المكان الخطأ وأنهم ليسوا لديهم أية شعبية طالما ومن يتضامن معهم في مقاطعة الانتخابات، لم يقدم على ذلك رغبة في طموح هذه الحركات المناهضة للتوافق وخط سير هذه التحركات المناهضة للوفاق.
بودي أسألكم يا من أعلنتم أنكم ستقاطعون الانتخابات وسأبدأ استفساري مع الحوثيين: لم رشحتم صالح في 2006 ونيران آلياته كانت لا تزال مشتعلة في بيوتكم! وللحراكيين أوجه سؤالي أيضاً: لم لا تجعلوا من وجود رئيس جنوبي لليمن الموحد الآمن والمستقر مدخل لعلاج كل القضايا وأولها قضيكتم التي كل اليمنيين كانوا ولا يزالون معها دون أدنى شك، وبما لا يبعث على بث سموم العنف والكراهية والتشظي، أما أنتم أيها الشباب الأنقياء: ألم تقولوا أن ثورتكم سلمية ومن الضروري أن تصلوا لأهدافكم بطرق سلمية، وليس الانتخابات كجزء من التسوية، إلا بداية للوصول إلى ما تبقى من أهدافكم النبيلة.
شأني وأنا أندب حظ اليمن في بعض بنِـيها الموتورين، شأن من يتوق للخلاص من عراك الخواء ويستلطف الهراء في رحلة استجمام روحي.. شأني معهم شأن من يحاول أن يجمع في يديه الباردتين نصف كمية المحيط الهادي من الماء الساخن.. ولذا يا أصدقائي، لن أبرر قناعتي بأن هادي رجل المرحلة فقد قلتها عقب حادث النهدين بأيام في مقال بعنوان "عبد ربه منصور هادي جدا" فلست مع شخص الرجل في شيء.. لست من الزمرة يا أصدقائي الحراكيون من ذوي أنصار الطغمة، ولست مع هادي لأني مع السنة يا أصدقاء المذهب الزيدي في شمال الشمال، لست في شيء من كل هذا بقدر ما هو تقدير ذاتي وواقعي وموضوعي مفاده أن اليمن محتاجه لمن يخلصها من هكذا ظروف تتربص بكل نبض حي فيها.. وطالما والرجل سيرأس بتوافق ودعم الأطراف الداخلية والخارجية مرحلة انتقالية ستخط ملامح اليمن الجديد.. علينا جميعاً، أن ندعم هذا التوجه لنجد مكاناً لمطالبنا المشروعة في قائمة الإصلاحات وإلا فإننا سنكشف عن نوايانا النضالية المزيفة وسنهدم المعبد على رؤوسنا وسيلعن تأريخنا الحاضر والمستقبل.