آخر الاخبار

شاهد بالصور هذا ماحدث ليل امس بمحافظة مأرب.. مصدر الإنفجار العنيف الذي سمع ورواية مختلفة للحوثيين خبر غير سار لمدرب برشلونة تشافي هل لهجمات الحوثيين علاقة؟.. بريطانيا تكشف عن سلاح جديد لتفجير الطائرات المسيَّرة على الفور ''صورة'' شركة غوغل تكشف عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي 13 دولة يصدرون تحذير عاجل إلي إسرائيل من الهجوم على رفح السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين

أنا..جنوبي و شمالي..هذه جنسيتي!!
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 17 يوماً
الأربعاء 27 فبراير-شباط 2013 03:43 م
أنا شمالي وجنوبي وتهامي في نفس الوقت لأنني يمني .. وأؤمن بوحدة الشعب والتراب اليمني ..

أنا يمني وسعودي ومصري وعراقي وجزائري وسوداني في نفس الوقت لأنني عربي .. وأؤمن بوحدة الأمة العربية حاملةُ لغةِ القرآن .

أنا عربي وكردي وتركي وشرق آسيوي وألباني وبنغالي وأفريقي في نفس الوقت لأنني مسلم .. وأؤمن بوحدة الأمة الإسلامية حاملة القرآن والسنة .

وصدق الشاعر :

أنا الحجازُ أنا نجــدٌ أنا يمنٌ     أنا الجنوبُ بها دمعي وأشجَــاني

بالشّامِ أهلي وبغدادُ الهوى وأنا     بالرقمتينِ وبالفسطاطِ جِيــراني

وفي رُبى مكةٍ تـاريخُ ملحمــةٍ      عــلى ثَراها بنينا العالمَ الفانـي

دفنتُ في طيبة رُوحي ووالهفي في روضةِ المُصطفى عُمْري ورِضْوَانِي

النيلُ مَائي ومِنْ عمّانِ تذكرتِـي     وفي الجــزائرِ آمالي وتِطْــوانِي

دمي تصبّبَ في كابول مُنْسَكِباً    ودمعتي سفحتْ في سفْـحِ لُبْنــانِ

فأينما ذُكر اسمُ اللهِ في بلدٍ   عددتُ ذاكَ الحمى من صلبُ أوطــاني

لذلك أعتبر أبغض كلمتين إلى نفسي هما (هذا شمالي .. وهذا جنوبي) .. لا أدري لماذا سادت هذه اللغة العنصرية بشكل أوسع بعد سقوط نظام صالح العائلي ؟

أثناء الثورة الشبابية كان الشعب متماسكاً ولم يكن لهذه اللغة العنصرية أي وجود ، في أول احتفال بذكرى الوحدة بعد انطلاق ثورة التغيير (22/مايو/2011) انبهرت بتوحد الشعب المحتشد في شارع الستين فكتبت مقالاً بعنوان " فرقتنا سياسة صالح .. ووحدتنا ثورة الشباب" قلت فيه :" وصلنا إلى ساحة التغيير ؛ كانت الجموع كبيرة رغم الصعوبات التي واجهتهم للوصول إلى هذا المكان .. وهناك وجدت الشعب الحقيقي فرحاً بذكرى وحدته ، يحتفل بها بمشاعر جياشة فياضة ، لم أرَ شعاراً لأي حزب ولم أرَ لوناً سياسياً يظهر على بقية الألوان السياسية ، وجدت هناك الحضرمي والعدني واللحجي والضالعي والتعزي والإبي والصنعاني والصعدي والمهري يحملون علماً واحداً هو علم الوطن الواحد ويرددون شعاراً واحداً هو شعار الثورة السلمية (ارحل .. ارحل يا علي).... كان العرض الكرنفالي عظيم المعاني والدلالات رغم بساطته ، لم يكن مناطقياً ولا جهوياً ولا حزبياً ، بل كان ثورياً ومهنياً ، الأطباء والصيادلة ببوالطهم البيضاء ، طلاب الجامعات والمدارس كلٌّ بزيه ، أساتذة الجامعات بزيهم الرسمي الأنيق ، المحامون ، المهندسون ، العمال ، القبائل ، الأطفال ، النساء ، وأجمل ما في العرض الكرنفالي كتيبة الضباط المؤيدين للثورة السلمية بزيهم العسكري الذين شاركوا بمختلف رتبهم دون سلاح وهم يحملون الأعلام الوطنية وفي نهاية الكرنفال تقدم أحد الضباط وهو يحمل العلم وسلمه لصف من شباب الثورة الذين أقسموا يمين الولاء للوطن إيذاناً بانتقال السلطة إلى المدنيين..... كان يوماً عظيماً هذا اليوم الذي جمع القلوب ، فقلت لصاحبي هذا هو المعنى الحقيقي للوحدة ، إن هذه الثورة وحدت أبناء الشعب الذي فرقهم ومزقهم صالح بسياساته الخرقاء ، إن الوحدة يا صاحبي وحدة قلوب قبل أن تكون وحدة أرض ، فما أعظمك أيها الشعب الثائر ، وما أروعك أيتها الثورة المباركة ".

الحراك الجنوبي بدأ حراكاً حقوقياً مطلبياً ، وللأمانة فقد كان هذا الحراك الانطلاقة المشجعة للحراك الشعبي العارم المتمثل في ثورة فبراير ضد نظام صالح العائلي ، وكان أول شهداء الثورة السلمية من ساحة الحرية بمنصورة عدن .. لذلك كان الحراكيون الوطنيون من أبناء المحافظات الجنوبية في طليعة هذه الثورة المباركة وأول المبادرين إلى الجلوس على طاولة الحوار الوطني .

لكن ظلت فئة معرضة عن الثورة وعازفة عن الحوار كل همها المال أياً كان مصدره (إيران ، أو خزائن المخلوع صالح) .. استغل أصحابُ المشاريع الصغيرة الشخصية نهمَ هذه الفئة ودفعوا بها لتفعل ما تفعل في محافظات الجنوب من قتل وحرق وترحيل وعنصرية ونهب وحرق مقار وغيرها من الأعمال المنافية لكل الأعراف الوطنية والدولية .

لا أدري لماذا يندفع هؤلاء الطامعون في حفنة من الدولارات يلقيها لهم البيض من بعيد حيث لا يصيبه ظمأٌ ولا نصبٌ ولا مخمصة حتى يتحقق حلمه في العودة رئيساً حتى ولو على شطرٍ من بلد .

كذلك المخلوع لا يهمه أن تظل اليمن موحدة أو مستقرة بقدر ما يهمه أن يثبت للعالم أنه كان الحامي للوحدة وأنه كان صمام الأمان للاستقرار ، لذلك لا يزال يدفع ويمول لتخريب اليمن وتمزيق الشعب ويتلذذ ويستمتع بكل ما جرى و يجري من (عمليات الاغتيال ، والتقطع ، والاعتداء على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ، وسقوط الطائرات ، والفتنة التي أيقضها في الجنوب ، ...) وفي اعتقادي أن هذا الرجل لكي يرضي غروره ويشبع غريزة الانتقام من الشعب الذي خلعه لا يجد ضيراً في أن يتحالف مع الحوثيين أو أن يضع يده في يد خصمه اللدود (البيض) أو أن يستضيف في قصره قيادات تنظيم القاعدة، ليس مهما مع من يتحالف حتى لو كان مع الشيطان نفسه فليس لديه مانع أن يتحالف معه طالما أن ذلك سيبقيه في إطار المشهد السياسي كلاعب أساسي حتى ولو بدرجة (مخرب) .

على إخوتنا في المحافظات الجنوبية أن يتيقظوا وأن يسقطوا مشروع البيض الانفصالي كما أسقط اليمنيون جميعاً (من الجنوب والشمال والشرق والغرب) مشروع صالح العائلي ..

حفظ الله اليمن حرة موحدة ..