آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

في حضرة السيد عبدالملك !
بقلم/ راكان الجبيحي
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 10 أيام
السبت 25 أكتوبر-تشرين الأول 2014 10:24 ص
كان الوقت شتاءً عندما دخلتها لأول مرة بعد شهر من سيطرة الحوثي عليها وعلى المناطق والمدن المجاورة لها !
إنها صنعاء .. التي حوت كل فن ، التي كانت منزل لاحتضان الجميع ، ومعقل الأوطان .. ومراكز وجذور الدولة .. وفوق كل هذا بحر الحضارة ، والعراقة .. حتى تحولت إلى عكس ذلك تماماً وخلال فترة لا تتجاوز الشهرين .
كانت الرحلة طويلة .. إلا أنها كانت ممتعة ..
قطعنا مسـافة من الحالمة تعز .. حتى وصلنا إلى آب.. المدينة السياحية التي تشهد منذ أسابيع وحتى الآن معارك كر وفر بين رجال القبائل وجماعة الحوثي التي توسع من نقاط تمركزها واجتياحها على المحافظات .. غير مدركة أن مدن كأب وتعز وغيرهما من السنة غير مرغوبة بهم كصنعاء وعمران .
كنت أنا ورفيق الرحلة ولد العم عماد .. مررنا بنقاط كثيرة .. لم استوعب ما شاهدته من انتشار مكثَّف لجماعة الحوثي .. وظهور شعاراتهم بشكل كبير في الطرقات والأماكن والشوارع .
الطريق التي قطعتها هذه المرة من تعز إلى صنعاء ليست تلك الطريق التي مررتُ بها قبل شهرين .. كان المشهد أمامي أشبه بنوع من الخيال . أشبه بحلم لم يكتمل بعد . أشبه بعاصفة جارفة طغت على البلاد . أشبه بتمثيل على المسرح السياسي .. وبلعبة على الطاولة . وبترويج إعلامي كبير.. غير مدرك حتماً أننا أصبحنا بفضل التخاذل الرئاسي والقيادي بعد تساقط الأوراق في حضرة السيد .. وفي دولته التي تحولت نقاط الأمن التابعة للدولة والأماكن المرورية إلى نقاط تحتضن جماعة الحوثي. وما كانوا سابقاً في تلك المقاعد أصبحوا حالياً سوى جنود يتبادلون الأماكن ببضعة أموال .
حينما استوقفني الأمر . ودارت بي الأفكار في وقت الظهيرة. وأنا انظر إلى محافظة آب . ويريم وذمار . حتى مداخل صنعاء وهي شبه خالية ، ومزدحمة بأفراد الحوثي وشعاراتهم العريضة على الشوارع والأحياء وخاصة مراكز الدولة. وعرباتهم العسكرية المختلفة والمنهوبة من الدولة وهم بين مسافة وأخرى موضعين نقاط تفتيش.. أصابني نوع من الذهول والدهشة . وعدم تكذيب ما تشاهده عيناي .. وضلت غير مستوعب أن الدولة ، والسيادة القيادية قد انهارت تماماً. واستسلمت للأمر الواقع. في اتساع رقعة الفوضى.. والتوسع الحوثي إلى أماكن ومحافظات وخلال فترة زمنية قصيرة التي خلطت الأوراق من هذه الناحية المفروضة في اتحاد قوى وأطراف معهم لزعزعة الأمن ، وتحويل المسار السياسي والمرحلة الانتقالية إلى صراع ، وفوضى عارمة .
بالرغم من أن انتشار الجماعة بهذا الشكل . وبهذه الطريقة المتسرعة ليست من مصلحتهم .. إلا أن ذلك يعطي لنا أكبر قدر ممكن من الغطرسة الحوثية في مختلف المحافظات باستثناء المدن الأكثر سنية كأب وتعز .. التي لم تستطع الجماعة العبور ،وإحراز تقدم .. أو الرجوع والانسحاب. مما أصبحت نتيجة غباءها الأخير وخطواتها المتسرعة في عدم تقييم الوضع. وعدم استيعاب الأمر إلى تقديم خدمة لعلي صالح في تصفية حسابه مع خصومه من خلف الستار.. مما أعاد ترتيب الأوراق . ودفع بالحوثي إلى المحافظات السنية الغير مرغوبة بهم للتخلص عليهم .. ورميهم في حضن القاعدة في رداع. بعد أن جعلهم أمام المشهد.. ويكون هو اللاعب الأبرز من خلف الستار !
لقد كانت الرحلة طويلة .. والطريق وعرة.. لوجود الحوثي على طول مسافة الطريق للتوقف ، والتفتيش .. خشية من الخوف. وبجانب ذلك من يكونوا هم كي يحلوا محل رجال الأمن الذين خلعوا البزة العسكرية . والشرف الوطني في التخاذل والتعاطي معهم لأسباب مادية .
صنعاء حوت كل مسلح ، كل تجار الحروب ، كل رجل يحمل في قلبه حقد وكراهية ، كل رجل يتعطش إراقة الدماء ، كل قوة تنخر على جسد الوطن ، كل شخص يبحث عن مشكلة لإثارة الفوضى . وفتح ثغرات ، وإحداث صراع على جدران اليمن .
فلقد أصبحنا في حضرة السيد الحوثي وللأسف الشديد.. وأصبحت الدولة حاضرة غائبة في نفس الوقت. والرئيس هادي. والقيادة السياسية أصبحت سوى ديكور على الدولة ، وأشخاص متمركزون على الكرسي ليس إلا !!