بطاقة عيدية إلى اليمن السعيد
عمار الزريقي
عمار الزريقي

مِن فؤادٍ في شاطئِ الحُبِّ مُلقى:

(كل عامٍ وأنتِ أسمـى وأرقى)

كل عامٍ وأنتِ أرْغَدُ حُلْمـاً

كل عامٍ وأنتِ أوسـعُ رزقا

****

جادكِ العيدُ يا حبيبةُ شعرا

يملأُ الأرضَ والسماواتِ طلقا

يحتويني بفيضِهِ ذاتَ حزنٍ

وأناجي بشدوِهِ كلّ وَرْقا

****

يا بلادي شقيتُ واستهلكَتْنِي

في هواكِ الأسفارُ غرباً وشرقا

شابَ من لوعةِ النّوى وجهُ شعري

يا بلادي .. رفقاً بذا القلبِ .. رفقا

يا بلادي ... وأَطْفَأَتْ غُصّةُ الحزنِ

ندائي ..فَضِقتُ بالحالِ نطقا

صعدَتْ من حبالِ صوتي إلى أقـ

ـصى لساني وشقّتْ الروحَ شقّا

فحكى الشعرُ بالإنابةِ عني

بوحَ قلبٍ يذوبُ حُبّاً .. وعشقا

ساسةُ الموتِ أهدروا فيكِ حلمي

يا بلادي وأحرقوا ما تبقّى

ثُمّ – يا للمصابِ! – حين رأوني

ساءَهُم أنّ عُروتي فيكِ وثقى

أي فخرٍ لحاكمٍ صار رباً

ثم أفنى العبادَ هتكاً وحرقا؟

زاعماً أنّـهُ عليهم وصيٌ

قد تَلَقّى من ربِهِ ما تَلَقّى !

كان من قبلِهِ "السعيدُ" سعيداً

إنما في نظامِهِ صار أشقى

ما شَهِدنا لَهُ تَفَوّقَ عقلٍ

بل عرفناهُ ساءَ نهجاً وخلقا؟

فعلامَ امتطى الهوى وتَمَطّى؟

ألِجَهْلٍ أصابَهُ فاستَحَقّا؟!

ما الذي دبّرَتْهُ أيديهِ فينا؟

هل نسمّي سياسةَ الموتِ حِذقا؟

فبكلّ اللغاتِ أدعو عليهِ

أَلْفَ بُعدٍ لهُ .. وتبّاً .. وسُحقا

****

يا بلادي .. مهما الجروحُ استبدّتْ

بي سأبقى إليكِ أشدو .. سأبقى

"طاشَ ما طاشَ" لن يدومَ طويلاً

وسيأتي الزمانُ بالوعدِ صدقا

وسَتَبْقَيْنَ في قصائدِ شعري

غيمةً من هُطولِها الثّرّ أُسقَى

****

صنعاء – 1 سبتمبر 2011م


في الأربعاء 07 سبتمبر-أيلول 2011 11:12:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=11537