إلا عدن....
سارة عبدالله حسن
سارة عبدالله حسن

حقق اللواء 25 ميكا بقيادة محمد الصوملي والقوات الموالية للثورة ومعها اللواء 119بقيادة العميد فيصل رجب انتصارا غير مكتمل على قوات القاعدة التابعة للنظام الآيل للسقوط ، وحسب معلومات مؤكدة لازال المسلحين متواجدين في محافظة أبين مما يؤكد أن معركة الشعب مع القاعدة المزعومة لن تنتهي بسهولة و ستظل مستمرة طالما و أن بقايا النظام ما زالوا يسيطرون على سدة الحكم ، فهذا النظام الذي أحتضن القاعدة منذ بداية وجودها في اليمن و أستغلها كورقة يلعب بها متى شاء و مع أكثر من جهة ، لا يوجد الى الان ما يشير الى أنه سيتورع عن ممارسة نفس اللعبة في الفترة القادمة .

دفعت أبين ثمن هذه اللعبة فادحا ابتداء من حادثة مصنع الذخيرة المدبرة من قبل النظام وحتى هذه اللحظة ، قتل المئات من أبنائها وتشرد ما يزيد عن مائة الف منهم و قد فقدوا كثيرا من ممتلكاتهم ، إضافة الى ما تعرضت له المحافظة من تدمير في أكثر من مدينة وقرية طال المدارس و المساجد والمستشفيات .

لماذا دفعت أبين كل هذا الثمن ..في ظني لأن كثيرا من القيادات التي تنتمي للمحافظة والتابعة للنظام تواطأت معه في هذا المخطط ان لم يكن بتقديم التأييد له فبصمتها إزاء ما يفعله بالمحافظة، حتى بعض قيادة المعارضة المنتمين للمحافظة انشغلوا بالقضية الجنوبية التي بالرغم من أهميتها كان من الممكن تأجيل التركيز عليها إلى بعد نجاح الثورة أو على الأقل بعد ان يهتموا بقضية أبين والتي لا تحتمل التأجيل أو مجرد التنديد العابر بما يدور فيها، و نتمنى أن يكون صحيحا ما سمعناه عن أن شخصيات بارزة كعلي ناصر ومحمد علي أحمد قد نسقوا أو شجعوا قبائل أبين للذود عن محافظتهم الباسلة وان كنا نعي أن هذه القبائل لم تكن لتقصر في هذا الواجب .

ربما ستهدأ جبهة أبين لبعض الوقت و إن كنا نتمنى أن تهدأ دائما لكن في ظل التصعيد العسكري من قبل النظام و محاولة جره للبلاد إلى أتون حرب عنيفة لا يبدو ان الأمور ستستقر.

إن ما يحدث في تعز من اعتداء همجي على المدينة و أبنائها والمجازر التي ترتكب في أرحب دون أن يتحرك لها ساكن أو نسمع عن إي تنديد خارجي لها كما يحصل مع سوريا كل ذلك سيشجع النظام على التمادي في الغي و سفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا وللأسف أن كثيرا من إخوتنا العرب ومنهم أطراف المبادرة الخليجية باستثناء قطر بدوا كالمتواطئين مع النظام و لم نسمع أحدا منهم يلوم النظام أو يدعوه للتوقف عما يفعله في أرحب و أبين و تعز و غيرها، و ما يحدث في هذه المناطق لم يحظ على فظاعته باهتمام يذكر من التغطية الاعلامية الخارجية ولولا جهود قناة سهيل المتواضعة – بحسب إمكانياتها – و بعض الأخبار التي بدأت تذكرها الجزيرة خلال هذين اليومين و جهود ثوارنا الشباب على الفيس بوك وبعض المواقع الإخبارية المحلية الحرة لما عرفنا ما يدورهناك جيدا.

اليوم تتجه الأنظار إلى عدن والشائعات التي بدأنا بسماعها منذ حصار اللواء 25 ميكا في أبين قبل أكثر من ثلاثة أشهر عن ان القاعدة المزعومة ستنقل معركتها الى عدن..بدأت تزداد قوة هذه الأيام خاصة وان كثيرا من مسلحي التنظيم قد بدأوا بالظهور بشكل ملحوظ في أكثر من منطقة في عدن و بالذات في مدينة المنصورة والشيخ عثمان وبعض فنادق التواهي بعد إن انتشر عدد منهم في محافظة لحج ، حتى في محطات الوقود في عدن شاهد البعض مسلحين كثر يتزودون بالوقود والبلاطجة الذين يديرون بعض هذه المحطات يصرخون في وجه المواطنين بأن الأولوية في التزود بالوقود لهؤلاء المسلحين لأنهم من نازحي أبين..اي نازحين هؤلاء الذين يتحركون وهم مدججين بالأسلحة داخل عدن ؟

وقد تحدث بعض أهالي حي عمر المختار عن قيام جماعة كبيرة من المسلحين ذوي الشعور الطويلة – يعتقد أنهم من القاعدة المزعومة – بالدخول الى مستشفى السلام للأمراض النفسية – المغلق حاليا – و تفريغهم لسيارات محملة بعدد كبير من الصناديق يعتقد انها تحتوي أسلحة .

مدينة عدن الآمنة التي اشتهرت بأنها المدينة التي لا يحمل سكانها السلاح و مع ذلك فهي مثال للأمن والنظام واحترام القوانين ، امتلأت بالمسلحين و صار من النادر جدا أن يمر يوم دون ان نستمع لوابل أو أكثر من الرصاص ناهيك عن التفجيرات التي تحدث هنا وهناك و منها حادثة مقتل الخبير البريطاني التي أثارت استياء كثير من أبناء عدن الذين ينبذون العنف مع اي كان فكيف و قد عاش القتيل فترة طويلة في عدن و أندمج مع سكانها و صادق الكثيرين منهم و أحب عدن مثلما لا يملك اي شخص عاش فيها إلا إن يحبها ...

هل يفكر عيال صالح حقا ان يفتحوا جبهة جديدة من الإرهاب ضد الشعب تكون ساحتها عدن ؟

من الغباء أن يفكروا في لعبة كهذه ، فعدن العصية على الطغاة والمستعمرين لن يقف أبناؤها صامتين إزاء إي محاولة لقهرها و ليأخذوا عبرة من مدينة المعلا الصغيرة فيها و التي خرج شبابها بكل شجاعة لردع قوات اللاصالح التي اعتدت على المنطقة و أسقطت فيها أكثر من شهيد ..ثم إذا كان مجرد إطفاء الكهرباء عن عدن لساعات قليلة يخرج المئات من أبنائها للشوارع احتجاجا و إطالة ساعات الإطفاء تزيد من عددهم وغضبهم و ثورتهم وتجعلهم يغلقون الشوارع و يتحركون لأكثر من جهة للمطالبة ليس فقط بتوفير الخدمات العامة من كهرباء وماء فقط بل يصل سقف احتجاجاتهم عندها للمطالبة بإسقاط النظام وهذا بالإضافة إلى مسيرات أخرى يقوم بها ثوار عدن بشكل دائم للمطالبة برحيل عيال النظام ، إذا كان قطع الكهرباء يثير كل هذا في أبناء عدن فكيف يعتقد هؤلاء القتلة الذين يريدون أن يتحكموا بنا من صنعاء ، أنهم يقدرون على تكرارمسرحية أبين في عدن ، وبتآمر مع عبد الكريم شائف كما يتهمه كثير من الأهالي ، وذلك من خلال صمته إزاء الانفلات الأمني في المحافظة ، كما يقولون أن انقطاع الكهرباء الذي زادت ساعاتها منذ عودة شائف من سفره الأخير يرجع سببه لانصياع شائف لأوامر أسياده أطفال الأسرة الحاكمة في صنعاء ، بل ويرجعون سبب غرق عدن في بحر من القذارة لنهبه لمخصصات نظافة عدن..

يبدو أن عدن تستعد لمواجهة مؤامرة جديدة عليها ولكن هل يعتقد عيال صالح أن الغرب بزعامة حليفتهم أمريكا سيصمت إزاء انفلات الأوضاع الأمنية في مدينة إستراتجية كعدن ، ضمان أمن عدن بالنسبة لهم هو ضمان أمن منطقة البحر الأحمر و ضمان مقاومة القرصنة وطريق السفن التجارية الهام والبوارج العسكرية الأمريكية وغيرها ولن يسمح هؤلاء لمجرد عيال مرضى نفسيين بالتلاعب بأمن المنطقة و أمن مصالحهم ولن يظهروا تصديقهم لمسرحية القاعدة التي مثلها النظام كما فعلوا في أبين..

 إذا لا الحسابات الداخلية التي نراهن عليها ولا الحسابات الخارجية التي لا نعول عليها في صالح النظام إن فكر في لعبة جديدة تكون ساحتها عدن، ولكن ذلك في حسابات الأذكياء و لأن هؤلاء أغبياء فنحن نتوقع أن يحاولوا فعلا القيام بذلك و لن نحذرهم هنا ونقول فقط ..إلا عدن ..سنقول أيضا إلا أرحب ..أرحب التي ستجعلكم تدفعون ثمن ما تفعلونه بها من مجازر غاليا ..و سنقول إلا تعز ..تعز التي نحذركم أنها ليست مجرد مدينة حالمة بل قد تكون هي دون غيرها الحاسمة ..و الا أبين فأبناء أبين الذين يشاركون في طردكم من محافظتهم سيشاركون في نزعكم من عدن ومن سدة الحكم في صنعاء ....نحذركم ونقول إلا اليمن....اليمن كلها.... فقريبا ستدق ساعة الصفر ساعة الحسم ( و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .


في الخميس 15 سبتمبر-أيلول 2011 07:27:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=11603