حتى لا نستمر في التسول أيها الأخ الرئيس
أحمد عايض
أحمد عايض

نجح الرئيس هادي خلال الفترة الماضية في تقليم أظافر العديد من القيادات المحيطة به من داخل المؤسسة العسكرية أو الدائرة التنظيمية, لكن رغم تلك الجهود, هناك جهات وشخصيات ما زلت تعمل جاهدة في وضع العديد من العراقيل لإفشال أي نجاح على كل الصٌعد.

هادي بدأ يلمح ويصرح اليوم عن نوايا وخطط عتاولة النظام السابق في إدخال اليمن إلى بحار من الدماء والحروب الأهلية, لكن حكمة من واجهوا تلك النوايا نجحوا في سحب البساط من تحت أصحاب النوايا الخبيثة, حديث الرئيس هادي أمام شباب الثورة يوم أمس عن تهديد صالح له في أوائل أيام توليه رئاسة الجمهورية يكشف عن العمق الموحش في التخلف للعقليات التي حكمت اليمن طيلة ثلاثة عقود, فصالح كان مستعداً، كما قال هادي، أن تسيل الدماء إلى الركب لو أقيل أحد أقربائه من منصب عسكري "نعوذ بالله من سطوة الظالم الغشوم".

نريد اليوم من الرئيس هادي الكشف عن العديد من القضايا التي يجب أن يطلع عليها الشعب اليمني, خاصة تلك التي ما زالت حبيسة الصدور والأدراج الخاصة.

الشعب اليمني يرغب في معرفة أين ذهبت أموال اليمن، وأين ثرواته التي ظلت منهوبة طلية العقود الثلاثة الماضية، وأين جاء الدعم الدولي والخليجي لليمن طوال تلك الفترة.

هادي يعلم الكثير عن أموال باهظة بدأت عائلة صالح تستثمرها في مشاريع عملاقة داخل اليمن وخارجه, بينها شراء شركات اتصالات في اليمن, واستثمارات أخرى يجري العمل فيها على قدم وساق في عدد من الدول.

لماذا لا يكشف هادي عن خبايا سرقة الخزينة العسكرية التي تتحدث بعض المصادر أنها كانت تحتضن عدة مليارات من العملة المحلية وملايين الدولارات وتمت مصادرتها من قبل الرئيس السابق بعد عودته من العلاج في السعودية بعد حادثة الرئاسة دون حسيب أو رقيب إن صدقت المصادر التي تحدثت عن ذلك.

اليمن محتاج في هذه المرحلة من التاريخ أكثر من أي وقت مضى لأي دعم مالي.

نحن نعلم أن هادي وحكومة الوفاق طيلة الأشهر الماضية، وهم يمدون أيديهم لدول الجوار والمجتمع الدولي طمعا في عدة مليارات للخروج من الأزمة الخانقة في حين يمكن أن نخرج من هذا المأزق لو بدأت بعض الجهود الجادة من الحكومة اليمنية في استعادة الأموال المنهوبة، وخاصة الأموال التي في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودبي والبحرين.

تركيا في أول صعود للإسلاميين فيها بقيادة رجب طيب أردوغان سعت لطلب معونة مالية من البنك الدولي لكنه رفض تقديم ذلك في حينها نظرا للوضع المزري للاقتصاد التركي نتيجة فساد الحكومات الفاسدة التي تعاقبت على حكم تركيا قبل وصول حزب العدالة والتنمية, وبعد عامين وافق البنك الدولي على تلك المنحة لكن الحكومة التركية رفضت ذلك, وعندما سُئل رجب طيب أردوغان: لماذا رفضتم تلك المنحة ؟.. أجاب لم نعد نحتاج أي قرض من أحد, كنا بحاجة إلى 80 مليار دولار تقشفنا في 40 مليارا واستعدنا الأربعين الأخرى من جيوب الفاسدين.

اليمن هي اليوم في أمسّ الحاجة لاستعادة أموالها من جيوب الفاسدين والقتلة الذين يسعون ليلا ونهارا لإعاقة مسيرة هادي ومسيرة التسوية بل لإعاقة حياة كل اليمنيين الخاصة والعامة عبر افتعال الأزمات ونشر القلاقل في أرجاء الوطن.

هناك المليارات من أموال الشعب اليمني تكتظ بها خزائن البنوك خارج اليمن في حين نحن اليوم نتسول العالم من أجل أن تستمر أبسط ضروريات الحياة, لكن تأكدوا أن التاريخ لن يرحم أي تغاضٍ عن أي تقصير حول أملاك اليمن وثرواته المنهوبة.  


في الخميس 14 فبراير-شباط 2013 08:05:48 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=19288