اليدومي يناضل سلميا
محمد عبد الله اليدومي
محمد عبد الله اليدومي

نص محاضرة اليدومي

قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد اليدومي إن الأوضاع الحياتية للشعب اليمني وصلت حداً من التدني لم يعد بالإمكان السكوت عليها، وأن الفساد انتشر حتى أصبح ثقافة عند الكثير من المسئولين فتوهم البعض منهم أنَّ الشعب صار جزءاً من ممتلكاتهم ومقتنياتهم ولا دور للقوى السياسية إلا الاستسلام لظلمهم، والتسبيح بحمدهم، والتصفيق لطغيانهم، وظنوا أن أي خروج عن هذه الثلاثية ما هو إلا خرق للسلم الاجتماعي، وشق للصف الوطني، وعبث بالسكينة العامة ،مشيراً إلى التدهور المريع في الجانب المعيشي والخدمي والتعليمي والسياسي وعلى كافة مناحي الحياة.

وأضاف اليدومي في محاضرة له مساء الثلاثاء الفائت أن تلك هي بعض الأسباب التي أدت إلى خلاف اللقاء المشترك مع قيادة المؤتمر الشعبي العام ، منوهاً إلى أنه ليس من وسيلة لحل الخلافات في العالم كله وليس في بلانا فقط إلا واحدة من اثنتين:إما العنف، وإما النضال السلمي ،مؤكداً بأن الإصلاح والمشترك يرفضا العنف في حل الخلافات السياسية ،حيث أن نتائجه سلبية على الوطن والشعب،وعلى كل القوى التي تؤمن به وسيلة لحل الخلافات ، واستعرض اليدومي نماذج من الدول التي جعلت من العنف وسيلة لحل خلافاتها وما آلت إليه أحوالها بعد ذلك قائلاً :هاهي الجزائر لا تزال تدفع الثمن غالياً من أبنائها بعد أن اختارت الدولة العنف في مواجهة من اختلفت معهم، وها هي الباكستان تنزف دماً بعد أن استخدمت العنف في مواجهة من تباينت معهم من القوى السياسية، وهاهي الصومال والعراق كلاهما يقدم كل يوم نموذجاً بشعاً لأنظمة سقطت في مستنقع العمالة للأجنبي ، تلعق الدم الذي يتدفق من جراح مواطنيها، بالقدر الذي تلعق أحذية المحتلين لأوطانها..

وجدد اليدومي في محاضرته التي ألقاها بالقطاع الطلابي تأكيده بأن الإصلاح والمشترك قد اختارا النضال السلمي كوسيلة لرفع الظلم عن كاهل الشعب وإخراجاً له من النفق المظلم الذي أدخلته فيه سياسات الحزب الحاكم وحكوماته المتعاقبة وبرامجه الانتخابية التي طالما تغنى بها، وطالما عانى منها شبعنا.وأوضح أن وسائل النضال السلمي كلها مشروعة ومقرة دستورياً، سواء تمثلت في الكلمة المعبرة عن هموم الجماهير أم في المظاهرات والمسيرات المنضبطة بالضمائر الحية والحريصة على الممتلكات العامة والخاصة، أو الاعتصامات والتجمعات المطلبية، قائلاً إن هناك وسيلة قوية وماحقة للظلم والظالمين وهي الاتجاه إلى الله سبحانه وتعالى –بالدعاء على الظالمين، في كل الأوقات، فليس بين دعوة المظلوم وبين الله –عز وجل- حجاب.

وذكَّر اليدومي في محاضرته التي كانت بعنوان "لماذا النضال السلمي"بأن التاريخ النضالي للشعب اليمني يؤكد في كل سطر من سطور أمجاده؛ أنه ضحى من أجل حريته بالغالي والنفيس، وأنه في كل مراحل حياته كان عصياً على الطغاة والمستبدين، وأنه بقوافل الشهداء قد أعيا خيال المنايا التي كانت تتربص في ساح الوغى لقهر طموحاته، وكسر إرادته، وإعاقة قدرته على التصدي لكل أنواع العبودية لغير خالقه ومالكه ، وسعى بكل وعي وحكمة للتخلص من مخالب الاستبداد التي ما كانت لترى له دوراً في الحياة إلاَّ أن يكون ظهيراً للمجرمين..!

وقال رئيس الهيئة العليا للإصلاح للمئات من الحاضرين: إننا وبالنضال السلمي سنثبت –بإذن الله تعالى- أننا لسنا أقل جدارة من تلك الشعوب التي التزمت الطرق السلمية في حل خلافاتها، ورفضت أن يكون العنف عنواناً لحياتها ،وفي نفس الوقت لن نسمح ولو لحظة واحدة –بعون الله سبحانه وتعالى- أن تسود ثقافة الكراهية والحقد في أوساطنا، ولا لقيود التعصب النتنة أن تقوض دعائم وحدتنا، ولن نقبل أن تسيطر على حركة سيرنا عقلية القطيع ولن نرضى ونحن نسير في موكب الأحرار أن تعيق تقدمنا نفسيات العبيد.

التجهيل وتشكيل الذهنية اليمنية:

واستعرض اليدومي تاريخ اليمن في المراحل السابقة لاستخلاص الدروس والعبر قائلاً : إن جميع أفراد شعبنا الكريم يعرف تمام المعرفة أن اليمن قد عانى كثيراً من الاستعمار ومن الطغيان والاستبداد وكان له نضال طويل وشاق ومرير هدف من ورائه إلى استخلاص حقه في حياة عزيزة وكريمة وسعى من وقت مبكر كغيره من الشعوب العربية والإسلامية التي جاهدت من أجل نيل حقوقها والتحرر من كل أنواع الاستبداد وكان شعبنا ومنذ الأربعينيات في أوائل الشعوب العربية- الإسلامية التي سعت بشكل حثيث ومتواصل من أجل الحصول على وثيقة تحدد معالم العلاقة بين الشعوب وبين الأنظمة التي تحكمها وكانت ثورة 48 التي يوافق ذكراها في الشهر القادم هذه الثورة كان من أبرز معالمها وما اتصفت به في تاريخ النضال الوطني اليمني أنها قدمت دستوراً يحتكم إليه الشعب وحكامه حتى أنها سميت بالحركة الدستورية واتهموا أولئك الثوار بالدستوريين وشاعت بين المواطنين شائعات من أبرزها وأهمها أن الثوار المشاركين بثورة48 كان هدفهم اختصار القرآن ونتيجة للجهل المتفشي في تلك الفترة وضعف الوعي السياسي لدى غالبية الناس انطلت على الكثير منهم تلك الشائعة والأكذوبة, وقد ساعد على انتشارها ضعف أو انعدام انتشار التعليم، فقد كانت الأمية -سواء كانت أمية الحرف أو أمية الدين- هي الغالبة على شعبنا.

وأشار اليدومي إلى أن الاستعمار والطغاة كانوا يستغلون الجهل في السيطرة على الذهنية اليمنية وتشكيلها بما يحقق أهدافهم, وكان أن استمرت طلائع الثوار والمناضلين بعد فشل ثورة 48, استمرت في مقدمة كفاح شعبنا من أجل نيل حريته واستقلاله, وكان من هموم المناضلين والثوار طيلة فترة مقاومتهم للطغيان والاستبداد محاولة نشر المعرفة وسط شعبنا وكانوا يتبنون قضية التعليم في كل المراحل لأنهم يعلمون جيداً أن أعتى أنواع الاستبداد للكائن البشري هو الاستبداد باسم الدين, وأنه من خلال قراءة التاريخ ومن خلال سرد الآباء وكبار السن الذين عاشوا فترات ما قبل الثورة نعرف جيداً أن اليمنيين كانوا باسم الدين مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة في بلدهم وفي أرضهم, فالطغاة وحكام ما قبل الثورة سعوا إلى مسخ آدمية الإنسان اليمني وامتهان كرامته باسم الدين, وسعوا طيلة حكمهم إلى سلخه من شجرة الإنسانية وعاش الشعب في ظلهم حياة مزرية لا تزال الأفلام التسجيلية تحكي بعض وقائع تلك الفترة،ومرت السنوات حتى جاءت ثورة 62م واشتعلت الثورة في كل اليمن ونهض الشعب من أقصاه إلى أقصاه دفاعاً عن الثورة وخوفاً من فشلها, واحتشد الشعب خلف ثورته دفاعاً عنها, وانتقل بعد الثورة السبتمبرية والثورة التي قامت واشتعلت من ردفان ثورة أكتوبر انتقل شعبنا بثورته هذه إلى وضع جديد وإلى حالة من التشظي لم تحدث في تاريخه الطويل إلا في ظل الحكومات الضعيفة التي لم تكن تجد مصلحتها في وحدة الشعب اليمني ولذلك نجد بعض الغوغاء وبعض الذين لا يجدون لهم مصلحة في وحدة شعبنا يرددون ترهاتهم التي تنطوي على معان غير وطنية بدعوى أن هذا الشعب اليمني لم يتوحد طيلة التاريخ.

وأكد اليدومي وهو يستعرض تاريخ اليمن أن شعبنا اليمني كان موحداً في كل مراحل الدولة الإسلامية منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإرسال رسله إلى اليمن وفي ظل الخلافة الراشدة والأموية والعباسية وفي ظل الخلافة العثمانية إلى أن دخل الاستعمار البريطاني واستعمر جزءاً منه وحتى سقوط الخلافة العثمانية 1924م ،والتي رسمت حدود بلادنا بعدها اتفاقية سايكس بيكو التي كانت بين بريطانيا وفرنسا فقد كانتا هما القوتين العظميين اللتين تقاسمتا تركة الخلافة الإسلامية وكان أن رسمت حدود بلادنا كما رسمت كل حدود العالم الإسلامي ،فبعد أن كنا دولة واحدة مزقونا إلى 50 بلدا وبعد أن كنا أمة واحدة مزقنا إلى 50 شعباً ورسمت الحدود العربية بشكل ماكر بحيث لا تتوحد الأمة الإسلامية وإنما تتقاتل فيما بينها على الثروات والحياة, كما كان العرب يتقاتلون أيام داحس والغبراء.

حتى لا نتوارث الصراعات:

وقال اليدومي أنه في ظل المتغير الجديد الذي جاء بعد الثورة السبتمبرية والأكتوبرية ظهر الخلاف بين القوى الحاكمة لبلادنا سواء في ظل الحكومة التي كانت قائمة في صنعاء أو التي كانت قائمة في عدن وعولجت غالبية هذه الخلافات بالقوة والعنف وتشردت المعارضة في الداخل والخارج, والشيء الملفت للنظر أن الكثير من عناصر المعارضة كانت دائماً إذا بحثت لها عن ملجأ بعد الله عز وجل لا تجده إلا في كنف الشيخ عبدالله رحمه الله. مشيراً إلى أن كل خلاف يظهر بين القوى الحاكمة في صنعاء أو عدن كان ينتهي بانتصار أحد الأطراف على الآخر بعد سفك الدماء وتساقط الأشلاء ،فقد وحدثت تصفيات مرعبة ومخيفة في كلا النظامين مع فوارق نسبية طفيفة وكانت الاغتيالات والتصفيات للمعارضين تتم بطريقة أو بأخرى كما كانت الانقلابات العسكرية تحسم تلك الخلافات, والشيء الملفت للنظر أن كل القوى المتصارعة كانت تخترع بين الحين والآخر من الأسباب ما يدفعها إلى أن تفتك ببعضها البعض ولم تكتف بهذا الصراع الدامي وإنما كان الصراع ينتقل بين فترات متباعدة بين النظامين وغالبية الشعب اليمني عاش هذه الصراعات وكانت أسبابها معروفة: أهواء ومطامع وأفكار يراد لها أن تفرض هنا أو هناك, أو كانت تتم تلبية لرغبات أطراف إقليمية أو دولية حتى جاءت الوحدة فكانت هي البلسم لكل الجروح, وكانت دائماً هي المطلب لكل القوى وكان تحقيقها شعاراً مرفوعاً بصورة دائمة لكل المتصارعين، وهذا يدفعني – والحديث لليدومي- إلى التوقف عند هذه النقطة لأقول لكل الأصوات النشاز ولو كانت قليلة أقول لها: علينا أن نحافظ على هذه الوحدة لأنه حتى لو حدث الانفصال –لا سمح الله- وهذا لن يتم سيكون الطرف الانفصالي أول من يطالب بتحقيق الوحدة على أسس جديدة, وسنفتح من جديد ملفات الصراع من أجل تحقيق الوحدة اليمنية.
 

وأوضح اليدومي أن التجمع اليمني الإصلاح عندما شارك في الدفاع عن الوحدة عام 1994م وبعد دراسة للواقع الإقليمي والدولي اتخذ قرار المشاركة لأنه وجد أنما سيدفعه وستدفعه كل القوى السياسية في اليمن وكل الشعب اليمني كان أقل بكثير مما سيدفعه في حال وقوع الانفصال، لأن اليمن في حالة التشظي سيعود إلى الاغتيالات والمؤامرات، وجيوش الشطرين ستعود للاقتتال والمطالبة بالوحدة وسيستمر نزيف الدم اليمني لصالح أعداء الشعب اليمني.

ودعا اليدومي كل القوى السياسية في اليمن لطي صفحات صراع الماضي وفتح صفحة جديدة من المصالحة والتسامح قائلاً :لقد آن الأوان لكل القوى السياسية في كل اليمن أن تقف وقفة جادة في إحداث عملية المصالحة فيما بينها عن كل فترات الصراع السابقة.. ندعوها للتصالح بشكل جاد وحتى نسير وكل القلوب اليمنية مجبورة وكل الهامات اليمنية مرفوعة, وما حدث من محاولة للاجتماع في عدن قبل أيام من أجل المصالحة هي أعمال إيجابية لولا ما واكبها من أعمال وشغب وسفك دماء لم نكن في حاجة إليها .وشكر اليدومي السلطات المحلية في عدن لإحالتها ما حدث للتحقيق وتمنى على النيابة في عدن أن تعلن نتائج تحقيقها وتحيل المشاركين في أعمال الشغب وسفك الدماء إلى القضاء لكي ينالوا جزاءهم.

وأعرب رئيس الإصلاح عن أمله وأمل الشعب في نهوض يتجاوز آثار الاستعمار والطغيان ويتجاوز سياسة الاستعلاء واحتكار السلطة حتى لا نتوارث تلك الصراعات والأساليب المقززة في حل الخلافات، مشيراً إلى ضرورة الوعي والإدراك بأن مرتكز التغيير لن يتم إلا بقناعة لدى المواطن اليمني أينما كان وحيثما حل في الداخل وفي الخارج لأنه هو الذي ذاق الأمرين في الماضي وهو نفسه إذا لم يعِ دوره المستقبلي فسيعاني الأمرين من جديد، وأنه هو أداة التغيير وهو موجود في كل الحالات ومع كل القوى.

المواطن وحق دخول دار الرئاسة :

واستنكر اليدومي أداء وسائل الإعلام الرسمي التي ما انفكت تصور السعي للتداول السلمي للسلطة تهمة وقال : أُذكِّر بأن الصراع بين الأطراف في الماضي كان من أجل السلطة وأن التباين اليوم والخلافات التي تحدث في الساحة السياسية هي من أجل السلطة, وهذا ليس سراً ولا يجب أن نخفي هذا, فالوصول إلى السلطة حق لكل مواطن ولكل القوى السياسية،حق كفله الدستور والقوانين المنبثقة عنه, ولذلك يجب أن تتوقف آليات الإعلام الخادم للطغيان والاستبداد من جعل هذه القضية تهمة، أي مواطن يمني يريد أن يكون رئيس جمهورية يحق له ذلك، أي مواطن يريد أن يدخل رئاسة الجمهورية ليحكم اليمن يحق له ذلك وللكل بلا استثناء, ودستور اليمن يؤكد أن الشعب هو مالك السلطة ومصدرها في مادته (4): "الشعب مالك السلطة ومصدرها ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء.."ويؤكد هذا في المادة(5): يقوم النظام السياسي والجمهوري على التعددية السياسية (لا يقوم الحزب الشمولي ولا يقتصر على حزب دون حزب) وذلك بهدف تداول السلطة سلمياً" ويقول في المادة (24): "تكفل الدولة تكافؤ الفرص لجميع المواطنين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً".

ودعا اليدومي إلى ضرورة أن يمارس هذا الحق الدستوري في جو من الإخاء والتعاون ومن التباين أحياناً، لأن هناك قوى متعددة وأحزاب مختلفة حول الوسائل وليس حول الأهداف فكل القوى السياسية متفقة على الثوابت الوطنية وتختلف على الوسائل ولكل منها تصور في حل المشاكل الموجودة وكيفية التعامل معها، ولابد من الاعتراف جميعاً بهذه الحقيقة سواء كانت القضايا التي يجري الاختلاف عليها سياسية أو غيرها،فالدستور يعطي الحق لكل القوى في الإعلان عن تصوراتها في حل القضايا من خلال إعلان برنامجها ،فمن حق هذه القوى أن تعبر عن تصوراتها للحلول المشاكل الموجودة في الساحة من خلال برامجها السياسية أو الانتخابية أو وسائل الإعلام, بالوسائل السلمية وبالقدرة على الإقناع والاحتكام إلى الشعب والقبول بصندوق الاقتراع وعدم الاعتماد على إمكانات الدولة من أي طرف سياسي كان في السلطة والمعارضة..

لماذا النضال السلمي :

وردَّ اليدومي على التساؤل المثار حول السبب الداعي للنضال السلمي في هذه المرحلة بالذات،وأوضح ذلك بقوله :لقد بدأنا في النضال السلمي على مستوى المحافظات والمديريات في أغلب محافظات الجمهورية وسنستمر في نضالنا السلمي في كل المحافظات والمديريات والعزل والقرى.. فلماذا نناضل الآن؟ لماذا هذه المهرجانات والتجمعات.. يحدث هذا لأن السلطة يمسك بخناقها المؤتمر الشعبي العام ولأنهم في تسييرهم لأمور الدولة والحكومة يطبقون برامجهم الانتخابية المحلية والرئاسية وأوصلونا إلى هذا الوضع المأزوم والحالة المزرية رغم ثرواتنا وقدرات شعبنا الفائقة ، فهم يتوهمون لطول بقائهم في الحكم أن السلطة أصبحت ملكاً لهم، ولذلك يرفضون إصلاح قانون الانتخابات ويصرون في كل الحوارات معنا على الأغلبية في لجنة الانتخابات بحجة أغلبيتهم في مجلس النواب بمعنى إذا استمرت اللجنة بتشكيلات الحالية والتي أفرزت في كل الانتخابات منذ 93م نفس النتائج ونفس الأغلبية والحزب والمسئولين ولذلك إذا استمرت هذه اللجنة بهذه الكيفية فستستمر النتائج تعلن بنفس الطريقة ونفس الحزب والأشخاص ولذلك نحن طالبنا في اللقاء المشترك أنه لابد من إعادة النظر في تشكيلها بما يسهم في تمتين الديمقراطية والانتقال بها من الديكور إلى الحقيقة ..

وأضاف : أيضاً لإصرارهم ولطول الزمن وبقائهم في السلطة واستخدام الدولة وتسخير إمكاناتها من المال والإعلام والوظيفة العامة فلابد من النضال للتعبير عن رفضنا والجماهير لسياساتهم الخاطئة التي لم تنحصر في قضايا غلاء المعيشة وإنما بسياساتهم الخاطئة حطموا قيم الخير في المجتمع وأعلوا من شأن قيم الشر، فبرنامج الإفقار الشامل الذي تبنوه منذ عشر سنوات أنتج استحلال المعاصي في بلادنا فصارت الرشوة في ظل حكمهم حلالاً .. كان الإنسان عندما تقدم له الرشوة في بلدنا يرتعد من الخوف، ثم تطورت الأمور ، ومن خلال سياسة الإفقار التي مارسوها انتقلوا بالناس إلى أن يأخذوا الرشوة بالخفية: (تعال للبيت .. ووراء هذا الباب في مكان العمل ) وساءت الأحوال إلى الحد الذي تقدم فيه الرشوة اليوم فيقول المرتشي: هات، إدي حقي .. الرشوة التي يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها: (لعن الله الراشي والمرتشي) أصبحت الرشوة حلال في ظل سياساتهم وإدارتهم .. السرقة تفشت والذي يريد يقرأ صحيفة "الحارس" والصحف الرسمية الأخرى عن المساحة الواسعة والعدد الهائل والمفزع لعدد السرقات على مستوى السنة والشهر والأسبوع.

وأشار اليدومي إنه: في ظل سياستهم انتشرت الرذيلة إلى الحد الذي كثير من المستضعفين يمدون أيديهم أطفالاً ونساء وشباباً وشيوخاً وأمانه العاصمة وعواصم الجمهورية تؤكد المدى المخيف الذي وصلت إليه حالة اليمني من الفقر المدقع..عشرات الآلاف في مساجد الجمهورية لا يكاد يمر فرض إلا و الأصوات ترتفع باكية والأيدي تمد مكسورة الخاطر لكي تبحث لها عن ما يسد رمقها وما يعينها على الحياة، كما انتشرت الرذيلة في بلدنا حتى أصبح هناك من يعترف بممارستها بل ويحميها، وإذا عدتم إلى صحف الأسبوع الماضي تجدون أن بعض المراقص قد أغلقت في العاصمة ليس خوفاً من الله وليس لأنها تخالف شرع الله، ولكن لأن هذه المراقص وما تحتويه من أعمال مخلة تزعج الجيران.. مؤكداً أن قيمة الحلال والحرام سقطت في ظل إدارتهم وسياستهم.

ظواهر مقلقة :

وتطرق اليدومي في محاضرته إلى البطالة السافرة التي يعاني منها شباب وأبناء اليمن بفعل السياسيات الخاطئة للحزب الحاكم ، مشيراً إلى معدل نسبة البطالة ارتفع إلى ملايين البشر فيما السلطة تعالجها بأساليب مخزية ومضحكة ومزرية ،كفتح باب التجنيد لخريجي الثانوية .وخاطب الحاضرين بقوله :اذهبوا إلى قاع العلفي وجولة تعز بالعاصمة، ومدينة عدن والحديدة وحضرموت ،سيروا في أي محافظة كانت وستجدون الناس بوجوه كالحة لا يجدون أعمالاً توفر لهم لقمة عيش حلال ، اذهبوا إلى مؤسسات الدولة وتقدموا بأي طلب أو معاملة كانت، لا يمكن في غالب الأحيان إلا أن تمر بواسطة، أما إذا لم تجد واسطة فمصيرك الحرمان..

وحذر اليدومي من تفشي ظاهرة في مجتمعنا أصبحت مقلقة لم تكن موجودة في بلادنا لا في زمن التشطير ولا بعده ، وهي ظاهرة الانتحار، فكثير من الناس رجال ونساء يقتلون أنفسهم ، تفشت هذه الظاهرة حتى أصبحت عناوين وأخبار في كل الصحف وفي عدد كبير من المحافظات ،وهذا بحسب اليدومي شيء مهول ومخيف.

كما نوه اليدومي إلى ظاهرة تلاعب الموظفين بمقادير الزكاة والضرائب إذ أنه أمر لغير صالح الدولة، فكثير من العاملين في هذا الجانب يقول للمواطن :أعطني كذا واعط الدولة كذا وخذ الباقي لك ، حتى تلاعبوا بالمقادير فخسرت الدولة مئات الملايين إن لم تكن مليارات.

وأشار إلى ظاهرة قطع الطرق ونهب الشاحنات وناقلات البترول والغاز التي لا تكاد لا تكاد تختفي ،قائلاً إنه بدأت تظهر في الساحة عصابات تأخذ حقها بالقوة ، وتعالج قضاياها مع الدولة والآخرين بالقوة والعنف، مدللاً على ذلك بالاعتداء الذي حصل على المواطن الرعوي في مباحث إب الذي قتل داخل المباحث، وبالعصابة التي اعتدت على إدارة أمن الحديدة ورئيس العمليات وبالكاد نجى من القتل ، وبأحداث شرعب إذ تشكلت عصابة وتحركت من ذمار إلى تعز متحدية كل القوانين ومحمية من كل الفوضويين في الدولة ،متسائلاً ماذا يعني انتقال عصابة من محافظة إلى أخرى؟ معناها أننا نعود إلى سياسة الإمام سياسة (فرق تسد) ، ومضيفاً :هل يجوز ذلك في بلد يدعي مسئولوه ليل نهار أنهم حريصون على النظام ، إنه شيء مخزٍ ومقلق أن تتحرك هذه العصابة بالأسلحة الثقيلة ..وهل يعقل أن تصل الدولة إلى حالة من الإفلاس في حلّ القضايا وإلقاء القبض على أي مجرم.

النكتة السخيفة :

وصف اليدومي تقديم الحكومة كل عام طلب اعتماد إضافي بالنكتة السخيفة ،وتساءل: هل يعقل أن تستمر النكتة السخيفة في كل عام وهي نكتة الاعتماد الإضافي فما أن يأتي سبتمبر أو أكتوبر حتى نسمع الحكومة تطالب باعتماد إضافي غير المقر في الموازنة العامة للدولة.

ودان اليدومي الواقع الصحي المتدهور في بلادنا ،مخاطباً الحاضرين : في الصحة تذهب إلى أي مستشفى لا تجد الاهتمام، الفقير لا يجد حبة الإسبرين لا يجد العلاج في المستشفيات الحكومية، أغلبية المرضي علاجهم من الصيدليات في خارج المستشفى،أما الأغنياء فاسألوا عنهم مستشفيات مصر والأردن ..

وقال إن الطرقات ليس فيها من المواصفات الدولية شيء حتى التي تشق وترصف على حساب دول أخرى لا تستكمل المواصفات، فيما الكهرباء لا تغطي إلا30% من محافظات الجمهورية ولا تسلم المناطق المضاءة من الإطفاء المتكرر.كما تطرق إلى موضوع مياه الشرب وقال إنه لا توجد مياه نقية لا في العاصمة ولا في الأرياف، فكل المواطنون محرومون ،متسائلاً بعد هذا باستنكار : أين الخدمات؟ أين تذهب الموازنات؟

وقال اليدومي إنه وفي كل العالم والدول المصدرة للبترول تحسنت أوضاع شعوبها ووصلت سعر البرميل إلى 100 دولار، مخاطباً الحاضرين : اسمعوا النكتة الأخيرة في بلادنا التي تقدم الموازنة وتخص البترول بسعر خاص من دون العالم ، فأين فارق السعر في كل الأعوام السابقة.. أين البترول .. الغاز .. الزكاة .. الضرائب .. الجمارك .. الاستثمار .. جميعها لا توزع بشكل عادل على المحافظات، ويستحوذ عليها البعض فيما البعض الآخر يتفرج.

ولفت النظر إلى وجود ظاهرة اسمها التعليم الأهلي التي نشأت لتردي أوضاع التعليم الحكومي ،إذ أن تدهور الأوضاع التعليمية اليوم ليس خاف على أحد ،وملايين الفقراء والمساكين ومن لهم الحق في الثروة وفي البترول والغاز والزكاة والضرائب يعانون من تدني المستوى التعليمي ،مضيفاً :هل يريدون أن يسيطر على الذهينة اليمنية بتجهيلها كما فعل الأئمة هل يتعمدون ذلك رغبة في عودة الحكم الشمولي ، لمصلحة من يتردى .. وأين يذهب الفقير بأبنائه؟

وأوضح اليدومي أن تلك باختصار بعض أسباب الخلافات مع قيادة الحزب الحاكم ،مستدركاً لا أقول نختلف مع المؤتمر ، فالمؤتمريين مظلومين مثل كل المواطنين، نحن نختلف مع قيادة المؤتمر الشعبي العام وليس من وسيلة لتغيير هذه الأوضاع وتسوية الخلاف إلا العنف أو النضال السلمي ولا طريق ثالث في بلادنا وغيرها ، مؤكداً أن الإصلاح والمشترك قرر الأخذ بالنضال السلمي كوسيلة مثلى لانتزاع الحقوق والحفاظ على الوطن.

المصدر الصحوة نت


في الأربعاء 16 يناير-كانون الثاني 2008 01:06:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=3171