مصير غير مرغوب
كاتب/رداد السلامي
كاتب/رداد السلامي
  النظام السياسي اليمني يتداعى اليوم بوتيرة متسارعة ويمضي نحو الانهيار الوشيك، وهو من ذلك الحدث الجلل قاب قوسين أو أدنى. يتمخض هذا النظام في كل مساراته عن أزمات وانهيارات وحروب، ويتطلب استمراره مزيدا من إجهاض الحلول والإمكانات التي كان يمكن من خلالها أن يتدارك سوء نتائجه وما أنتجته تعرجات تفكيره اللاعقلاني، الذي خرج عن انساق مقتضيات الفعل السياسي الرشيد الذي يدقق في احتمالات الأحداث الدائرة ويخرج بحلول واقعية حقيقية يمكن أن تشكل عائقا أمام سلبيات انفجار اليمن الجديد التي جمعها فأنتجت خروقا لم يعد بالإمكان تداركها.
 يحاكم النظام السياسي اليمني صحافيين ويقضي عليهم بالسجن، ويرمي بقايا فكر يمكن أن يسترشد به في دائرة الأصفاد وقيود الإذلال عنوة، ويخرس كل صوت وقلم ولسان كشف مساوئه وفضح تعرياته المستمرة من الوطن والوطنية وأراد أن يصرخ في وجه سيره المجنون بالبلاد نحو التجزؤ والاقتتال، الذي بات من العاصمة على بعد أمتار بعد أن امتد من صعدة التي لم تهدأ فيها بعد فوهات المدافع وسقوط الجثث التي أتت على كل شيء فجعلته كالرميم.
 في الوقت ذاته لم يعد أمام العقول في البلاد ما تقول سوى الصراخ الذي بات مدويا إلى درجة صم الآذان، والذي تجاوزه الحاكم في اليمن بكل عنجهية من دون أن يعير ذلك الصوت العاقل بالتفاتة بسيطة يمكن أن تعيد إليه العقل التائه في غيبوبة انتصارات وهمية وإنجازات عاقرة لا وجود لها إلا على شاشات فضائياته ومانشيتات صحفه وأفواه مسؤوليه ووزرائه.
 وفيما الجنوب اليمني مقموع بعد احتجاجاته ومحاط بجحافل النظام ومكبوس بثورة مضغوطة في علب القمع والخوف والإخراس وشراء الذمم، يتنامى الغضب اليومي .و يمضي النظام واعيا نحو مصير غير مرغوب أو مطلوب من كل اليمنيين. يقفز على خيارات الإصلاح ملتفا على الديموقراطية وشروط إنتاج وضع أفضل. فهو نظام عاقر وجامد ذو نزعة استحواذية واستعلائية، يستخدم شرعيته المزيفة في توطيد وجوده، ويدمر البلاد باتقان وتفان مميتين ,بعضا بينما يمتص ثرواتها ويصادر حرياتها ووجودها ويؤسس لأوضاع التخلف ألف أساس كي يمارس عبثه التشريحي المعتاد وشهوة السيادة العالمية. إنه اليمن، وطن يدمره حاكمه ويعمل على تجزئته من أجل بقائه أجزاء متناثرة، وطن ولا عقلاء سوى ضمير الشر وصوت الظلام.
 

في الإثنين 30 يونيو-حزيران 2008 08:14:59 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=3893