هل كذب حمدي البكاري ؟
المحامي: حسين عمر  المشدلي
المحامي: حسين عمر المشدلي
أستغرب من محاولة البعض التشكيك في رواية حمدي البكاري التي اوردها بشان واقعة اختطافه مستندين في محاولتهم الى شكوكهم وتخميناتهم فقط ومتجاهلين العديد من الحقائق التي وإن كانت توجب علينا افتراض صحة رواية البكاري إلا أنها من جهة اخرى لاتلزمنا بالجزم بحقيقة ما استنتجه وتعطينا الحق في التوقف للتفكير في سلامة النتيجة التي توصل إليها أن نحن أردنا ذلك  ، من اهم هذه الحقائق التي لايفترض أن يتم تجاهلها هكذا بسهوله ان حمدي البكاري كان هو المجني عليه أو بالاصح الضحية الذي جرى اختطافها واخفاءها قسريا وتعذيبها نفسيا ، فلماذا اذا قد يكذب حمدي ويبرئ المجرم الحقيقي الذي قام باختطافه واحتجاز حريته وتعذيبه ولماذا سيجامل المجرم الذي ارتكب كل هذه الأفعال في حقه ويتهم بدلا عنه طرف آخر ؟
ومع اني شخصيا لا أشك في رواية حمدي البكاري ليس لان القول بصحة هذه الروايه يفترض أن يكون هو الأصل حتى يوجد الدليل على عدم صحتها بل لإنه وبالإضافة إلى ذلك فإن الثابت ان حمدي البكاري لم يتم اختطافه بمفرده حتى يمكن القول بان في استطاعته ان يغير في الوقائع التي أدلى بها كما يريد فهناك كما نعلم زميلين له تم اختطافهما معه ولا يمكن بأي حال أن يتمالى ثلاثة أشخاص على كذبه واحده من هذا النوع وبهذا الحجم وبدون مبرر واضح خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار انه وحتى في حال اتفاق هؤلا الثلاثة المختطفين على مثل هذه الكذبة فإن رواية كلا منهم للوقائع من جانبه ستختلف في كثير من التفاصيل عن رواية الآخر وهنا ستنهار الاكذوبه وستتضح الحقيقة ولايمكن وفقا لتقدير أي عاقل أن تغيب مثل هذه الحقيقة عن ذهن ثلاثة من الصحفيين الذين يعملون لوسيلة إعلامية محترمة وعالمية أو أن يضحي مثل هؤلا بسمعتهم ومصداقيتهم تحت أي ظرف ،
 اخيرا وبالرغم من ان هناك أسباب كثيرة تفرض علينا التصديق لرواية حمدي البكاري بشان تفاصيل ما تعرض له من اختطاف ومع أن معظم المعطيات التي يقدمها المنطق أو يقبلها العقل تمنع من أي إمكانية للقول بأنه قد تعمد الكذب في روايته للحادثة إلا أنه وفي كل الأحوال فإن ما رواه حمدي يفترض ان يكون هو الحقيقه وان يتم التعامل مع روايته وكما هو متعارف عليه في مثل هذه الحاله على انها عبارة عن مجموعه من المعلومات التي يقدم فيها المجني عليه او الشاهد ما راه او سمعه من المجرم أو ما لاحظة في محيط وبيئة الجريمة ويفترض أنه وعلى ضوء هذا المعلومات يتم التحقيق في الحادثة وتتبع كافة الخيوط التي تؤدي إليها هذه المعلومات وغيرها ومن ثم فرزها وتمييز ما هو حقيقي منها عن ماهو كاذب وبالتالي الخروج بنتيجة صحيحة تبين ظروف وملابسات الحادث على وجه لايقبل الشك وحتى يتم تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الحادثة كما يفترض وكما نأمل من قيادة المقاومة في تعز ، وإلى أن تخرج مثل هذه اللجنة بنتيجة حاسمة توجه فيها أصابع الاتهام ليس إلى طرف معين فقط بل أيضا إلى أشخاص محددين يفترض ان يتم توجيه الاتهام إليهم بأسمائهم وصفاتهم كما يتم ايضا مطالبة الجهات المختصة بالتحقيق معهم واحالتهم إلى القضاء للحكم عليهم بالعقوبات المقررة قانونا خصوصا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن مثل هذه الجرائم لاتسقط بالتقادم وحتى ذلك الوقت فان رواية حمدي البكاري هي الرواية التي يفترض ان نصدقها وان نتجاهل المحاولات التي تسعى وبدون وجه حق الى التشكيك فيها .


في الجمعة 29 يناير-كانون الثاني 2016 01:02:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=42039