دعوة عاجلة للمصالحة والوقوف في مواجهة العدوان على اليمن
أ د منصور عزيز الزنداني
أ د منصور عزيز الزنداني
 

خاص - مأرب برس 

 

من يتابع السياسة الخارجية الأمريكية يجد أن الولايات المتحدة تكرر أخطائها ، ليس تجاه اليمن فحسب ، بل انها مارست تاريخيا ولا تزال نفس الأخطاء تجاه منظومة الدول العربية والإسلامية ، وتجاه الكثير من دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني والأنجلو- ساكسون ( بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا وإيرلندا ) الذين يتشاركون معها بالثقافة والمبادئ والأهداف الليبرالية الرأسمالية بأبعادها الإمبريالية .

 

إن إصرارها على استمرار خطاياها الدولية حصاراً أو احتلالاً ، اختطافا أو اغتيالاً ، حربا وعدوانا أو اصطفافا ، دعمها لدولة ضد أخرى ، مع استخدام قدراتها العسكرية والاقتصادية ارهاباً أو ترغيباً ، كل ذلك تحت مبرر ولغرض حماية مصالحها الوطنية على حساب بقية أصدقائها وخصومها وأعدائها لا فرق بينهم الا بالوسيلة التي تتبعها لتحقيق أغراضها .!

 

ان هذه الاستراتيجية الأمريكية الممنهجة التي اتبعتها واشنطن منذ زمن الحرب الباردة بهدف السيطرة على مخرجات النظام الدولي والتحكم بمكوناته الدولية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وايدلوجيا بل ودينيا قد أدخلتها في مواجهة مع الكثير من الدول في القارات الست .

 

ففي أوروبا رغم أن الولايات المتحدة تتشارك معها عسكريا في حلف الناتو المكون من ثلاثين دولة ، وترتبط دوله في مصالح سياسية واقتصادية معها ، الا أنها في خلافات مستمرة مع أعضاء هذا الحلف ، وخاصة الدول المهمة فيه مثل ألمانيا وفرنسا وتركيا .

 

 إن إعادة الوحدة الألمانية بين المانيا الشرقية والمانيا الغربية عام١٩٩٠م وصعود ألمانيا الموحدة كقوة رئيسية مؤثرة في السياسة الأوروبية ، وخاصة في الجانب الاقتصادي والسياسي قد سبب انزعاجا للولايات المتحدة ، خاصة وأنها لازالت حتى يومنا هذا تقيم فيها أكثر من ثمانين قاعدة عسكرية منتشرة في الأراضي الالمانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥م ، رغم وجود العديد من الاصوات الألمانية التي تطالب أمريكا بالرحيل العسكري من الأراضي الألمانية .

 

◾خلافات أمريكا مع دول أوربا وغيرها

 

كما تختلف فرنسا مع أمريكا في الكثير من السياسات ، حيث كانت باريس ولازالت تدعو الدول الأوروبية لتكوين قوه عسكرية ، أو حلف عسكري أوروبي بعيدا عن الهيمنة والغطرسة والنفوذ الأمريكي في حلف الناتو ، وذلك بسبب مسألة العقيدة العسكرية الأمريكية ومسألة الأمن الأوربي ، أو في مجمل السياسات في الشؤون الدولية .

 

ولذلك لم يكن الأمر غريبا رفض فرنسا للدعوة الأمريكية للمشاركة في حلف البحر الاحمر الجديد ، كما رفضت فرنسا أيضا مشاركتها في العدوان على اليمن .

 

وكذلك ليس من المستغرب أن الاتحاد الاوروبي قرر تشكيل قوة عسكرية أوروبية مستقلة عن واشنطن رافضا الانخراط في عملها العسكري أو مشاركة قواته تحت قيادتها بهدف منع حصار اليمن لسفن الكيان الصهيوني وغيرها المتجهة الى ميناء ايلات العربي المحتل .

 

ونشير أيضا هنا إلى الموقف التركي المصادم لكثير من السياسات الدولية الأمريكية رغم أنها عضو في حلف الناتو ، وهي ثاني أكبر قوة عسكرية فيه بعد الولايات المتحدة مباشرة ، والمتابع للعلاقات التركية الأمريكية من السهل عليه أن يجدها علاقات متوترة بشكل دائم ، وتظل علاقات غير طبيعية بسبب التباين في مصالحهما المتبادلة .

 

 لقد دخلت الولايات المتحدة في نزاعات مستمرة مع كثير من دول آسيا ، وقد برز هنا خلافها المستمر دائما مع روسيا (وهي دولة أسيوية أوروبية) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث بدأ ذلك بالخلاف الأيدلوجي وتطور الى صراع كامن وظاهر أو مستتر اقتصادي وسياسي وعسكري أنتهى بتفكك الاتحاد السوفيتي ، ونشأ مكانه الاتحاد الروسي بمرجعية اقتصادية غربية .

 

 غير أن الخلافات بين الطرفين لم تنته بسبب مهام حلف الناتو الذي أخذ في التوسع بقبول أعضاء جدد من أوروبا الشرقية المجاورة لروسيا ، وكان من نتائج ذلك الحرب الروسية الاوكرانية التي ما تزال متواصلة .

 

إن العداء الاستراتيجي بين الدولتين قد أنتقل إلى كافة القارات الست بما في ذلك محيطات وبحار العالم ، حيث عاد سباق التسلح إلى صدارة التنافس بينهما ووصل الحال الى عسكرة الفضاء وتشكيل قوات جو- فضائية من قبل الدولتين استعدادا لحرب النجوم الفضائية .!

 

◾الخلاف الأكبر مع الصين :

 

كما دخلت أمريكا في خلاف مع الصين بسبب قوة بكين الاقتصادية والعسكرية عالميا ، وأصبحت العلاقات بين البلدين في حالة توتر مستمر لأن أمريكا ترى أن نمو الصين الاقتصادي والعسكري هو الخطر الأكبر الذي يهدد مصالحها القومية في الساحة الدولية ، فهي لا تريد للصين أن تكون دولة اقتصادية لها تأثير في الاقتصاد العالمي ، وفي السياسات الدولية ، لأن ذلك يتعارض مع الخطط والاستراتيجيات الأمريكية المتعددة والمتنوعة .

 

 بل إن خلافهما الاستراتيجي قد أمتد ليشمل موضوع تايوان التي تعتبرها الصين جزء منها بينما تتجه وباستمرار أمريكا إلى اعتبار تايوان وكأنها دولة مستقلة لا علاقة لها بالبر الصيني .

 

 وبرغم علاقات أمريكا المميزة مع اليابان التي قصفتها بالقنابل النووية الا أن خلافها معها يظهر في سباق التكنولوجيا والتنافس الاقتصادي والعلمي وفي التواجد العسكري الأمريكي في أراضيها .!

 

وأمريكا كذلك في خلاف حاد مع كوريا الشمالية بسبب اختلاف وجهات النظر بين الدولتين تجاه كوريا الجنوبية التي تكاد أن تكون جزء من المشروع الأمريكي الغربي في آسيا ، بل وتابعة لها في معظم سياساتها في منطقة شرق آسيا ، وأيضا بسبب الموقف الامريكي من مسألة السلاح النووي والسلاح الهيدروجيني لكوريا الشمالية .

 

 ◾خلافات وأزمات أمريكا في المنطقة

 

إن أمريكا في حالة أزمات مستمرة مع ايران منذ عام ١٩٧٩م حتى اليوم ، بسبب حالة التنافس بهدف السيطرة والنفوذ على منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وممراتهما المائية ، ومسألة التكنولوجيا في المجال النووي الذي تسعى ايران إلى الحصول عليه ، ومما يزيد في تأجيج العلاقة بين الطرفين أيضا هو اختلافهما في رؤيتهما لطبيعة الصراع العربي الصهيوني في فلسطين .

 

إن العلاقات الأمريكية الباكستانية كذلك يسودها العداء الظاهر أحيانا والمستتر أحيانا أخرى بسبب السلاح النووي الباكستاني ، والموقف المتباين بينهما تجاه ما يجري في أفغانستان ، علاوة على ذلك خلافهما الشديد بسبب الدعم الأمريكي الواضح جدا للهند في قضايا خلافها مع باكستان وخاصة مسألة كشمير ، علاوة على استمرار التدخل الأمريكي غير المنقطع في الشؤن الداخلية الباكستانية .

 

وتظل علاقات واشنطن مع دول أمريكا اللاتينية هي الأكثر تأزما من حين الى آخر ، بسبب غطرسة السياسات الأمريكية ذات البعد الاستراتيجي الاقتصادي والأمني التي فرضتها على معظم دول القارة الجنوبية ، واستمرار هيمنتها على النظام الاقليمي وقرارات منظمة الدول الأمريكية ، خاصة في علاقاتهم الثنائية الجمعية على مستوى القارتين الأمريكيتين وكذلك سياساتهم تجاه العالم .

 

علما بأن خلافاتها المتعددة والمتنوعة مع جيرانها الجنوبيين مثل كوبا والمكسيك وبنما والبرازيل وحتى فنزويلا والأرجنتين تظل الأكثر وضوحا والأبرز .

 

ولذلك نجد أن عددا من الدول في امريكا اللاتينية قد وقفت في مواجهتها في مسألة القضية الفلسطينية والحرب على غزة حيث سارعت بعضها إلى قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني بخلاف ما ترغب به دبلوماسية واشنطن المنحازة لصالح تل أبيب ضد الشعب الفلسطيني .

 

 ◾خلافات أمريكا مع الدول العربية

 

ونؤكد هنا أن أمريكا ايضا في خلاف مع الكثير من دول القارة الإفريقية ، وخاصة جنوب افريقيا التي عانت من الاستعمار البريطاني الحليف الأكبر للولايات المتحدة والعنصرية(الأبارتايد) البغيضة التي مارسها البريطانيون ضد ابناء الوطن السود .

 

أما في مسالة العلاقات الأمريكية العربية فالتوازن يكاد ان يكون منعدما حيث ظلت تلك العلاقات تتمحور حول ستة مواضيع استراتيجية :

 

١- الاسلام ودوره في المجتمع العربي .

 

٢-الموقف من الكيان الصهيوني وعلاقة ذلك بالقضية الفلسطينية .

 

٣-مسألة انتاج النفط واسعاره المناسبة .

 

٤- التنافس الدولي في المنطقة وملء الفراغ من وجهة النظر الامريكية .

 

٥-الموقع الاستراتيجي للوطن العربي .

 

٦-الوحدة العربية او الاتحاد العربي .

 

 ومن خلال هذه المرتكزات العربية في الاستراتيجية الامريكية ظلت السياسات الأمريكية مع الدول العربية بشكل منفرد أو بشكل مجتمع تتحسن أحيانا وتتراجع احيانا أخرى .

 

ولم تتردد أمريكا في استخدام الاداة العسكرية في مواجهة بعض الاقطار العربية مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان ، ووقفت أمريكا ضد مصر أثناء العدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطاني الفرنسي عام ١٩٥٦م ، كما أنها كانت الداعم الأساسي للكيان الصهيوني أثناء حربه على مصر وسوريا والأردن عام ١٩٦٧م وفي حرب عام١٩٧٣م .

 

فالولايات المتحدة في كل مكان لها خصوم وأعداء ومنافسين مما يجعلها الدولة الأولى في العالم التي لها نحو 800 قاعده عسكرية صغيرة ومتوسطة وكبيرة منتشرة في كل قارات العالم الست ، علاوة على انتشارها العسكري أيضا في البحار والمحيطات .

 

◾النظرة الأمريكية الخاطئة للمنطقة

 

وفي الجزيرة العربية تتعامل أمريكا مع دولها بانها شركات نفط تتبعها وتعتمد على حمايتها وتجد لها موطن فيها لبعض قواعدها العسكرية وأساطيلها .

 

 إنها تمارس نفس الخطيئة التي تخدم مصالحها على حساب مصالح دول المنطقة الصديقة لها من حيث التحكم بمسألة كمية انتاج النفط وتحديد الأسعار ، وهي من تُعطي الاشارات السياسية لها وتتعاطى معها كمحميات أمريكية ن رغم رفض شعوب المنطقة العربية للسياسات الأمريكية المتعجرفة ، وقد قامت أمريكا خلال السنوات الماضية بتسويق وترويج مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني بين بعض دولها وحققت هدفها ذلك ، وهي في طريقها لإقناع من تبقى ويرفض التطبيع الذي تعتبره أمريكا اليوم من أهم مصالحها في الوطن العربي! .

 

إن الولايات المتحدة الأمريكية مخلصة جدا لمصالحها القومية ولا يهمها مصالح الآخرين ، حتى وان كانوا أصدقائها ، حيث تعمل على نشر أيدولوجيتها حول العالم سواء في السوق المفتوحة أو في التجارة الدولية لأنها تريد ان تبقى بلا منافس .

 

 حتى في ما تزعمه عن حقوق الإنسان الزائفة ، أو حقوق الطفل المضللة ، أو حقوق المرأة المدمرة ، أو المثلية والشذوذ بكل انواعها المقززة ، وباعتبار أن ذلك حرية فردية ، رغم رفض كثير من شعوب العالم لمثل هذا التدمير للدين والأعراف والثقافات والتقاليد والطبيعة الانسانية ، الا أن واشنطن قد أعلنت نفسها بدون تكليف من أي طرف دولي مراقبا دوليا على سائر دول العالم من خلال سفاراتها في محيطها الدولي ، حيث تعد تقريرا سنويا مضللا عن حقوق الانسان بمرجعية امريكية لتبتز به الأنظمة السياسية وخاصة في دول العالم الثالث .

 

◾حالة مستعصية من جنون البقر الأمريكي !

 

إن أمريكا تقدس نفسها حتى الثمالة وتنظر لغيرها بدونية وترى أنها دائما على حق ، ولذلك ليس بغريب على الاطلاق ان هي نصبت نفسها الحارس العالمي وشرطي العالم المسؤول عن ضبط وتحسين سلوك تصرفات الدول المارقة ـ بحسب زعمها ـ ورؤيتها لمسار الأحداث ، وأنها هي الأمن والأمان لكل بحار ومحيطات العالم ، ولا تتردد في شن الحروب والتدخل في أية دولة إن استطاعت ذلك لتطهيرها من الشر والارهاب المهددة للأمن والسلم والدوليين بحسب زعمها !.

 

أمريكا ليس لها صديق أو حليف موثوق به غير مجموعة الانجلو-ساكسون والكيان الصهيوني الذي يقتل ويبيد أبناء غزة بالسلاح الأمريكي ، وبمشاركة خبرائها وجنودها ومرتزقتها ، لكن ذلك بالنسبة لها عمل انساني غير آثم لأنه يمحو فقط عناصر الشر المدافعين عن وطنهم وشعبهم وحريتهم في فلسطين! .

 

إن أمريكا اليوم تعيش حالة " مرض جنون البقر الأمريكي" بكل معانيها ، فهي خارج السيطرة الجسدية والنفسية على نفسها ، يتخبطها الشيطان في كل سياساتها تجاه ما يجري في العالم بشكل عام وفي البحر الاحمر بشكل خاص ، حيث ترى أن منع سفن الكيان الصهيوني من الملاحة فيه من قبل الجمهورية اليمنية هو تعد عليها وتهديدا لوظيفتها الدولية وللعالم ، لأنها وحدها فقط من يقرر أن هناك من يخالف القانون الدولي ، وأنها هي القانون الدولي وهي مجلس الأمن وهي نفسها محكمة العدل الدولية .!

 

◾ عن العدوان الأمريكي على اليمن

 

إن العدوان الامريكي على الجمهورية اليمنية هو عدوان مخالف بشكل صريح للقانون الدولي ، كما يمثل عدوانها على اليمن خرقا مارقا وانتهاكا صارخا لمضامينه ، وهو دعوة صريحة لفوضى دولية تتحمل أمريكا ومن شاركها نتائج ما يجري في هذا العدوان ، وهو عدوانا خطيرا على سيادة الجمهورية اليمنية التي مارست حقها القانوني في البحر الاحمر ، ومارست واجبها الديني والعربي والانساني في نصرة المظلومين في غزة حين داس الكيان الصهيوني على القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وحقوق الانسان وحين سكت العالم على جرائمه ، بل إن أمريكا وشركائها كل بطريقته قد عملوا على دعم هذا الكيان العنصري المتوحش في كل جرائمه ضد أبناء غزة وهي تلك الجرائم التي انتفضت ضدها شعوب العالم أجمع وفي مقدمة الجميع جمهورية جنوب إفريقيا .

 

ان خلافات اليمنيين في الداخل اليمني لا تعطي لأي طرف منهم الحق في تبرير العدوان الامريكي-البريطاني على وطنهم وسوف يجد الامريكي في ذلك ما يريد ليبرر عدوانه الهمجي على اليمن وحينها لا ينفع الندم .

 

الأمريكي بقواته العسكرية تحرك الى البحر الأحمر ويوجه ضرباته إلى المدن اليمنية ويقتل أبنائها ، ويعلن في بياناته وبلا حيا أو حرج أن ذلك دفاع عن النفس .

 

ومن يدافع عن غزة وعن الحديدة وتعز وصنعاء وذمار وحجة وصعدة هو المعتدي وهو إرهابي (مالكم كيف تحكمون ) ؟

 

إن من يقف اليوم في صف العدوان الامريكي البريطاني على اليمن هم من يدمرون المصالحة الوطنية وهم من يشجعون الطرف الآخر في انتهاك السيادة اليمنية وينسفون كل معاني السلام بين ابناء اليمن ويخذلون أبناء غزة المعتدى عليهم بإبادة جماعية لم يسجل التاريخ المعاصر لها اي شبيه .

 

الشعب اليمني بكل أطيافه السياسية سيقف في مواجهة العدوان رغم فارق التسليح ، غير أننا مسلحين بالإيمان ونصر الله القادم الذي نراه قريبا .

 

على من يعتقد أن امريكا قد أتت إلى البحر الأحمر لتنصيبه حاكما على اليمن ويوجه لها الدعوة لمد يد العون العسكري له ليساعدها ضد أبناء الشعب اليمني أو يدعوها إلى تسليمه قطعة من الأرض اليمنية ليقيم عليها دولة أن يعلم كما نعلم أنه يستدعي حربا اهلية لا تبقي ولا تذر بين أبناء الشعب اليمني الواحد .

 

◾ تأييد العدوان على اليمن خيانة للوطن

 

إن العدوان الأمريكي البريطاني وانتهاك السيادة اليمنية ليس فيها رأي ورأي آخر ، إنه راي واحد لا غير ، إن من يقول بذلك فهو ينطق بالخيانة لوطنه وللشعب اليمني ، لقد أقبلوا يحاربون اليمن لأنها وقفت مع غزة في حين سكت الجميع على جرائم مرعبة مورست في غزة ضد المدنيين من نساء واطفال وشيوخ ومرضى ومعاقين ومنهم من قتل من الجوع أو العطش فهل في هذا أيضا رأي ورأي آخر ؟

 

◾رسالة لأشقائنا في غزة

 

ورسالتنا الى اشقائنا في غزة هي : لا تقلقوا على اليمن ، ولا على الشعب اليمني فنحن معكم فمصابكم أكبر ، ولا تنظروا إلى الأصوات المرجفة ، وأنظروا إلى الشعب اليمني في الميادين مع قواته المسلحة ، فنحن ننتظر النزال الحقيقي مع العدو الامريكي والبريطاني والصهيوني ، وحينها سيعلم العالم أجمع من هي اليمن ومن هم أبنائها .

 

أكرر أن دعم العدوان الأمريكي على اليمن وانتهاك سيادة الجمهورية اليمنية ليس فيها رأي ورأي آخر ، وليست باباً من ابواب الديمقراطية أو مسألة خلاف بين الفصائل السياسية الوطنية اليمنية ، انها قضية خيانة للأمن القومي اليمني وعليهم مراجعة الدستور اليمني .

 

◾ نداء لكافة الأطراف اليمنية

 

لندحر العدو أولا ثم نلتقي لنصنع السلام والأمل والحياة في وطن واحد للجميع يتساوى فيه الجميع . القوات المسلحة اليمنية في صنعاء أو عدن أو مأرب أو المخا أو تعز أو حضر موت كلهم أبناء اليمن ، وقد اقسموا يمينا أن يحموا الشعب والوطن ، كفى عبثا وقتلا وتدميرا ، توحدوا لمواجهة العدو الأجنبي ومعكم القوات الشعبية اليمنية وأبناء الوطن كافة ومن هو غير جهاز للمعركة الكبرى عليه أن لا يقف مع العدو ويأخذ وقته فهو أولا وأخيرا هو يمني وسوف يكون مع اخوانه اليمنيين اليوم او غدا .

 

وهي في الختام دعوة مخلصة وصادقة لقادة اليمن وللسياسيين نقول لهم : كفى ثم كفى ثم كفى ، هذه فرصة جاءنا العدو ليزيدنا تمزيقا ، ولكنها والله فرصة أتت إلينا لنتحد ونوجه سلاحنا ضد هذا العدو دفاعا عن الاسلام ، ودفاعا عن النفس ، ودفاعا عن غزة وأبنائها .

 

 أبناء اليمن أرجوكم ثم أرجوكم جميعا : ليكن صوتنا عاليا ربنا واحد كتابنا واحد نبينا واحد ديننا اسلامنا واحد ، شعب واحد ، جيش واحد ، وطن واحد ، علم واحد ، هذه هي الجمهورية اليمنية التي نريدها ، ستقف الشعوب العربية والإسلامية كلها معنا وسننتصر وسيهزم جمع العدو ، سنتفق كيمنيين ، سنتفق كأحزاب ، سنتفق كمواطنين في وطن يتسع للجميع.

 

· أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية -- جامعة صنعاء .

 

عضو مجلس النواب اليمني

 

نائب رئيس البرلمان العربي سابقا


في الأحد 21 يناير-كانون الثاني 2024 08:58:48 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=46760