قصيدة: لا إله إلا الله
د.عائض القرني
د.عائض القرني

سوف ينشد الأستاذ محمد عبده قصيدة «لا إله إلا الله» بالشعبي، والتي نظمتها في ميونخ بألمانيا وأنا في المستشفى بعد عملية الرُكَب، وكنت في حالة ضعف بشري وعجز إنساني، فتوسلتُ بهذه القصيدة إلى الله تعالى وأثنيت عليه ومدحته ـ جل في علاه ـ وقد أنشدها بقناة الساحة الشيخ مشاري العفاسي بصوته الجميل، ولكن رغبة بوصولها إلى شرائح كثيرة غير مستمعي الشيخ العفاسي، كان رأي الكثير أن ينشدها محمد عبده، وقد أسمعني الأستاذ محمد عبده عشرة أبيات من قصيدتي بصوته العذب بالجوال، فسالت الدموع واهتز الوجدان، وقال لي: إنه يرجو من الله أن يسقيه بإنشاد هذه القصيدة من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم استمع للحبشة وهم يرقصون في مسجده بالحراب وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم، ولما أنكر عمر المشهد قال له صلى الله عليه وسلم: «دعهم يا عمر لتعلم يهود أن في ديننا فسحة» رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وسلم في سفر مع أصحابه، فقام رجل اسمه أنجشه فغنى بصوته، فلما سمعت الإبل الغناء أخذت تسرع طربا والنساء على ظهور الإبل، فخشي صلى الله عليه وسلم أن يسقطن من على ظهور الإبل وقيل خشي على قلوبهنّ، فقال: «رفقا بالقوارير يا أنجشه» أي بالنساء، ولم يمنعه من الحداء الجميل والنشيد العذب ولم يشترط في المنشد أن يكون على درجة أبي بكر وعمر في الورع والزهد والتقوى، وأنا قلتُ للناس: الحمد لله أن رحمة الله أوسع من عقولنا الضيقة، والأستاذ محمد عبده يقرأ كلام الله بلسانه ويقرأ الفاتحة في صلاته وهي أقدس وأطهر وأشرف من قصيدتي، وقد ضجت الساحة بعد هذا الخبر ما بين مؤيد ومعارض، وأنا أحترم وجهات النظر وأقدر رأي الجميع ما لم يصل إلى المجازفة والإسفاف، أما القصيدة فهي «53» بيتا وهي تقدم نفسها وأولها:

* لا إله إلا الله ابدي بها حق وصوابْ - كلمةٍ من عالم الغيب ربَّك جابها

* وأُعلن عن جائزة لمدح الباري سبحانه مجاراة ومباراة لقصيدتي، ومقدار الجائزة مليون ريال للفائز الأول وجوائز ثمينة لبقية الأربعة الأوائل، علما بأن الأمين العام للجائزة هو الأستاذ عبد الله الشمراني الرئيس التنفيذي لشركة «مبدؤنا»، وسوف يشرف على لجنة الجائزة (شاعر الأندلس) الأستاذ ناصر القحطاني، وتتولى قناة الساحة البث الإعلامي للمسابقة بالشعر الشعبي لكافة الشعراء في العالم العربي، شاكرين لقناة ( mbc ) وشركة الاتصالات السعودية وشركة «موبايلي» عرضهم رعاية الجائزة، وسوف تُعلن قريبا آليات المسابقة واستقبال القصائد، وأحمد الله على ما وصلني من ثناء على القصيدة؛ وقد أذنتُ لمن شاء أن ينشدها من العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ومن كافة الأجناس من أبيض وأسود وأحمر، والله ـ عز وجل ـ يحب المدح، والله مهما أثنى عليه البشر فهو سبحانه أعظم وأجل، وعجبي لا ينتهي من شعراء مدحوا كل أحد إلا الواحد الأحد، فما تركوا شيخ قبيلة ولا نائب قرية ولا عمدة حارة ولا مدير مدرسة ولا حارس مرمى ولا رئيس ناد إلا مدحوه، ونسوا أن يمدحوا الواحد القهار، بل تفننوا في مدح العيون السود، والقدود، والخدود، ولم يمدحوا الغفور الودود، ذو العرش المجيد، الفعال لما يريد، المبدي المعيد، وأعرفُ أن فيهم من الخير والنبل والأصالة ما يمكنهم من مدح الباري وتعظيمه ـ جل في علاه ـ وإنني أدعو جميع الشعراء بالفصيح والشعبي أن يقرؤوا حروف القدرة في الكون، وأسطر الوحدانية في الخلق، وبدائع الجمال في صنع ذي الجلال والإكرام، وأن يعبروا عن ذلك بقصائد في مدحه والثناء عليه وتقديسه وتسبيحه وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وأن يسبحوا بخيالهم في فضاء الملكوت، وأن يسافروا بأرواحهم في دنيا العظمة والجبروت، وأن يرتحلوا بإبداعهم في سماء بديع صنعه، وتقديره وإتقانه وإحسانه وامتنانه تبارك وتعالى فله الجلال والجمال والكمال:

* إليك وإلا لا تُشدُّ الركائبُ - ومنك وإلا فالمؤمِّل خائبُ

* وفيك وإلا فالغرام مضيّعٌ - وعنك وإلا فالمحدِّثُ كاذبُ


في الخميس 04 يونيو-حزيران 2009 01:25:33 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=5411