مبادرة خليجية أم سعودية !!
حمزه عباس القرشي
حمزه عباس القرشي

تعلم السعودية اليوم بأن نفوذها بدأ يتقلص في المنطقة العربية بعد تهاوي دكتاتوريات بعض الأنظمه فيما يزال البعض الأخر في ترنحِ ما قبل السقوط ، فرياح ربيع الثورات العربية تعصف بعروش الطغاة الذين استباحوا ما فوق وتحت الأرض.

لذلك رأينا كيف استماتت المملكة في دعم مبارك ونظامه الدكتاتوري ضد إرادة الشعب المصري وتطلعاته بعهد جديد يعيد للمواطن المصري حريته وكرامته بالحياة ويعيد لمصر دورها الريادي والتاريخي الذي قزم في عهد مبارك ولم يتوقف العاهل عند هذا الحد من الدعم بل راح بإبلاغ واشنطن بأن بلاده مستعدة لدعم مبارك في حال تخلت واشنطن عن دعمها له.

هذا كله يأتي بعد أن فتحت السعودية منتجعات جده للدكتاتور الهارب زين العابدين ، في حين إعتذرت عن إستقباله الكثير من عواصمِ الدول الأوربية لأنها تعلم بأن بن علي أصبح كرت محروق تطارده لعنة الشعب التونسي وسخطه ضده وضد كل من يأويه.

لابد إن العاهل السعودي أخر من يفهم فهو لا يقرأ الواقع ولا يستفيد من فهم بن علي المتأخر، فبدلا من أن يعتذر للشعب المصري بسبب دعمه لنظام مبارك المخلوع الذي أزهق كثيرا من أرواح ألابرياء أثناء الإحتجاجات و تسبب في تعاسة وشقاء هذا الشعب العظيم طيلة أكثر من ثلاثة عقود ، نجده اليوم وبكل بجاحة يحاول الضغط على المجلس العسكري لكي لا يتم محاكمه مبارك ، مستخفا بذلك بدماء كل الذين سقطوا أثناء الثورة وبإرادة هذا الشعب الطامح لحياة كريمة.

 كان الأجدر بالعاهل السعودي أن يتعظ من القذافي فهذا الأخير خرج لنا قبل إندلاع الثورة في ليبيا ليقول للشعب التونسي بإن بن علي كان الأنسب لحكم تونس مستخفا هذا الأخر بإرادة الشعب التونسي الثائر ضد الفساد ، معتقدا بإن رياح الثورة بعيدا عنه ، غير إن إرادة الشعوب بالحياة الكريمه تباغت كل الطغاة ، فلم يمر أكثر من إسبوعين حتى بداءت بوادر الثورة في ليبيا ، كان الاجدر للعاهل أن يهتم بالإصلاحات داخل المملكة خصوصاً وهي الأخرى ليست بمنأى من هذه الإحتجاجات المطالبة بالإصلاح والتغيير، بل في حقيقة الأمر إن هذه الإحتجاجات قد وصلت فعلا بعض المناطق الشرقية من المملكة.

الكل يدرك إن السعودية لايروق لها مشروع الثورات في المنطقة ، فهي لا تريد ان يكون هنالك أنظمة سياسية مدنية متقدمة يكون لها تأثيرا في المستقبل على نظامها الملكي الذي ينخره الفساد ،ولذلك يجب أن لا نستغرب منها محاولاتها لإجهاض هذه الثورات وإفشالها وما مبادراتها الأخيرة لليمن إلا أكبر دليل على ذلك.

لذلك لا يجب اليوم التعوييل على المملكة كثيرا فالتاريخ مليئ بالدروس والعبر من مواقفها المشبوهه إتجاه اليمن إبتداء من ثورة 26 سبتمبر وتعريجا على ملف الحمدي ومن ثم دعمها اللأمحدود للقبيلة في اليمن على حساب المدنية وما خفي كان أعظم فكل تدخلاتها لايخدم إلا مصالحها أولا وأخيرا ولهذا لانريد أن نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار.

alhamza82@hotmail.com


في الأحد 17 إبريل-نيسان 2011 05:09:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://mail.marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://mail.marebpress.com/articles.php?id=9919