آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

جراح الحوامدة.. لاجئ فلسطيني يعتلي قمة “إيفرست”بساق واحدة

الثلاثاء 24 إبريل-نيسان 2018 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2530

جراح الحوامدة، لاجئ فلسطيني بالأردن استطاع، بساق واحدة، تسلق قاعدة قمة “إيفرست”، ليثبت للعالم بأسره أن “تحقيق الأحلام لا يحتاج أقداما وإنما إقداما”، كما يقول.

شاب لم يتجاوز الـ23 من عمره، غير أن عمره البيولوجي لا يعكس بدقة ما تتحلى به شخصيته من نضج ووعي جعلاه يتقبّل مرضه وفقدانه لساقه، ويزرعان في أعماقه إصرارا لافتا على الحياة، وعلى تحقيق حلمه في تسلق الجبال.

جراح عاد، أمس الأول الأحد، إلى العاصمة الأردنية عمان، بعد أن نجح في تسلق قاعدة قمة جبل إيفرست بقدم واحدة، ليدوّن اسمه بأحرف من ذهب في سجلّ الانسانية، ويرسم نموذجا يتقاطع عنده التحدي بالطموح، فيصنع مقاربة فريدة من نوعها اسمهما “حب الحياة”

 رحلة مرض تفجّر إرادة لا تقهر

ولد جراح عام 1995 في مدينة سحاب جنوب عمان، لأب وأم لاجئيْن يحلمان بالعودة إلى فلسطين التي اغتصبها الاحتلال.

وحين أدرك الـ15 من عمره، أصيب الفتى بمرض سرطان العظم، ليجد نفسه ممددا على السرير، ونظرات ذويه تحاصره بشحنة هائلة من الحزن والشفقة.

وللسيطرة على مرضه، اختار الأطباء بتر ساقه الأيمن، ليغادر المستشفى بطرف اصطناعية أورثته الكثير من الاستياء والحزن.

ورغم الألم الذي تورثه حادثة مماثلة في حياة أي شخص، إلا أن جراح لم يستسلم لمرضه، ولا لنظرات العطف التي ترمقه من كل جانب، وقرر أن يثبت للعالم أن إعاقته لن تمنعه من تحقيق حلمه، والقيام بما يعجز عنه حتى الكثير من الأسوياء.

“أقاتل من أجل نفسي”، يقول جراح للأناضول بنبرة مشحونة إرادة وتصميما، وهو الذي اختار المضي قدما في تحقيق حلمه المتمثل في تسلق الجبال والمرتفعات.

وبذات النبرة الواثقة، يضيف: “أنهيت علاجي مطلع 2013، ونهاية العام نفسه، بدأت بتسلق الجبال والصخور في جبال عجلون” شمالي الأردن.

في 2015، نجح الجراح في تسلق قمة كليمنجارو، وهي أعلى قمة بركانية في العالم، بارتفاع 5 آلاف و100 متر، خلال خمسة أيام من السير المتواصل.

هموم الوطن

المشاكل التي تعرضت لها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” جراء إعلان واشنطن خفض تمويلها، زرعت الخوف في قلب جراح، خصوصا مع إغلاق مدرسته التي تعلم بها في منطقة الجوفة (جنوب عمان)، ليتفجر تحدّ جديد في نفس الشاب.

ففي الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، بدأ جراح خوض غمار التحدي، من خلال رحلة استمرت 18 يوما للوصول إلى قاعدة قمة إيفرست، لجمع مبلغ مليون دولار من أجل مدرسته التابعة لـ”الأونروا”.

 “رحلة محفوفة بالمخاطر”، كما يصفها جراح، مشيرا أنه كان يستمر في مسيره من 5 إلى 9 ساعات يوميا، يقطع في كل ساعة منها مسافة كيلومتر واحد.

ويتابع: “كان برفقتي 11 متسلقاً من دول مختلفة، ولكني استطعت بطرفي الصناعي، أن أصل ومتسلق سويدي، إلى قاعدة القمة يوم الجمعة الماضية.

وبفخر: “أنا أول فلسطيني يصل قاعدة إيفرست، حتى يعرف العالم بأن الفلسطيني قادر” على تحدي الصعاب.

رحلة محفوفة بالمخاطر لدرجة أن الخيمة كانت تتحرك من مكانها أثناء حركة الجليد، فضلاً عن سماع أصوات تكسر الجليد وانهياره أثناء النوم، وفق الجراح.

وأضاف أن “قبائل الشيربا التي كانت تسكن المنطقة تمتلك خبرة عالية، حيث كان أفرادها يحددون لنا مكان السير، ففي بعض الأوقات كنا نضع أقدامنا على جليد رقيق ولكنه لا ينكسر، إضافة إلى أنهم كانوا يكشفون عن طعامنا وأدويتنا قبل تناولها”.

كما أن “درجة الحرارة كانت تصل إلى 27 دون الصفر في الليل”، غير أن حتى صقيع الليل لم يحبط من عزيمة الشاب المفعم بحماس التحدي وعشق هوايته.

غير أن اللافت هو أن جراح اختار لتحفيز عزيمته أثناء التسلق والسير، الاستماع لأغاني ثورية تجتمع في مجملها حول مضمون رفض الشعوب للظلم والقهر.

وبالنسبة لـ”جراح”، فإن هدفه كان جمع المال لتقديمه لمدرسته، وقد حدد بأن يكون نهاية يونيو/ حزيران المقبل، الموعد النهائي للقيام بذلك.

وأردف: “سأقوم بجولة في أوروبا بداية مايو/ أيار المقبل، وتستمر حتى نوفمبر/ تشرين ثان القادم، وهذا يعني بأنني سأتمكن من جمع مبلغ أكبر من الذي حددته، سأقدمه لمدارس أخرى”.

قمم العالم السبع

رغم الصعاب، إلا أن أهدف جراح ترفض تحديد سقف، وإرادته تردمتها كلماته الواثقة، ونظراته الثاقبة التي تنضح تحديا يقول إنه سيقوده مستقبلا إلى تسلق قمم العالم السبع، وجبل “إلبروس” في روسيا سيكون هدفه القادم، على حد قوله.

ويتابع: “واجبي باعتباري متسلّقا ولاجئا فلسطينيا، يفرض علي الدفاع عن مدرستي حتى تظلّ مفتوحة أمام 700 طالب ممن يتلقّون تعليمهم فيها”.

اتعليم يرى الشاب أنه “أساس المجتمع، وإذا تعلم الجيل الصغير، فسيكون عندنا جيل متعلّم يثبت للمجتمع بأن الفلسطيني إنسان ناجح”.

واختتم جراح حديثه بالقول: “سأثبت للعالم أن الفلسطيني إنسان ناجح، وبوسعه تحقيق أحلامه، وأنا حققت حلمي ببلوغي إيفرست بساق واحدة.. أنا لست معجزة، كل إنسان لديه هدفه، ولكن يجب أن يضع في قلبه وعقله الصبر ليحقق ما يريده”.