الزعيم و هبات السباع
بقلم/ الدكتور عبد الشكور المغني
نشر منذ: 17 سنة و 5 أيام
الأحد 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 06:49 م

مأرب برس – شيكاغو – خاص

قيل سابقا ان اليمنيين طيبون ويصبرون كثيرا لكنهم اذا زاد الظلم عليهم هبوا كهبات السباع فقد قام اليمنييون بثورات وانتفاضات كثيرة بسبب ظلم الحكام ومحتليهم وكانت تؤول الامور الى تشظي البلاد بسبب فساد وطلم حكامها ..فهل حكام اليوم سياخذون العبرة من ذلك ويعيدوا الى الرشد قبل ان ينتهي بهم الحال الى مذبلة التاريخ وقبل ان يصيروا جيفا على سطح الارض وباطنها .

 اين آل واقع البلاد اليوم في ظل الحكم القائم الذي يفقد الرشادة والصلاح والنزاهة والمصداقية بعد ان انتشر فساد القائمين على ادارة البلاد كانتشار الهشيم في الحطب فقد تسسبو بالفقر والظلم والجرائم والعنف وهم سيكونون سبب تشطير البلاد وتضيه بانانيتهم وغرورهم وسيكونون سببا في انهيار الدولة اليمنية الموحدة لكونهم كانوا فاشلين في ادارة البلاد ادارة سليمة ونظيفة وناجحين في امتهانها وجعلها اضحكومة العالم كدولة عشوائية وفاشلة لم يعد لها من شرعية تحترم داخليا وخارجيا ...

وها نحن اليوم امام تحديات خطيرة تستهدف النيل من وحدة البلاد والمجتمع ، وكيف وصل بنا الحال الى مانحن عليه اليوم من مخاطر وماسي وتصدعات وتحديات وتمردات وعنف ومؤمرات وتشنجات وهرج سياسي وصراخ اعلامي واحتجاجات شعبية وشعارات انفصالية وغلاء معيشة وبطالة متزايدة وفقر واسع وجرائم متعددة وعداوات قبلية وحزبية ومناطقية وغرور سلطوي وتحدي قبلي ومناطقي .....................الخ .

ان اسواء مكونات الإشكالية تتمثل بعدم الوعي بهذه المشاكل والتحديات وماينجم عنها من مخاطر تهدد البلاد ووحدتها ودولتها بالانهيار والتشظي فواقع الدولة اليمنية واقعا هشا وقابلا للاضطراب ومفتاحا لمؤامرات تستهدف تقويض استقرارالبلاد ودفعها الى اتون المشاكل والعنف والصراعات والتمردات وهذا يستنزفها ويصل بها الى حالة الانهيار لتصبح الدولة قابلة للتجزاءة والتشطير وفقا لمخططات قوى المصالح المحلية والاقليمية والدولية.

هناك مؤامرات قذرة ستهدف الوصول بالبلاد الى السقوط وهناك قيادات سياسية داخلية تعمل وفقا لاجندة مخفية وتستهدف الوصول بالبلاد الى دمار والى تشظي وانقسام ولن تعود الى ماكانت عليه قبل 1990 فستتشضى الى اكثر من ذلك ، فهولاء يعملون خطوة خطوة من خلال مواقعهم باستخدام السلطة والنفوذ والسياسية في الدفع بالبلاد الى انتشار الفوضى والفشل واشاعة الفساد في المصالح واستغلال عوامل الصراع السياسي الى افراغ الواقع والدولة والمجتمع من ادراك المخاطر والتحديات ليبقى الجميع مشغولا بالصغائر وحوار الاصلاحات السياسية والمشاورات حول القضايا الهامشية ، ليصحى الجميع على كارثة يكون الجميع مساهمين فيها .

أصحاب السمو يعملون ومعهم من يعمل في الداخل للوصول بالواقع الى انهيار الاوضاع ليثأروا لانفسهم هزيمتهم في 94 عندما فشلوا في تحقيق الانفصال وفصل حضرموت الكبرى ليجعلوها امتدادا لهم الى بحر العرب وهم اليوم يعملون في دعم اطراف تأجج المشاكل بين محافظات الضالع ولحج وابين وشبوه لرفع المطالبات بالانفصال لتكون هذه المحافظات حطب الصراع مع الدولة واستنزافها حتى يتحقق الاستنزاف للدولة لتسقط وتتشظى وبعدها تتمكن من جعل حضرموت تشكل كيانا دوليا مستقلا . واحد كبراء القوم من الامناء (وهو بلا امانة او نزاهة ) يعرف هذه الحقائق ويعمل فيها اكثر من الرئيس وحاشيته وامنه القومي وهو يعمل في اطار مشروع الكثير لايدركونه الا صاحب السمو .واطراف خارجية تعمل ضمن اجندة مشتركة سعودية بريطانية .. وهلما للانشغال في سفاسف الامور ... يااهل البلادة والشعوذة السياسية البلاد مخطط لها بالتقسيم وعودة حرب صعدة ستقرب الامر باستنزاف الدولة وستشعل الحرائق في كل عموم الجمهورية ولن تجدوا مكانا لكم في العالم يستقبلكم وحتى المقابر لن تقبلكم لانكم فرطتم ببلدكم وفرطتم بالامانة والمسئولية لعناتي عليكم وعلى من تسلم امرا بخيانة بلده وسعى الى دماره ....

الحوثيون هذه المرة سيعودون بدعم اللجنة الخاصة فاصحاب السمو لهم غاية كبرى ان تنال سيادتهم بحر العرب ليكونوا دولة تمتد على ثلاث بحار الخليج والاحمر وبحر العرب ليحققوا طموحات الامبراطورية السمؤة ويذهب بعض مسئولينا بطموحاتهم ان يكونوا امراء فيها ، فلهم طموحات تتجاوز البقاء تحت طائلة الخوف من السجن .

انشغال الفاسدون في ارض اليمن

المشكلة ان السياسيين في البلاد في السلطة والمعارضة لايدركون المخاطر التي تحيق بالبلاد ومستقبلها ووحدتها وللاسف فهم ببلادتهم يتعاملون مع التحديات والمخاطر كقضايا محدودة وكان البلاد لايواجه أي مخاطر وما قد يترتب عليه من تصدعات ستتجاوز الجميع وستكون اكبر من قدراتهم وامكانياتهم على مواجهتها فقد تساهلون عنها عندما كانت صغيرة وجعلوها تكبر وتجاهلو مخاطرها وتوسعاتها يتعاملون معها بترف واستهتار .

سلطة مغتصبة ومعارضة كاذبة هذه التركيبة المستعرة ماذا انجزت للبلاد غير البهذلة والدمار وانتشار الفساد والفوضى فقد بليت بها البلاد باسم الديمقراطية المزيفة فالبلاد تنهب ثرواتها ومقدراتها وتلعب بمصالحها وتمارس الجرائم تلو الجرائم وتنتهك كرامة الناس ويباع مستقبل الاجيال لصالح حاضر النخبة الفاسدة وتنتشر الفوضى والنهب ولا تحارب او يحاسب مقترفيها الى اين تذهبون بالبلاد لستم ابريا جميعا فليس منكم بلا خطيئة والا لرجمتم الخطايا وكنتم سدا منيعا امامها وامام الدمار الذي يلحق بالبلاد ومستقبل الاجيال .

 ماذا استفاد الشعب من ديمقراطية مزورة وخداع سياسي وتنافس حزبي فالشعب حولتموه بديمقراطيتكم الى قطعان من الحيوانات متناثرة متنافرة ومتقاطعة تلعبون به ليبرر لكم خداعكم وفسادكم لتعيشوا انتم على نهب ارزاقه وتصدرون له الفقر والدمار وتجعلون ابناءه وبناته فاقدي الكرامة والإنسانية كأدوات للمتاجرة بالأعراض واطفال يتاجر بهم للشحاته وثرواة البلاد البرية والبحرية ينهبها الناهبون ويدمرونها وتاريخ الشعب واثاره تنهب وتهرب وثرواة البلاد تهرب الى الخارج وتودع في البنوك الخارجية وتحرم منها البلاد هل سالتم انفسكم كم هي كمياة البترول الحقيقية التي تستخرج وتصدر الى خارج البلاد قياسا مع مايتم الاعلان عنه مادام عدادات الانتاج والتصدير تحت تصرف اخرين وفاسدين ؟ ، من هو المسئول عن الاشراف عن كمياة النفط المنتجة والمصدرة ؟ وكم هي الاموال التي استلمت كرشاوي مقابل بيع ثرواة الغاز ليباع وهي ثروة للاجيال ولتنمية البلاد ، وكم هي الاموال التي دفعت مقابل افشال تشغيل والنهوض بميناء عدن ؟؟ وكم هي اموال صفقات النفط وصفقات المشتريات الحكومية والمناقصات وكم هي الكمياة من المشتقات النفطية التي يتم تهريبها الى خارج البلاد وكم وكم وكم وهل سالتم وحاسبتم المسئول الفلاني والفلاني كم كانت ثروته قبل المنصب وكم اصبحت ؟؟؟

وهي ثروات الشعب الذي تدعون انكم تحكمون باسمه وتعارضون باسمه ؟؟

هل انشغلتم بهذه القضايا وقمتم بالواجب والمسئولية لحرب الفساد لتحموا الناس من الفقر والبطالة اللذان سيتسببان في انهيار البلاد وانتشار الفوضى والدمار ؟؟؟؟ هل شعرتم بالمسئولية وسالتم وحاسبتم اولئك الذين اثروا حراما وبدون شرعية ونهبوا اموال البلاد وزادت ودائعهم وثرواتهم في الداخل والخارج وهم على مناصب المسئولية او مارسوا النفوذ للاثراء دون وجه حق .؟؟

انتم تشغلون البلاد بقضايا ترفية تكررونها وتدفعوا الناس للنقاش والانشغال فيها مرة باسم الاصلاح السياسي ومرة بتعديلات دستورية ..الخ .نسمع انكم تتحاورون في قضايا ستخرج البلاد من تخلفها ومشاكلها ...الا يجمعكم قاسم الخداع والمشاركة بالتامر على الشعب والبلاد وانتم تدعون تمثيله وحكامه والمعارضين عنه ؟؟ .

كلكم مشاركين بكل المشاكل التي تعانيها البلاد فانتم نسيج واحد مع تغير الأسماء والمسميات تتداولون خداع الناس لعلكم بذلك تستمرون تهيمنون على مشاعر الناس المنقسمة باسم الحزبية والديمقراطية فقد شطرتم الناس وشطرتم علاقاتهم لكي تبقون حكاما عليهم طرف باسم سلطة وطرف باسم معارضة .

وحدة البلاد في خطر الدولة في خطر الشعب في خطر النظام في خطر المعارضة في خطر وكلنا في خطر ... الاخطار تولدت من فساد الحكم وفساد المعارضة خطر تولد من فساد المفسد ومن سكوت المشاهد فالساكت وان كان تقيا وسكت عن الباطل فهو شريك فيه كلهم تجمعتم في عاصمة البلاد ونسيتم معاناة الناس في البلاد وحياة الطغيان والفقر والبطالة تطحنهم وتدفعهم الى الكفر بكل شيء تدعي السلطة بحمايته او تدعي المعارضة باهميته .

همه الحكم على رؤوس الثعابين

اليوم المؤتمر الحاكم حزب فاشل في ادارة البلاد والنهوض بها وناجح في الفساد والنهب والتزوير والخداع فهو حزب لايمت للامانة بصلة ، والمعارضة وليدة السلطة الفاسدة وفاشلة كمعارضة والعمل بمسئولية ، وناجحة في التهريج والزعيق والشكاء وتزوير حقائق نفسها والخداع في دعواتها ، والرئيس (كبير الجميع ) نتاج للطرفين فليس له من هم الا ان يحكم فقط دون اعتبار اخر ولو على روؤس الثعابين لقد جعلوه يدعم فسادهم لكي يكون على راسهم وجعلهم ثعابين ينافقوه واداة لتبرير شرعيته واستمراره ، فلاينظر الا تحت اقدامه ولاينظر نحو الافق وحوله فيرى البلاد والعباد ومايعصرها ويعتمل فيها ويدرك المخاطر التي تحاك بسبب افعال الثعابين المنتشرة تحته وتحت قدميه يعيثون فساد بكل شيء ولاينتابه أي احساس اوشعور بالمسئولية لمنع الاضرار التي تلحق بالبلاد منهم .

سيكون محاسبا حسابا عسيرا عندالله فكل ظلم وفقر وبطالة وفساد ورشوة واختلالات وقتل ودماء وسرقات وتهريب اموال وافقار وانتشار امراض وبيع اعراض واراضي ملكا لشعبه مقابل ان يأمن عداوة نخاس ، ومتاجرة باطفال ونهب حقوق عامة وخاصة وغير ذلك سيكون مسئولا عن ذلك عندالله وسيقف عشرات الملايين من اليمنيين ممن ذهبوا واستمروا وجاءوا من بعده سيرفعون امام الله دعوة عن الظلم الذي لحقهم منه ومن المسئولين ممن اختارهم ليعبثوا بالبلاد والعباد وتسببوا بظلمهم وفقرهم وعبثوا ونهبوا وظلموا وانتهكوا حرمات الناس وباعوا ثرواته وارتشوا باستغلال مواقعهم ومناصبهم مقابل ذلك سيكون الحساب عليه كبيرا وماذا سيقول يوم لامال ولابنون ولاجيش ولا امن قومي ومركزي وسياسي ولا وزاة المالية ولاباجمال والارياني وصوفان والسلامي والاحمر والاصفر والازرق ......ولا ولا هل سيتحايل ويتذاكى على الله كما تذاكى على الشعب عقودا من الزمن يبرر حكمه بالحكم على رؤس الثعابين .

الرئيس ...فرصتك الاخيرة قبل الرحيل اليه

مرت ثلاثين عاما حاكما وقد يزيد سنوات وكم بقى من عمره حتى ينتقل الى الله ، فهل وقف بمسئولية وتمعن ليتوب والتوبة لن تكون الا باستغلال مالديه من قوة ونفوذ ليعيد الى الشعب حقوقه المنهوبة سواء صارت بحوزته وملكيته او بحوزت مسئوليه او اى طرف كان فليتدارك الامر قبل ان يجف القلم وترفع الاوراق فلن يعفي الله عن الفاسدين ولكن الحساب الاكبر سيكون على الرئيس الذي عينهم وعرف عن فسادهم ولديه القدرة على محاسبتهم ولم يحاسبهم فان العقوبة ستكون كبيرة والحساب عظيم .

ان الاعتراف بالذنوب قبل الرحيل واصلاح الحال قد يكون هو الطريق الى الصواب فاليوم ملاييين الناس تلعن الرئيس وحاشيته وتلعن المؤتمر وحكومته وتلعن المشترك وغباوته وتلعن المادحين والكاذبين والمنافقين فمازال هناك فرصة سانحة لتصيح الامر وعلى الرئيس ان يضع مبادرة قد تكون له شفيعا وهي اعلان حربا شعوا على الفساد سوا كان له علاقة فيه او صادرا من غيره ويعيد كل الاموال وما تم نهبه او الحصول عليه باي طريقة غير شرعية وارجاع الاموال الى الدولة سواء كانت في الداخل والخارج وملاحقة أي متمرد يمتنع عن ذلك عبر كل الوسائل والزام التجار ممن رشى او تهرب ونهب ان يشير لمن رشى وكم اموال تهرب من دفعها واموال هربها وضمن حرية الاعتراف ومن قام بذلك شكر ومن خادع وتحايل يحاسب .

هذا هو الخيار الذي سيجعل الشعب اليمني كله يشعر بالسعادة وسيقف وراء الرئيس معلنين البيعة له كرئيس دائم حتى يلقى الله وهو راض عنه ، وما عليه الا ان يشكل حكومة غير حزبية من أناس غير فاسدين ومعروف عنهم النزاهة والشجاعة والجدية والكفاءة .. فهذا هو الخيار الأنسب والاستكون الكارثة عليه وعلى من معاه وحزبه وحلفاءه وسيوجهون يوما ماء محاكمة تاريخية سيكونون فيها خاسرين ولن تنفعهم الأموال وماجمعوه ونهبوه .فقد قيل سابقا ان اليمنيين طيبون ويصبرون كثيرا لكنهم اذا زاد الظلم عليهم هبوا كهبات السباع فخذو العبرة وقبل ان تصيروا جيف .

 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
كتابات
عبدالله القاضينمو القاعدة
عبدالله القاضي
أستاذ دكتور/عبدالوهاب بن لطف الديلميعوامل الاستقرار
أستاذ دكتور/عبدالوهاب بن لطف الديلمي
كاتب/مهدي الهجرفي صف مصطفى بهران
كاتب/مهدي الهجر
مشاهدة المزيد