ثورة شيوخ وشباب .. جيش وأحزاب .. ثورة وطن !!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر
الجمعة 27 مايو 2011 11:55 م

سرقوا ثورتنا ! انقضوا عليها ونسبوها لأنفسهم ! ترهات بثها بين الشباب من يعيشون أبد الدهر بين الحفر .. تفنن في إخراجها من ديدنهم الفشل وتهيب اقتحام الخطر .. أثبتت الأيام أن الثورة ثورة وطن وشعب .. بحماسته أشعلها شباب الثورة المندفع .. وبخبرته سار بها اللقاء المشترك المتطلع .. وبقوتهم حماها رجال القبائل والفرقة الأولى مدرع .. ولعيونها سقطت النساء والأطفال والرجال شهداء .. الكل وضع حجرا في بناء هذا الصرح الشامخ العالي .. وها هو النظام اليائس وفقا لنفسيته المحطمة يأبى أن , وحينما فشل في ذلك رفض التوقيع عليها لينفذ مخططا أخر, فالحاكم وجناح الصقور المنزلية في حزبه لديهم خطط إستراتيجية بعيدة المدى ولن يعدموا حيلا وأعذارا لمخططاتهم الشنيعة كالصبغات الحمراء والجثث المنهوبة من الثلاجات ويستخدمون كل تشريعات الدولة وأجهزتها لخدمتهم ويسيرون وفق رؤية واضحة للغد وبوسائل قوية نحو تحقيق مخططهم الإجرامي الحقير لنقل البلاد إلى الحرب الأهلية , فبدأ بالقصف المباشر لخط الدفاع البشري الأول لثورة الشباب وهي القبيلة ممثلة بقصر الفقيد عبد الله الأحمر أثناء تواجد لجنة الوساطة فيه والتي تضم أسماء لامعة في القبيلة والدولة لعله يصيب أهدافه المنشودة فيسود البلاد بعدها فوضى ودمار وندخل في دوامة لن يكون الخروج منها سهلا أبدا , ولكن بفضل الله فشل مخططه وكسبت القبيلة الرهان ولم تنجر إلى هذا الفخ , فبرغم دماء رجالها وقفت منضبطة ملتزمة حصيفة , وهي قبائل مسلحة بأحدث الأسلحة وتتفوق على الجيش النظامي بالولاء والتضحية وبذل النفس في سبيل الدفاع عن كرامتها بينما يفتقد النظام هذا تماما .. وغدا ربما يطال القصف درعها الواقي الفرقة الأولى .. وبعد غد سيسعى لتفريق الشباب الذي ظل متفرجا بينما حصونه وقلاعه تتهاوى دون حركة ولا مسير ..

ففي خضم هذه التطورات المحورية نريد أن نرى من شباب الثورة واللقاء المشترك خطوات جريئة تواكب هذه الأحداث المتسارعة ولكي تبقى هذه الثورة دائما في المقدمة وتحافظ على مكانتها في الصدارة لا بد من إستراتيجية جديدة تأخذ زمام المبادرة تحو تحقيق الهدف , ما هي خطط تضييق الخناق ؟! ما هي الخطط البديلة في حالة الانغلاق ؟! كيف نجعل من الصدور العارية نقطة انطلاق ؟! فلتكن هناك زيارات خارجية للدول العربية والأجنبية لتوضيح الوضع وكسب التأييد ورفع الغطاء عن الحاكم الظالم ومثلها تحركات داخلية لإقناع رموز الدولة وقيادات الجيش والأمن بالتخلي عن الحزب الحاكم ودعم الثوار ! هذا هو وقت الحركة والتجديد دون كلل ولا ملل في كل الاتجاهات فان كان هناك من تحرك وتصعيد لدى الشباب والمشترك فهذا وقته المناسب , فالثورة السلمية لا تعني الجمود والتقوقع في الخيام وانتظار ما تسفر عنه المواجهة المسلحة بين الحكومة وآل الأحمر لنتخذ بعدها القرار ! المبادرات لم ولن تنجح .. والثورة المسلحة مرفوضة وإن كانت قد بدأت على مستوى قيل عنه شخصي والواقع أنه مرتبط بالثورة السلمية نتيجة لموقف آل الأحمر التاريخي بدعمها , فهل درستم خيار الزحف السلمي بكل اعتبار؟ زحف حاشد منظم خليط منضبط من رجال قيادية في أحزابها ومشائخ كبيرة في قبائلها وقيادات حكومية وعسكرية في مواقعها , قيادات تتقدم الصفوف حاملة بأيديها ورد السلام وعلى أكتافها أكفانها .. قيادات تلتحم بالشعب فتثبت لنفسها قبل غيرها أنها أهل لهذا الموقف ولا يهمها ما قد يحصل لها من قتل وجراح , الم يكن من المحتمل أن يقتل الشيخ صادق في القصف فلما لا تكون في ساحة الميدان , وأيهما أكرم أن يُقتل علي محسن وغالب القمش في كمين أو قصف من بعيد أو أن يقتلا في خط المواجهة السلمية مع الثورة الأبية .. وأيهما أعظم أن يُغتال الزنداني أو ياسين أو زيد في جنح الظلام أم ميتة الشهداء في وضح النهار وأيديهم متشابكة مع الثوار .. ليس هذا كلاما عاطفيا إنشائيا متهورا ولكنه مرتبط بضوابط نجاحه وعوامل فلاحه فلنعجل بها .. فبالزحف السلمي سيتحقق لنا: ـ المصداقية أمام الله أولا ثم الرأي العالمي وأن لنا هدفا أسمى من الكرسي هو إسقاط النظام الفاسد وتحقيق أجمل حياة لليمن وأهله ـ تخوف القوة العسكرية من المساس بهذه الرموز الوطنية وقد خرجت مسالمة لتنقل رسالة للحاكم أن ارحل عنا ـ ولو أزهقت الأرواح فان ذلك سيكون عاملا للنصر لأن هذه الهامات ستجعل من استشهادها حافزا لإتمام المسير وانضمام الغير ـ الرد على من يتهم القيادات بأنها استغلت الثورة وشبابها وجعلت منهم سلما ووسيلة ـ البقاء في الصدارة وحفظ الثورة

ـ وسيقول قائل إن علي صالح يريد قتل أكبر عدد من معارضيه وأنت تحققه لهم بسهولة ويسر .. أقول مسلسل القتل لم يتوقف وفيلم الدمار لن ينتهي وهو متكئ لم يرحل وكل يوم يمر يزيده ثقة وقوة وتقييما للحسابات .. فلا بد من تضحيات واثبات للذات وهذه الدماء الزكية ستخط كلمة النهاية لمسيرة الطاغية

ـ من الليلة فلتقترع قيادات الأحزاب ومشايخ القبائل والقيادات العسكرية والإدارية فيما بينها أيهم يخرج ليشم ريح الجنة ويتقدم مسيرة الحرية , وليس على كل القيادات الممات ولا أن تبقى كلها في غرف العمليات ! فبالزحف السلمي المنظم وبحضور وسائل إعلامية عالمية وغيرها من ترتيبات الأمن والسلامة سيتحقق المراد بتكاليف قد تكون باهظة ولكن من المؤكد أنها اقل بكثير لما ينوي السفاح إدخال البلاد فيه من قتل ودمار . وهناك حل أخر هو التفرج والانتظار !! حتى يكون سديدا اتخاذ القرار ! وجهة نظر ليس إلا .. فأيهما تختار .. الزحف أم الانتظار أم الفرار .