إنه وطن أيها المتحاذقون
بقلم/ فاروق مقبل الكمالي
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين
الثلاثاء 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 07:30 م

ثمة من التحديات التي تتربص بالوطن الكثير ولست أدري إن كان الجميع سلطة ومعارضة ومواطنين سنضل نتعاطى مع هذه التحديات بنفس القدر من عدم المسئولية أم إن طريقة تفكيرنا سوف تتغير تباعا لما تفرضه علينا هذه الظروف المفزعة حقا من التزامات .

حتى الآن تسير تلك التحديات في اتجاه التصعيد اليومي المستمر مواصلة تهديدها لوجودنا وحضارتنا وثقافتنا وكل شيء له علاقة بنا من سماء هذا الوطن حتى ترابه فيما نحن سياسيون ومثقفون ومواطنون بلا وصفات مسبقة أو لاحقة نسير في اتجاه أخر اتجاه يذكي التحديات ويستجلب الكوارث ويتعاطى الخراب والدمار .

وكان الوطن ليس أكثر من منتدى سياسي ملئ بالقضايا الجدلية التي تطرح للمهاترات والنقاش ولا يمكن الوقوف لها على حل أو الاتفاق فيها على موقف .

براميل في كراش ,دخان ونار وجماجم وأشلاء ودمار في صعده إرهاب في مآرب وحضرموت, سواحل تتسلل إلينا منها السموم والأسلحة والمجرمون على حد سوى ونحن نتسلل كل يوم سياسيين ومثقفين ومواطنين حاكمين ومحكومين نحو أسواق القات وشاشات التلفزيون وأثير الإذاعات وورق الصحف نتعاطى الوطن والتحديات التي تحيق به وكأننا نتعاطى الحديث في مزاد نخاسة وسخ لا وطنا نقطنه جميعا وننتمي إليه جميعا ويجب علينا تقديسه جميعا صغيرا وكبير شيخا ومثقف عاطلا وعامل جائعا وشابع.

نذكي التحديات ونفاقم الإرهاصات وونفخ في الرماد بحثا عن جذوة مشتعلة نصب عليها الزيت ثم نولم للآخرين على بقيا وطننا .

مرت حروب التمرد في صعده خمس وهاهي السادسة تكبر وتكبر ونحن انتظار أن نسمع تساؤل حقيقي من الحزب الحكم عن أسباب هذه الحروب ومنتظرين أن نلمس موقف حازم من المعارضة يصرخ في المتمردين أكانوا ظالمين أو مظلومين كفى أنه وطننا جميعا وأمننا جميعا ومستقبلنا جميعا , منتظرين أن نلمس من المعارضة موقفا كهذا يحفظ للوطن أمنه واستقراره, جنوده وأبنائه, سلاحه ,ومدارسه .

لكن الأعوام تمر والخرب يتوسع والاقتصاد يتهاوى والريال يحتضر والرجال يخطفهم الرصاص في كل جانب والمعارضة تبحث عن مصطلحات تدبج بها بيان والحزب الحاكم يبحث عن فاصلة أو فقرة أو علامة استفهام تتيح له تبادل الاتهامات مع الجميع وضد الجميع .

وهكذا ينتهي بنا المطاف في وطن محصور بين حاصرتين بين حميد الأحمر في المعارضة وسلطان البركاني في الحزب الحاكم وهما لا يستطيعان تقدير مفهوم الوطن إلا كديوان قات مشائخي لا أقل من ذلك ولا أكثر .

وبين الأحمر والبركاني آخرين كلا له مشروعه, مشروع بحجم برميل كرش ومشروع بحجم مخيمات النازحين في عمران ومشروعات تصغر وتضيق وتتناهى بالصغر بحجم التمويل المقدم لفكرة المشروع طبعا

والمشكلة لسنا ندري طبعا لما يصر كل واحد أن يتحول إلى عود ثقاب,لماذا يصر كل واحد أن يتحول إلى جلاد ,لماذا يصر كل واحد أن يتحول إلى شامتا بالأخر ولو على حساب الوطن .

ولماذا يحول كل واحد أن يذكرنا في شدة الوجع والألم أن مشروعه كان الأفضل ويصر على أن يتلذذ بعذاباتنا

 ومخاوفنا وفجائعنا وكلما تأوهنا أخرج من جيب سترته بيانا مكتوبا بنصل الخنجر ليقرأ فينا ما يعتقده فشلنا.

 أنه وطننا أيها المتحاذقون .. إنه يمننا