تفاصيل مروعة عن جريمة قتل فتاة في صنعاء 18شهيدا بغزة والاحتلال ينسف منازل بشمال القطاع وجنوبه ندوة حقوقية في مأرب تسلط الضوء على أوضاع المرأة اليمنية بعد انقلاب الحوثيين تحقيق 42 ألف مستفيد من خدمات الوحدة الصحية في القطاع العاشر بمخيم الجفينة تفاصيل حصيلة 3 أيام من الحرب و الاشتباكات في سوريا الكشف عن أكبر منجم جديد للذهب في العالم قد يقلب الموازين ويغير التاريخ عاجل: المليشيات الحوثية وتهدد بإعتقال مشائخ ووجهاء محافظة إب المعتصمين بدار سلم وتفرض حصارا بالاطقم المسلحة على مخيمات المعتصمين الباحث اليمني نجيب الشايع يحصل على درجة الدكتوراه بامتياز في مجال جراحة المخ والأعصاب الرئيس العليمي يصل الإمارات مليشيات الحوثي تواصل إرهاب الأهالي بمحافظة إب وتلجأ الى فرض الجبايات بالقوة والاكراه ومن يرفض يتم الاعتداء عليه
يخطئ من يظن أن الحوثيين أو الحراك الجنوبي أو حتى تنظيم القاعدة يشكلون خطرا على مستقبل اليمن, أو توحده أو تفككه مقارنة بما هو أخطر بكثير من مجرد توقعات أو خلافات سياسية بالإمكان حلها في أقرب فرصة توافق لتسوية المعلب السياسي بالشكل المطلوب بين مختلف الأطراف.
وأبدو في هذا الإطار متوافقا مع من ذهب إلى التحذير من هذه المخاطر عميقة التأثير كارثية النتائج, في الوقت الذي تنشغل فيه معظم القوى السياسية في مجالات بعيدة عنها كتلك السياسية التي تتحين فرصة التسوية المشار إليها, غير عابئة بما تعنيه خطورة شحة المياه أو خطورة ضعف الأمن الغذائي على اليمنيين.
إن الخوف الأكبر يكمن تحت الأرض حيث حوض صنعاء على حافة النفاد خلال 10 إلى 15 سنة حيث يجري حاليا استغلال أحد مكامن المياه الجوفية العميقة للغاية في حوض صنعاء مما يتطلب حفر آبار يصل عمقها لـ1000 متر, كما هو حال كثير من المناطق الجبلية اليمنية, ومنها تعز وإب, التي ستصبح في وقت قياسي تتمنى شربة ماء, في ظل عجز اقتصادي لن يقدر على إيجاد البدائل المتمثلة في تحلية مياه البحر, أو نقل المياه الجوفية لمسافة كبيرة تتراوح بين 100 إلى 700 كم.
وتقول المعلومات إن المستهلكين في صنعاء لا يتلقون المياه من شبكة الأنابيب المحلية إلا مرة واحدة كل أسبوعين, وفي تعز لا يتم التزويد بالمياه سوى مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أسابيع, ومن نسبة المياه المستخدمة لأغراض الري والتي تبلغ 90% فإن نسبة كبيرة جدا تذهب لزراعة القات, الذي قال عنه وزير الزراعة الدكتور منصور الحوشبي إن اليمن ستسمح باستيراده, أي القات, من الخارج- وبالذات من الحبشة- شاءت بذلك أم أبت, مؤكدا أن الحكومة بصدد اتخذا قرار بمنع التوسع في زراعته. (مجلة "محطات" اليمنية, ع 2 , مارس 2010).
فمشكلة المياه لن تحلها تسوية سياسية, وإن كانت مطلوبة, ولا اقتسام كعكة المصالح. وهي صرخة نطلقها قبل مرور عجلة الزمن التي لا تعرف الالتفات إلى الخلف, كما أنها صرخة أتمنى أن تدوي في عمق الضمير الإنساني اليمني في ترشيد السلوك نحو الشعور بخطر من هذا النوع يبدو في حاجة ماسة إلى توعية العقلية المجتمعية للمساهمة في إيجاد الحلول الضامنة لتفادي مآسٍ غير متوقعة.
ومن هذا المنطلق, فإن على اليمنيين, وعلى الحكومة اليمنية تحديدا التفكير جيدا في تأمين الأمن المائي, إضافة إلى الأمن الغذائي, حيث تواجه اليمن شحة المياه وقرب نفادها النهائي, وتمدد زراعة القات على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى إضافة إلى الاستهلاك العظيم الذي تتطلبه شجرة القات من أجل أشداق عشرة مليون يمني مخزن, على أقل تقدير. وكما قال جبران خليل جبران "ويل لأمة تأكل مما لا تزرع.. وتلبس مما لا تصنع".
nashwanalothmani@hotmail.com
*نقلا عن صحيفة "14 أكتوبر".