تطورات مفاجئة في معارك سوريا.. والمعارضة تعلن عن التقدم والسيطرة على مرافق عسكرية هامة في قلب حلب ماذا تعني هزيمة حزب الله اللبناني ومعركة حلب بالنسبة لليمن؟ ( قراءة تحليلية ) مليشيات الحوثي تقمع اعتصام أبناء إب بميدان السبعين وتطلق سراح قتلة الشيخ صادق أبو شعر - فيديو صفقة العمر الفاخرة.. ريال مدريد في طريقة إلى ضم محمد صلاح المعارضة السورية تعلن دخول حلب والإشتباكات حتى الآن تسفر عن مئات القتلى في أدلب وحلب انتصارات واسعة للمعارضة السورية.. السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر
ميليشيات تتكاثر كالفطريات هنا وهناك ، يتم إنشاءها واستحداثها في كل مكان وكلها تحت شعار مواجهة الميليشيات الحوثية ، رغم ان هناك حكومة شرعية ورئيس شرعي يعترف بشرعيته العالم ، ويأتمر بأمره جيش وطني ، يقاتل في اكثر من جبهه ويحقق انتصارات متلاحقة ضد الميليشيا الحوثية ، الا ان التكوينات الميليشوية لا تزال تظهر مثل فقاقيع ودمامل تشوه المشهد العام وتؤسس لحالة من عدم الإستقرار والفتن ،سوف تتسيّد المشهد ــبعد سقوط المشروع الإيراني ــفي كل منطقة تواجدت بها ، اما تنافسا وصراعا على السلطة والثروة والنفوذ ، او خدمة لاجندات خارجيه تمدها حاليا بأسباب الحياة والبقاء تمويلا وتسليحا ، ليس من اجل إعادة بناء يمن آمن ومستقر ، بل من اجل استخدامها لاحقا لتنفيذ مشاريعها وطموحاتها الغبية .
تفريخ الميليشيات بعيدا عن الشرعية جريمة في حق اليمنيين وتلغيم لمستقبلهم ، فهذه الميليشيات لن تسلم سلاحها بعد هزيمة الحوثيين ، وستبقى شوكة في حلق كل مسعى مخلص يهدف لاستعادة الحياة الطبيعية، والأمن ، وبناء دولة سيادة القانون.
هل تذكرون ما حصل في افغانستان بعد اعلان السوفييت نيتهم الإنسحاب منها عام 1989 ؟ لقد دخلت فصائل المجاهدين مع بعضها في صراعات دموية مريرة حتى قبل دخولهم كابول ، كان كل فصيل يسعى الى ان تكون له السيطرة واليد العليا في مرحلة ما بعد سقوط النظام الموالي للسوفييت ، وقد استمرت المواجهات الدموية لسنوات دون ان يتمكن اي فصيل من حسم المعركة لصالحه ، فكل مجموعة كان لها هي الأخرى من يدعمها ويمولها ويتبناها ، وحتى عندما تمكن فصيل احمد شاه مسعود من السيطرة على العاصمة لم يستطع ان يمد نفوذه خارجها ، وهكذا تحولت افغانستان الى جزر منفصله متناحرة ، كل فصيل يستحوذ على جزء من البلاد يحكمه بمنطق وسلوك الميليشيات بلا دولة ولا قانون ، واستمرت افغانستان على هذه الحال حتى مجيء طالبان صاحبة النظرة المتشددة للإسلام عام 1996 ، فقضت على الفصائل ووحدت معظم افغانستان تحت حكمها المتطرف .
افغانستان ليست حالة فريده ، بل ان المشهد يكاد يتكرر في كل بلد وجدت به اكثر من حركة تحرر ، ففي لحظة الإنتصار تدخل هذه الحركات والفصائل في صراع مميت ، يسعى فيها كل فصيل الى تصفية الفصائل الأخرى واخراجها من المشهد ، ليفوز وحده بالغنيمة .
ليس هناك ما يبرر تكرار مأساة افغانستان في اليمن ، ففي اليمن حكومة شرعية معترف بها ولها جيش موحد يقود المعركة ضد الميليشيا الحوثية ، ولأن المعركة وطنية وليست مناطقية اوطائفية او ثأرية ، فإن من واجب كل المجاميع المسلحة التي ترفع شعار مقاومة المشروع الإيراني ان تتوحد جميعا في اطار الجيش الوطني او تضع نفسها تحت اشرافه .
هذا ليس لغزا سواء بالنسبة للفرقاء في الداخل ، او الأشقاء الداعمين في الإقليم ،او حتى للأطراف الدولية المتفرجة او المنخرطة في الصراع من الخارج ، فهم جميعهم يعرفون يقينا ان هذا هو المصير المظلم الذي ينتظر اليمن في حال استمر تفريخ واستنساخ الميليشيات ومدها بالمال والسلاح خارج اطر الشرعية المعترف بها ، وهم يعرفون بلا شك النتائج الكارثية التي سيقود اليها تحلل الدولة وتفسخها لاحقا تحت ضربات هذه الميليشيات ، اقلها تهيئة الأرضية المناسبة والمناخ الملائم لتمدد التنظيمات المتطرفة واعادة انتشارها ، ابتداء من الحركة الحوثية نفسها الى القاعدة واخواتها ،بكل ما يحمله هذا التمدد من خطر داهم ليس على اليمن فحسب ، بل وعلى الإقليم بكامله.
استشعار المسؤولية من الجميع يجب ان يكون في اعلى درجاته لئلا نقع في المحظور ، وكلمة محظور هنا ليست تعبير مجازي عن عثرة او هفوة يمكن تلافيها ، بل كارثه وطنية بكل المقاييس سوف يدفع ثمنها ملايين الناس من حياتهم ودمائهم ومستقبل اجيالهم .
دمج جميع الميليشيات المسلحة المناهضة للإنقلاب في اطار الجيش الوطني خطوه لا مفر منها اذا اردنا ان نقطف ثمرة تضحيات اليمنيين واشقاءهم ضد المشروع الإيراني يمنا آمناً ومستقراً ، وهذا الدمج لا يعني ابدا السير في مشروع اليمن الإتحادي الذي تتبناه الشرعية ، بل يعني ابعاد السلاح من ساحة الحوار ، ويبقى الإختلاف في رؤية كل طرف للمستقبل مشروعا بل ومطلوبا طالما كان الحوار بالكلمة وليس بالطلقة، وكان الإختيار الشعبي هو الفيصل في المفاضلة والإختيار بين الرؤى المختلفة مكاناً ومكانه .