أكتوبر .. قراءة في الاهداف.
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: سنتين و شهر و 7 أيام
الخميس 20 أكتوبر-تشرين الأول 2022 04:34 م
 

‏ جميل أن نحتفل بالثورة اليمنية (سبتمبر واكتوبر 63/62)، والأجمل والأهم هو ان نتذكر الاهداف التي قامت الثورة من أجلها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لنحيي ذكرى الذود عن الكرامة الوطنية..

ونسأل أنفسنا؛ ‏ هل بقينا على الاهداف حقا؟!

هل بقى منا لها شيء يفيد ؟! ‏

‏ هل تحررنا من الامس البغيض؟!

‏ليعود الذل فينا من جديد ؟! ‏

هل تحررنا من الغازي الغريب،، ‏ليدنس أرضنا "هنس" جديد ‏؟!

وطني المخطوف يا ضوء النهار، ‏سمسروا فيك وباعوك العبيد (مفسبك) ‏ نغالط لنتفاءل: في ظل حرب قاتلة لا ترحم، وانهيار اقتصادي مدمر، وجبايات ظالمة، ولصوص يختطفون لقمة العيش من افواه البسطاء ..

لا يستطيع أحد ان يقنعني ان الوطن لا يزال بخير، وان المواطن اليمني يحصل على فرصة عمل في وطنه، ولم يفقد سبل عيشه البسيط والمتواضع، وانه لا يعاني من التشرد والضياع والتمييز والاقصاء ..!!! ‏

‏ ‏لا يمكن لأحد ان يقول لي ان الوطن لا يزال بخير، بينما التعليم، الذي نراهن عليه في بلادنا قد دمرناه بجهلنا، ودمرنا معه الكتاب المدرسي، وقضينا على المعلم ومحونا رسالته بعد ان صادرنا مرتباته، ومنعنا عنه مصدر رزقه وأولاده..؟!!

‏ احيانا كثيرة نحن نغالط انفسنا ونكذب ايضا، لنيين اننا متفائلون، مع اننا في الواقع قد فقدنا الامل في كل شيء، وفقدنا نحن اليمنين طريقنا، لأننا وقعنا في الفخ، وراهنا على حرب عبثية ظالمة، ليس لها غاية ولا هدف الا تدمير الوطن وقتل المواطن..

المخطط: لم نعد اليوم نخشى على انهيار الدولة، وتمزيق الوحدة، فقد تم لهم ما ارادوه، بل اصبحنا نخاف من مشروع أكثر رعبا يخططون لتمريره بطريقة أو باخرى ..

ذلك هو تمزيق اليمن إلى خمس دويلات طائفية ومذهبية، وجهوية متقاتلة متناحرة، تمولها اجندات دولية واقليمية، على مراى ومسمع، وعلم وموافقة وجهل كل أدوات الحرب واطراف الصراع اليمني.. اقرأوا الخارطة -ان شئتم- لتتاكدوا مما يجري . بمعنى اننا اليوم ونحن نحتفل بمرور (59) عاما على اكتوبر المجيد، و (60) عاما على سبتمبر العظيم اصبحنا نعيش حالة استلاب في كل شيء.. استلاب في الارادة والهوية والقرار ..

وفي الولاء والانتماء والوطن .. نعم، اليمنيون اقوياء، وذوي إرادة وطاقات وقدرات هائلة، ولكن نخبهم السياسية الفاسدة، وتجار الحرب والسلاح، الذين يبيعون بدون تردد سلبوهم كل شيء، فاصبحنا مختطفين كما اختطف الوطن واختطفت ثوراته، المسار الواحد: المسار الذي اختاره راجح لبوزه لثورة 14 اكتوبر 63 هو نفس مسار 26 سبتمبر 62، التي شارك وزملاؤه في إذكاء جذوتها والدفاع عنها.. وكلاهما سبتمبر واكتوبر اشتركتا في نفس الهدف ونفس الغاية،، وكلاهما جاء من أجل أهداف نبيلة وإنسانية عادلة كان في مقدمتها: ‏ • التحرر من نظامي الاستبداد في الشمال والاستعمار في الجنوب، وإقامة نظام وطني جمهوري عادل يغير الواقع المتخلف، ويزيل الفوارق بين الطبقات.

• العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية.

• ‏رفع مستوى الشعب اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا، وثقافيا، وتوفير فرص التعليم، والعمل، لكل المواطنين دون استثناء.

ما الذي تبقى؟ بهذه الاهداف مضينا فعلا في طريق التحرر من الاستبداد والاستعمار، وحققنا الوحدة اليمنية في (90) ثم قطعنا شوطا في البناء والتحديث والتعليم بما يواكب العصر؛ لكننا (للأسف) افسدنا وفسدنا، وفقدنا الطريق حينما عرضنا انجازاتنا للانتكاسات المتتالية، وأخضعنا قرارنا الوطني لارادات خارجية مدمرة وغير وطنية..!!!

وهذه تقريبا هي ابرز الاهداف، التي قاتل من أجلها حملة مشاعل التحرير من علي عبد المغني، والسلال، وراجح لبوزة، وقحطان الشعبي، ومن سار على ركبهم حتى اليوم.. ‏فهل بقي لنا شيء من ثورتنا ؟!

بالتأكيد بقيت الاهداف .. ونراهن على المستقبل ان يعيد للثورة اليمنية اعتبارها والقها.. ‏ كل عام والوطن وانتم بخير. ‏