آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

صداقات !! أم تحالفات
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 14 سنة و شهر و 28 يوماً
السبت 02 أكتوبر-تشرين الأول 2010 01:18 م

إن المتأمل بل الناظر من دون حتى قلة تأمل في سياسة الأنظمة الغربة؛ يجد هذه السياسة في انسجام تام مع شعوبها؛ إذ لا يوجد ثمة أزمات بين الحكومات الغربية والشعوب الغربية إلا فيما ندر، بيد أن الأزمات تحصل بشكل كبير وعظيم بين هذه الحكومات الغربية والشعوب الشعوب المسلمة (عربية وغير غربية) وقليلا ونادرا ما تختلف هذه الحكومات مع الشعب العبري والحكومة العبرية. بمعنى أن الحكومات الغربية أو أنظمة الحكم منسجمة مع شعوبها وهي متنافرة تمام التنافر مع شعوب العالم الإسلامي ... كيف يكون ذلك وأين يكمن السر ؟

أما علاقة الانسجام؛ فلأن الأنظمة الغربية تعمل وتكد وتجد لأجل شعوبها، فهي تحاول من أجل ذلك أن تعمل بكل ما تملك من قوة وتقنية وتخطيط وإدارة متميزة للأوضاع؛ أن تسعد شعوبها, وما التحالفات وفي رواية العرب [الصداقات] إلا إحدى الوسائل الملتفت إليها أخيرا. لكن هذه الأنظمة نفسها فيما يخص الجانب الآخر – الشعوب المسلمة – فإن الأمر يختلف تماما.

فإذا كانت الأنظمة في الشق أو الوضع الأول؛ أي فيما يخص شعوبها – تعمل لأجل إرضائها كل شيء؛ إذ علاقة في انسجام تام، فإنها مع شعوب العالم الإسلامي والعربي في حالة عداء تام ومتصل الحلقات ومصيري؛ لأنهم لم يرضوا عنا ولن يرضوا؛ بيد أن هناك من مثقفينا وصحفيينا اللامعين من يأبى إلا نكران هذه الحقيقة والتعمية عليها – كالذي يريد أن يغطي وجه الشمس بغربال، وكالذي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، فتجد من هؤلاء الكثيرين يتحدث عن [أصدقاء اليمن] وكأن هذه الصدقات قد التزمت بحبنا وبمناصرتنا ويهمها – بامتياز – رقي وتقدم الشعوب المسلمة – ومنها طبعا اليمن، لذلك هي تسعى في عمل هذه الصداقات لأجل عيون اليمنيين والجوعى والمرضى والكهول والأطفال؛ هي فعلا تعمل على راحتهم من وجع الدين وفقرها وعذاباتها لكن بطريقة أخرى نقلهم إلى الآخرة وهو ما يشهد به قصف طائراتهم.

ما علينا لنعد إلى موضوعنا ومع مطبلي ومزمري الأنظمة العربية فعلى الرغم من أنهم يعلمون أن هذه الصدقات ليست من أجل عيون المسلمين / العرب / اليمنيين، بل هي – كما سلف – من أجل إسعاد الشعوب الغربية ونيل رضاها، وهي بشك أدق ومختصر محاولة كسب تعاطف الشعوب الغربية كدعاية انتخابية، فكان تنظيم القاعدة يخدم الجميع؛ إذ هذا الأخير مثل للشعوب الغربية كابوسا، ومن من ناحية مثل للحكومات متنفسا؛ إذ من خلاله يسعى الجميع إلى الوصول إلى الحكم. ومن خلالها يسعى البعض لكسب حفن من القروش تساعدهم على الاستمرار في العروش.

وعودا إلى الموضوع ولهذا وذاك تجد الأنظمة الغربية تسعى جاهدة وبكل ما أوتيت من قوى المال والسلاح والتحالفات – عفوا [الصداقات] أن ترضي شعبوها بضرب واستئصال وتطهير تنظيم القاعدة من المنطقة الإسلامية / العربية / اليمنية. كل ذلك من أجل أن ترضى الشعوب الغربية عن تلك الأنظمة.

ولا بأس أن تكون الوسيلة الانتخابية لتلك أنظمة – وطلبا لرضا شعوبها – دماء المسلمين / العرب / اليمنيين. وما يحصل في العراق وأفغانستان من مهازل وشلالات دماء ليس عنا ببعيد. وأسأل الله ألا تكون اليمن هي المحطة الأخيرة أو الثالثة لأنه لا يوجد ما يسمى [أخير] في عداء اليهود والنصارى – مجتمعين – للمسلمين، وإذا كان بش خسر معركة العراق وأفغانستان، وإذا فشل أوباما في ترقيع ما فشل عنه بوش، فإنَّهُ قد ينجح في اليمن إذا اخترع فكرة وجود تنظيم قاعدي قوي في اليمن، فإن استطاع أوباما على استئصاله فهو سوف يسترجع ما فاته من شعبية، فإذا باليمن تتحول إلى ساحة للدعاية الانتخابية في الوقت الراهن. شوية دماء يمنية ترجع للرئيس الأمريكي الجديد هيبته وشعبيته فهو سيكون البطل الأسطوري في طمس أثر تنظيم القاعدة في اليمن أمام الشعب الأمريكي والغربي ككل.

للأسف هذا هو الوضع وهذا هو الغرض الحقيقي وراء [أصدقاء اليمن]، وللأسف هناك من اللامعين والمثقفين من يطبل ويزمر لذلك ليلا ونهارا سرا وعلانية، ويظل يراهن على الغربيين اليهود والنصارى، والله سبحانه جل في علاه قد قال لنا في قرآنه {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (البقرة120)

فلم نحن نرضى وهم – أصلا – غير راضيين عنا مهما عملنا ومهما قدمنا من تنازلات، ومهما سفكنا من دماء شعوبنا لأجل أن ينام شعوبهم ولأجل أن يستأصلوا ما يسمى بتنظيم القاعدة من مخيلاتهم وهذا الاستئصال طريقه ذبح الشعوب المسلمة وتحويل أجساد أطفالها وشيوخها ونسائها إلى دماء وأشلاء لا يهم ما دام ذلك سوف يجعل الشعوب الغربية ترتاح وترضى عن حكوماتها.

وحكوماتنا - تجاه حفنة من الدولارات لا تسمن ولا تغني من جوع – يوافقون ويعقدون التحالفات معهم، بيد أنها لها مسميات جديدة [صداقات] وليست تحالفات، وهم بذلك يضحكون على الذقون وللأسف – كما أسلفت – نجد من الصحفيين اللامعين من يروج لهم ذلك بدعم إعلامي، ولا أدري هل سينالهم بعضُ تلك القذارات.

إن هذه الأحداث أيها الحكومات الغربية، وهذه التحالفات – استغفر الله – الصداقات مع الحكومات لن تنهي المشكلة، ولن تقضي على تنظيم القاعدة بل هي سوف توفر الجو له ويزيد انتشاره، وإلا ماذا صنعتم له في أفغانستان قاتل الله تنظيم القاعدة الذي وفر للجميع متنفسا يقتلون من خلاله الأبرياء. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (الشعراء227).