من يقف وراء استهداف السفن الخليجية لإشعال الحرب مع إيران
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 14 مايو 2019 02:01 ص
 

تكررت حوادث الاعتداءات ” المجهولة” على سفن تجارية ونفطية في الخليج بشكل مثير للمخاوف فخلال 24 ساعة تعرضت 4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الامارات وبعد ذلك بساعات تعرضت ناقلتان سعوديّتان لهجوم تخريبي وهما في طريقهما إلى عبور ​الخليج العربي​ في المياه الاقتصادية لدولة ​الإمارات​ .

أعمال تخريبية تدفع باتجاه الحرب

تعرض هذه السفن لأعمال تخريبية في مياه الخليج قد يدفع واشنطن والرياض وأبو ظبي باتجاه الحرب ضد ايران و قد يكون مبررا لها في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين واشنطن وحلفائها في المنطقة وإيران وحلفائها وتتزايد احتمالات نشوب حرب في المنطقة خاصة بعد إرسال الولايات المتحدة حاملات الطائرات ” ابراهيم لنكولن ” وسفينة هجومية برمائية وبطاريات صواريخ “ باتريوت ” إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز “ بي-52 ” أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج .

وبعد ادراج واشنطن للحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية وفرض عقوبات جديدة على ايران ورفض اعفاء اي دولة من تستورد النفط الإيراني في ظل أجواء تصعيد إعلامي وحرب تصريحات غير مسبوقة وفي ظل تزايد التهديدات من كل طرف .

جهات تعمل على اشعال الحرب

هناك جهات تعمل على اشعال نار الحرب في الخليج بارتكابها مثل هذه الأعمال التخريبية والصاق التهمة بإيران التي سارعت ونفت تلك الأعمال وتبرأت منها وادانتها أسفها وقلقها وطالبت بالتحقيق .

ايران تدرك انها قد تستهدف اذا تكررت هذه الأعمال التخريبية ولذا من الطبيعي ان تنزعج ايران وتقلق من تكرار هذه الأعمال التخريبية التي استهدفت سفن تجارية في الخليج اذ ليس من مصلحتها حدوث مثل هذه الأعمال التخريبية لأنها ستتهم بها وستتخذها واشنطن ودول الخليج ذريعة لشن الحرب ضد ايران التي لا تريد الحرب مثلما لا تريد واشنطن الحرب لكن مثل هذه الأعمال التخريبية تدفع باتجاه الحرب بين ضفتي الخليج كنتيجة حتمية لما يحدث .

تدويل خليجي لما يحدث

اللافت في تصريحات المسؤولين السعوديين والإماراتيين دعوتهم للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتحرك لحماية الملاحة الدولية في الخليج كون هذا الاعتداء يستهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في أنحاء العالم كافة كما ورد في حديث وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي اكد ان احدى الناقلات السعودية طريقها للتحميل بالنفط السعودي كانت في طريقها لنقل النفط من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية كما اعتبرت الامارات استهداف السفن التجارية في سواحل الفجيرة ” تهديد خطير لممرات الطاقة العالمية والسلم والأمن الإقليمي والعالمي وطالبت في بيان لوزارة الخارجية ب” وضع حد لأي تصرفات عدائية تهدد الملاحة البحرية التجارية العالمية، وإظهار الحزم الكامل لإيقاف أي مساس بأمنها وسلامتها ” .

هذه الدعوات الخليجية والتحذيرات من استهداف سوق الطاقة العالمي كلها وهي بذلك تدعو واشنطن وتضغط عليها للقيام بعمل عسكري ضد طهران ردا على استهدافها السفن الخليجية خاصة مع تعهد واشنطن بردع اي عمل عدواني يستهدف حلفاء واشنطن ومصالحها في المنطقة .

رغم عدم تبني اي جهة لمثل هذه الهجمات والأعمال التخريبية وما تزال تفاصيل هذه الأعمال غامضة لكني لا أستبعد أن تقف إسرائيل وراء هذه الأعمال التخريبية لدفع السعودية والإمارات لخوض غمار الحرب مع ايران لأن حكومة نتنياهو تعتقد أن اندلاع حرب مع ايران الآن هي فرصة تاريخية لضرب مفاعلات إيران النووية وتدمير قدراتها العسكرية خاصة وأن ترامب يبدو متفهما لمخاوف تل أبيب ويبدي استجابة لضغوطها التي تدفع باتجاه الحرب مع إيران رغم ادراكها انها لن تكون بمأمن من صواريخ محور المقاومة من حماس والجهاد بفلسطين إلى حزب الله في لبنان إلى القوات الإيرانية في سوريا .

على الجميع التحلي بالصبر وضبط النفس ومراجعة كافة الحسابات فالحرب ضد ايران ليست لعبة فيديو تم انتاجها في السعودية بل هي مغامرة كبرى مليئة بالمخاطر وهي بكل المقاييس حرب كارثية لا أحد يعلم نتائجها والجميع سيدفع ثمنها الجميع وأول من سيدفع الثمن هي دول المنطقة وعلى رأسهم السعودية والإمارات وإيران أما واشنطن فلن تخسر سوى مئات من الجنود وبعض العتاد العسكري وستكون السعودية والإمارات الخاسر الأكبر من كافة النواحي وهي من ستسدد فاتورة الحرب الباهظة وتدفع تكاليفها .

فهل يدرك الجميع ذلك ؟