الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها
منذ تأسيس تنظيم " الشباب المؤمن " وحتى مواجهات الحوثي المسلحة مع الدولة تبنى الحوثيون ذلك الشعار الشهير والذي يبدأ بعبارة " الموت لأمريكا " والمتأمل في الواقع يجد أن المواجهات التي دارت رحاها بين الحوثيين والجيش ومن تحالف معه حصدت أرواح آلاف اليمنيين وأضافت آلاف اليمنيات إلى سجل الأرامل والمنكوبات والثكالى على أزواجهن وأولادهن بالإضافة إلى عشرات الآلف من الأيتام في عموم الوطن في كل حارة ومنطقة فهل تحقق بهذا الموت لأمريكا ؟!!
هل تحقق بهذا الموت لإسرائيل كما يقول الشعار أم أنه مجرد شعار خادع مضلل هل يقف المرء حيران أم سؤال كهذا أم أن في الواقع الجواب الكافي ؟!!
ما هي العلاقة بين الأمريكان والحوثيين خاصة وأن السياسة اليوم صارت تؤكد على أن ليس ما يخرج للعلن من شعارات وتصريحات ويظهر للناس من توجهات وما يلقن للعوام من أفكار ومبادئ هو الحقيقة كلها فخلف الكواليس ووراء الستار مطابخ قرارات وأسرار وصفقات وتحالفات تناقض التوجه المعلن ومن هذا المنطلق سنضع القارئ أمام حقائق واضحة وإن غيبت لأسباب شتى فهي تكشف عن خيوط الشبكة التي نسجت خلف الكواليس ووراء الستار فالعبرة بالنتائج والمحصلات وإن كانت التوجهات الظاهرة غير ذلك :
منذ بداية التمرد العسكري الحوثي على الدولة وعلى مدى سنوات عجاف بحربها وسلمها ( استراحة المحارب) ورغم ما خلفه هذا التمرد من إزهاق لأرواح الآلاف من أبناء اليمن والخسارة المادية والعسكرية والمعنوية الباهظة وتدمير محافظة بأكملها رغم هذا كله لم تصنف الولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات التابعة لها بشكل أو بآخر كمجلس الأمن والأمم المتحدة الحوثيين كحركة إرهابية رغم أنها صنفت حركات المقاومة الإسلامية كحماس والجهاد ولشكر طيبة وغيرها ضمن المنظمات الإرهابية بالإضافة إلى مئات المؤسسات والجمعيات الخيرية في عموم العالم والتي حوربت وأغلقت مقراتها وصودرت أرصدتها واعتقل رجالها بينما يجول يحيى الحوثي في عموم أوروبا بكل حرية بينما يستدرج الشيخ محمد المؤيد إلى ألمانيا ويتم تسليمه إلى أمريكا ويسجن لسنوات طوال فمن هو الإرهابي ؟!! هل هو من يطعم المساكين ويكفل الأيتام والأرامل كالمؤيد أم هو من يدير من الخارج مجاميع مسلحة قتل أبنائها آلاف الأشخاص وفجروا مئات المنازل وشردوا عشرات الآلاف من الأسر وتعاملوا مع الناس على قاعدة " من ليس معنا فهو ضدنا " يجب قتله أو إخراجه من منزله وطرده من أرضه وبلده وتفجير منزله ؟!!
فمن يرجع البصر كرتين ويفكر ؟!!
لقد تقدمت قبل سنوات جهات إقليمية بطلب رسمي للخارجية الأمريكية لإدراج الحوثيين ضمن الحركات الإرهابية لكن الخارجية الأمريكية رفضت هذا الطلب فلماذا ؟!!
أطلقت الإدارة الأمريكية قبل سنوات مشروعاً أمريكياً تحت عنوان " الشرق الأوسط الكبير " ولتحقيقه تم دعمه بنظرية سياسية أمريكية يجري العمل بها وهي نظرية " الفوضى الخلاقة " وهي في الحقيقة " الفوضى الهلاكة " وتعتمد هذه النظرية على تشجيع الأقليات الدينية والمذهبية وإحياء النعرات القومية ودعم الفوضى الإعلامية كالقنوات المذهبية والقومية ( القنوات العراقية أنموذجاً ) في الدول العربية وزعزعة وحدة الدول وأنظمتها وتغذية الاضطرابات والاختلالات الأمنية لتهيئة المنطقة لمشروع الشرق الأوسط الكبير وتسهيل السيطرة والهيمنة الأمريكية عليه وما قام به الحوثيون يخدم هذا التوجه ويجعل منهم جزء من منفذي المخطط الأمريكي في المنطقة والذي يعمل في هذه الفترة على إذكاء الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة ولعل ما قام به المدعو ياسر الحبيب من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وما يدور حالياً من مواجهات فكرية ومباهلات بين رموز من السنة والشيعة وكذلك ما يبث في قناة " وصال " والتي تعتبر ردة فعل لما يبث في عشرات القنوات الجعفرية بالإضافة إلى ما يدور بين الأقباط والمسلمين بمصر والأكراد والعرب بشمال العراق وما يدور في دار فور وجنوب السودان ومساعي الانفصال التي يعد لها وبدعم أمريكي وغيرها مما يجعل نظرية الفوضى الهلاكة واقعاً مشاهداً .
أليس ما قام به الحوثيون جزء من الفوضى الهلاكة كمخطط أمريكي ؟!!
خلال الحرب الأخيرة بين الحوثيين والجيش والقبائل رفضت الإدارة الأمريكية بيع صفقات أسلحة متطورة للحكومة اليمنية خوفاً من استخدامها ضد الحوثيين والحراك كما صرح بذلك المسئولون الأمريكيون الذين زادوا على ذلك بأن دعوا السلطات اليمنية إلى عدم استخدام العنف مع الحوثيين وحل قضية صعده بالتفاهم يعني " أعطوهم ما يريدون " كما حدث في اتفاقية الدوحة وتصريحاتهم موثقة ومنشورة وما إضافة الحراك إلا من باب التمويه وذر الرماد على العيون فهل يجهل الأمريكيون حقيقة الحراك الجنوبي والتمرد الحوثي ؟!
وهل هناك وجه للمقارنة بين حراك سلمي حقوقي مشروع في الجنوب وإن حاولت السلطة تشويهه وبين متمردين مسلحين خرجوا على الدولة وقاتلوها وشردوا مئات الآلاف ودمروا مئات البيوت وخربوا محافظة بمساحة ثلاث دول خليجية صعدة لبنان اليمن التي كانت تصدر البرتقال والرمان وأصبحت تصدر الموت والمآسي ؟!!
هل يجهل الأمريكيون المعروفون بدراساتهم الدقيقة للآخر هل يجهلون حقيقة هؤلاء وهؤلاء حتى يضعوهم جميعاً في سلة واحدة ؟!!
من يقل بهذا فهو زعيم المغفلين بلا منازع!!.
هناك تفاهم سري بين أمريكا وإيران بخصوص العراق فإيران المستفيد الأول من تدمير العراق والتغلغل الإيراني في العراق يفوق الخيال كل هذا جرى بدعم وتواطؤ أمريكي ومثلما هناك تفاهمات وصفقات ومفاوضات تدور حالياً بين إيران عبر قنوات خاصة وسرية وبين الإدارة الأمريكية حول تشكيل الحكومة العراقية وغيرها من شئون العراق كذلك هناك تفاهمات واتفاقات تدور بين إيران وأمريكا بخصوص الحوثيين حيث زار الرئيس الإيراني قطر عقب زيارة أمير قطر لليمن والسعودية وذلك للاطمئنان على سير الأمور كما تم رسمها بحيث يخرج الحوثيون من اتفاقية الدوحة بأكبر قدر ممكن من الامتيازات وهذه الاتفاقية تمت بمباركة ورعاية أمريكية وبشكل غير مباشر فهل الحوثيون أعداء أمريكا ؟!!
من المعروف أن الأمريكيين متواجدون حولنا بقواعدهم وأسلحتهم وسفنهم وطائراتهم التي تملاء البحار المحيطة بنا فلماذا لا تقوم الطائرات الأمريكية بلا طيار بقصف الحوثيين وهم يرفعون شعار " الموت لأمريكا " ألا يعتبرون أعداء لأمريكا ؟!
لماذا يقصف الطيران الأمريكي أرحب ومأرب وشبوة بحثاً عن أعضاء القاعدة فتقتل عشرات الأبرياء من النساء والأطفال ولا تقصف الحوثيين ولو لمرة مجاملة للسلطة اليمنية التي كانت تحاربهم وبشتى أنواع الأسلحة ؟!!
منذ ظهور تنظيم " الشباب المؤمن " ورفع شعار الموت لأمريكا إلى الآن لم يقتل الحوثيون أمريكي واحد ولم يقوموا حتى بخطف أمريكي واحد ولم يقم الحوثيون باستهداف أي مصالح لأمريكا في اليمن ومعروف أن لهم أنصار في غير محافظة صعدة فلماذا لم يقوموا بأي تحرك معادي لأمريكا ولو فكرياً كإصدار كتاب أو شريط أو منشور يدعو لمحاربة أمريكا ؟!!
هل يعجز الحوثيون عن إرسال حتى حوثي واحد إلى الولايات المتحدة ليقوم بعملية معادية لأمريكا ويصرخ قبلها " الموت لأمريكا " ويعلن الحوثيون مسئوليتهم عن العملية ؟!!
amrany22@hotmail.com