آخر الاخبار

بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟

على هامش خليجي عشرين ...كفى بيعاً للأوهام
بقلم/ عبد الله زيد صلاح
نشر منذ: 14 سنة و 5 أيام
الأربعاء 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 07:46 م

لا ضير أن تحلم اليوم بالعيش في عالم تندر فيه علامات الحياة المتناغمة مع سياقات الحلم، ولا ضير كذلك أن تحلم بوطن آمن ومزدهر تفاخر به وبهويتك أينما يممت وجهك... هذا أدنى ما يحلم به الإنسان؛ ولذلك حينما لا يملك الإنسان مكاناً يوفر له قوته وحريته وآمنه لا إنسانية له ولا هوية.

كم مرات يتعرض الإنسان للألم والقهر في وطن لا يحسن أربابه إلا بيع الأوهام، ووأد الأحلام، ومع ذلك يظل عالقاً بتلابيبه يتنفس هواه ويفترش أرضه ويلتحف سماءه ..ثمة رابطٌ خفي يجمع بين الإنسان ومكانه الذي يشاطره الأحلام والأحزان. 

تتجسد هذه الحالة فيمن يمتلك إحساساً وشعوراَ، أو قلباً نابضاً بالحياة، أما أن من يغيب في ذاته وخصوصيته ويشبع رغباته ويساير مصلحته الآنية دون مراعاة هوية الوطن ومصلحته وسمعته فأنه في الأصل خارجٌ عن الوعي ومنزوعُ الإرادة ومصابٌ بفيروس أفقده أغلى ما يملك من إحساس بالوطن وشعور بجماليته وغيرة على سمعته... هذا التوصيف ليس رد فعل على الإخراج السيئ لافتتاحية خليجي عشرين أو على الهزيمة الشنعاء التي لحقت بالمنتخب الوطني، وإنما هو إقرار لحالة ماثلة في واقع المجتمع اليمني أصبحت ثقافة راسخة في عقول كثير من أبناء المجتمع ونفوسهم، وهي ظاهرة (ضبابية الهوية) هوية الإنسان اليمني التي ينبغي أن يعتز بها كل إنسان يعيش على هذه الأرض المباركة، والاعتزاز ليس مجرد أقوال أو رفع شعارات فارغة المحتوى، وإنما يكون في مضمار التنافس من أجل مصلحة الوطن والعمل بصدق وإخلاص للنهوض به في كل مناحي الحياة، والترفع عن كل فعل يسيء إلى سمعته ويشوه سماته الحضارية.

الاعتزاز بالوطن يكون من خلال تمثيل الوطن على أحسن وجه في الداخل والخارج، أن نحيي كل محاسنه تمثلا وسلوكاً ونميت كل مساوئه ...... من منا يعمل على ذلك. إنها فاجعة كبرى أن يكون كثير ممن يمثل الوطن من مسئولين ومثقفين ورجال أعمال في عالمهم الخاص لا يهمهم سوى كم ربحوا وكم كسبوا أما الوطن فإلى الجحيم... يظهر ذلك جلياً في مواقف كثيرة لا حصر لها وليس آخرها ما حدث ويحدث في خليجي عشرين من نهب لأقوات الملايين وتشويش لصورة بلدٍ كم هو يتيم لمثل هذا الحدث الذي يمكن من خلاله تحقيق غايات كبرى تخدم سياسته واقتصاده وآمنه وتؤهله للانفتاح على نوافذ عديدة قد تشاركه أحزانه وآلامه وآماله.

الاعتزاز بالوطن ليس حشد الآلاف للمباهاة بلوحة فنية أو أداء رقصة شعبية وإنما غرس حب الولاء في نفوسهم وتجسيد مبدأ العدل كي لا يخرجوا في اليوم التالي في تظاهرة بحثاً عن حقوقهم المسلوبة.

الاعتزاز بالوطن ليس تلميع الشوارع بالزينة الكاذبة أو رصه بطبقة مزيفة من الأسفلت غير قادرة لمواجهة حر الشمس أو السير عليها أسابيع معدودات، وإنما باستشعار الأمانة عند التنفيذ واستحضار مبدأ الجزاء والحساب.

الاعتزاز بالوطن ليس ببيع الأوهام على البسطاء وتدليس الأمور ومحاولة الظهور في عباءة لا تتناسب في شكلها وحجمها مع الواقع ....

يكفي سنوات من الوهم والتدليس والكذب والافتراء، يكفي تلميع الأشياء وتضخيم الأمور حتى غدت جملةٌ من السلبيات ثقافة مجتمعية يئن منها النظام السياسي والواقع المجتمعي كالرشوة والاختلاس وغياب الوازع الديني والأخلاقي.

يكفي كثير من الهزائم النفسية والمعنوية، (لقد بلغ السيل الزبى)، هل من آذان صاغية قبل أن تصدق نبوءة زرقاء اليمامة.