هل يواجه الحوثيون مصير الميليشيات الإيرانية في سوريا؟ ما حقيقة مغادرة قادة حركة حماس وعائلاتهم قطر النشرة الجوية: ''طقس بارد في 11 محافظة وأمطار محتملة على هذه المناطق'' مليشيا الحوثي تستهدف منازل المواطنين بقذائف الدبابات جنوب اليمن جمرك المنطقة الحرة ومطار عدن يضبطان أجهزة مراقبة عسكرية وأدوية مهربة الأحزاب والقوى السياسية بمحافظة تعز تخرج عن صمتها وتوجه دعوة للحكومة والمجلس الرئاسي خلال نوفمبر فقط.. حياة 47 شخصًا إنتهت بسبب الحوادث المرورية مجاميع تابعة للانتقالي تقتحم فعالية شبابية في المكلا وتعتدي على المشاركين من هو مسعد بولس؟.. نسيب ترامب الذي اختاره ليكون مستشاره للشؤون العربية والشرق الأوسط طُريق سفيراً غير مقيم لليمن لدى أذربيجان
لماذا تتصاعد الكراهية للإصلاح في الساحة اليمنية اليوم أكثر منذي قبل؟
السبب الأول في رأيي : أن الحزب القوي والمنظم تزداد حدة العداوة له من خصومه خوفا على مواقعهم ، فالقوة التنظيمية التي يملكها الإصلاح تثير مخاوف الشركاء السياسيين من كتلته الثقيلة في المجتمع . ولا حاجة للتنطع بان الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة دونا عن سواها.
السبب الثاني : أن الإنسان يكون عدو نفسه بسوء تصرفاته وكثرة أخطائه ، فأخطاء الحزب قد تكون قاتلة في لحظة ما ، وعادة فان الإنسان عندما يرتكب أخطاء هو لا يقر بأخطائه ولا يدركها، لأنه لو فعل لسعى طوعا وعاجلا إلى تغييرها.ولمعرفة الأخطاء وجب الإنصات إلى ما يقال ولو ظلما وعدوانا.
السبب الثالث : الفشل في تسويق الفكرة بالعقل والحوار ، لان الانتقال إلى مربع التعنيف واستعمال القوة والانحراف نحو التطرف، يجعل من بذرة الضعف تستشري في الصف الحزبي والتنظيمي.
السبب الرابع : العجز عن تطوير الأفكار يضعف صاحبه لان الزمن يتجاوزه وهو حبيس أفكار لم تعد تناسب زمنه وهو يحارب في كل اتجاه للإبقاء عليها، منصرفا عن تطوير المحيط الاجتماعي وإيجاد حلول للمشكلات المتورمة في جسده.
السبب الخامس : السلوك الانتقامي ضد الأفراد ، بسبب مواقفهم أو أفكارهم أو آرائهم. وهذا بحاجة إلى أمثلة من الواقع:
في هذا السياق تسعى الحركات الإسلامية عموما إلى إخضاع الأفراد عبر التنظيم الصارم الذي يقوم على العقوبة في حال التمرد والمكافأة في حال الانصياع ، فالإخوان المسلمون في مصر مثلا سعت إلى إنزال العقوبة بشخصية كبيرة وهامة ومفيدة للحركة هو عبد المنعم أبو الفتوح لأنه سعى إلى الترشيح خارج أطر الحزب وموافقته ، وبالتالي عقوبة له تراجعت الحركة عن وعدها بعدم الترشح للرئاسة وأنزلت شخصية قوية فقط ليس للفوز بالرئاسة ولكن إنزال العقوبة الشديدة بعبد المنعم أبو الفتوح، مع أن الذكاء السياسي كان يستوجب أن توعز الحركة لأعضائها وحلفائها بترشيح أبو الفتوح فتدفع بأحد قيادييها الكبار إلى منصب الرئاسة وهو المقبول سياسيا واجتماعيا ودوليا من جهة وتحقق الوفاء بالتزامها بعدم المنافسة على منصب الرئاسة من جهة أخرى ، وهذا السلوك الانتقامي يتم تسليطه على جميع الأعضاء كبروا أم صغروا ليكونوا عبرة لغيرهم ، بحجة الحفاظ على وحدة الصف، انه خطا فادح لا يزال سلوكا سائدا في جميع الحركات الإسلامية دون استثناء . وقد سبق هذا الإجراء سلوكا مماثلا ضد الشيخ محمد الغزالي رحمه الله عليه بفصله من الحركة ووراء ذلك قصة عدم انضباطه لمن هم أعلى منه تنظيما وأدنى منه علما .
المطلوب :
1- على الإصلاح إن أراد أن يظل حزبا جماهيريا رائدا أن يطور أفكاره ومناهجه وحسن تعامله مع الآخرين، والقبول بهذا الآخر كشريك في الوطن، والسعي إلى تعزيز الثقة وترميمها في الوسط الاجتماعي .
2- أن يتم تجديد قياداته. لماذا لا يتم تسليم الراية للجيل الرابع الأكثر تعليما وإبداعا ونشاطا ، ونقول للجيل المؤسس شكر الله سعيكم ويكونوا قدوة في تداول القيادة سلميا في الحزب قبل الدولة، نلوم علي صالح وحزبه العتيق والإصلاح يسير على خطاه بشيخوخة القيادة المتهالكة ، فكل من نعرفهم في قيادة الإصلاح نعرفهم وما زلنا طلابا في المرحلة الابتدائية ولا تغيير ، كما أن الإصلاح خسر أفضل الشباب المستنيرين من تحت جناحه لعدم قرته على استيعابهم ، بل يتم التخلص من الشباب المستنير الذي يصعب قيادته وترويضه، لان الطاعة معيار للولاء والإخلاص.
وأي حزب - وليس الإصلاح فقط - بحاجة إلى تجديد في الدماء والعقول ، فالحركة الإسلامية في تركيا لم يصعد نجمها إلا عندما تحررت من قيود الجيل المؤسس الذي فشل في إحراز أي نجاح سياسي كما أحرزه الجيل الرابع ولا ننكر فضل المؤسسين على الأشبال الأسود
4- أن يتم الفصل في الخطاب بين الديني والسياسي ، وان لا يكون الحزب وكيلا عن الله في الأرض، فليكونوا أرباب سياسية وللدين رب يحميه. وهذا يستوجب التخلي عن فتاوى التكفير للمخالفين في الرأي مهما تطرفوا ، بحجة الدفاع عن الدين ، فحفظ الدين وعد سماوي وليس جهدا بشريا. فالإسلام ينتشر بالغرب حيث لا وصاية لأحد عليه.
5- إفساح المجال للخطاب التنويري على الخطاب التقليدي الذي يحلم بتشكيل دولة على غرار دولة المدينة أيام الرسول أو دولة الخلافة الراشدة ، فهذا غير ممكن ولو كان الرسول بيننا اليوم لكانت توجيهاته منسجمة مع احتياجات العصر وليس احتياجات العرب في مضارب بني عبس حيث كان الناس يقضون حاجاتهم ويغتسلون في الخلاء ويركبون الجمال والحمير ويمشون حفاة وشبه عراة ويأوون إلى بيوت من سعف النخيل، فالوعي بقيمة الزمان وملامح المكان والقيم العقلية والمعرفية ضرورية جدا لتحقيق مشروع إسلامي متطور ومستنير يسهم في البناء الحضاري للإنسانية كلها
أقول هذا عن تجربة في سبر غور الفعل السياسي للأحزاب اليمنية كلها ولأهمية حزب الإصلاح وحضوره الفاعل وجب التنويه بالكلمة الطيبة ، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
hodaifah@yahoo.com