المجتمع العربي والسلطة ( مقاربة سوسيولوجية )
بقلم/ د.فيصل الحذيفي
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 7 أيام
الأحد 18 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:49 م

عادة ما ننظر إلى المجتمع العربي باعتباره مجتمعا واحدا متجانسا، ولو كان كذلك لما ظهر ضعيفا هشا إزاء سلطة الداخل أو نفوذ الخارج، ولكونه ليس مجتمعا واحدا بل عدة مجتمعات فهو ممزق وضعيف لا يقوى على النهضة الداخلية أو صد الهجوم الخارجي. ويمكننا تصنيف المجتمع العربي إلى أربع مجتمعات مستقلة عن بعضها ثقافيا وسلوكيا واقتصاديا ومكانة ، وهي : «1- مجتمع النخبة » « 2- ومجتمع الطبقة الوسطى »« 3- ومجتمع الطبقة الفقيرة »« 4- ومجتمع القاع والرعاع » وهو المجتمع الأدنى. وتشكل هذه المجتمعات في الأوطان العربية عوالم مستقلة عن بعضها وهو ما يسبب إضعاف الدولة العربية القطرية المنقسمة مجتمعيا بفعل فاعل، وتسعى السلطة العربية الحالية إلى تشكيل مجتمعها الخاص من جزء معين من المجتمع دونا عن غيره لتتمكن من الحكم والسيطرة ضمن هذه الأصناف المشار إليها، وسنتناول هذه المجتمعات في السطور التالية:

أولا: مجتمع النخبة :

يقصد بمفهوم النخبة صفوة المجتمع، وثقافيا يطلق عليها « الانتلجنسيا» وسياسيا « ارستقراطية » وما يميز أفراد هذا الحيز الاجتماعي النخبوي هو حصولهم على التعليم النوعي المتجاوز لكل طبقات المجتمع، والتحكم في صناعة القرار، وهذه النخبة هي مجتمع منتج للمعرفة والأفكار والثقافة والسياسة والصورة النمطية للعلاقة بين تكوينات المجتمع من جهة والمجتمع والسلطة من جهة أخرى ، وفي سياق مجتمع النخبة وبالتحليلي المايكرو اجتماعي فإن النخبة تنقسم إلى أربع نخب متمايزة سلوكيا وثقافيا وموقعا عن بعضها:

1-النخبة الأولى : وهي نخبة البلاط السياسي أو نخبة السلطة المحيطة بالزعيم والمنتجة لبروبوجاندا سياسة السلطة ، وتتسم هذه النخبة بالبحث الحثيث عن مصالحها قبل أي شيء آخر « مثل الوطن والكرامة والمبادئ » وبالتالي فهي تصيغ الخطاب السياسي وتطبل للقرار السياسي باعتباره صوابا مطلقا مهما كان مخفقا وخاطئا وساذجا ومنافيا لمصالح الأمة ، أفضل نموذج يمني لهذه العناصر عبده الجندي واللوزي وقـــس على ذلك كل نخبة البلاط، ومصريا أفضل من يمثل هذه النخبة مصطفى الفقي الذي يستطيع أن يقنعك بأن مجرى السيل يسير إلى الأعلى وليس إلى الأسفل وعليك أن تصدق وان لم تصدق فأنك لا تفهم وعليك إعادة النظر بالتأكد من سلامة قواك العقلية لأنك لاتفهم. وكل شخص عاقل ضمن هذه النخبة يعمل دوما عكس قناعاته وخبرته وقدراته عملا بالمقولة « المخرج عاوز كده». وكل سلطة عربية لها نخبة خاصة على هذه الشاكلة، ومن لم تنطبق عله هذه المواصفات يصبح في عداد النخبة المعطلة منزوعة القرار. وعموما فان نخبة البلاط تتفرع منها فئات وظيفية: فئة صناعة القرار ، وفئة مطبلة للقرار ، وفئة منفذة للقرار ، فئة صناعة الخطاب ، وفئة صياغة برتوكولات الزعيم ، وفئة الخدمات الشخصية للزعيم....الخ. وبسبب استشراء الفساد السياسي للنخبة الحاكمة فإن هذه النخبة تنصرف إلى وظيفة أخرى وهي إفراز مجاميع « الأوليغارشية = القلة الثرية » فئات رجال المال والأعمال الناتج عن السمسرة السياسية.

2-النخبة الثانية : نخبة الفكر والمعرفة وهي التي تخضع كل الظواهر والمعطيات والسلوكيات السياسية والاجتماعية للتمحيص والنقد وتتعارض عادة في طروحاتها مع خطاب السلطة غير الشرعية وغير العقلانية، كما تتعارض طروحاتها مع القناعات الاجتماعية غير العقلانية بما فيها من موروث خاطئ وخرافات وأساطير، فلاهي محل رضا عند السلطان ولا لدى مجتمع العربان، لذلك فهي تصنف نخبة معارضة أو شاذة وان لم تكن لها علاقة بالمعارضة والشذوذ وإنما جل همها النظر العقلي والنقد والتقييم النوعي همها في هذا التعاطي تحسين الأداء الاجتماعي واستنهاض المجتمع من ركوده ودفع السلطة وفئاته الاجتماعية وأفراده باتخاذ خيارات وقرارات أفضل ما وسعها إلى ذلك سبيلا. لكنها عربيا تـُحشر خارج دوائر صناعة القرار.

3-النخبة الثالثة : نخبة المعارضة السياسية وهي التي تقرأ فعل السلطة بشكل سلبي مطلقا وتناهض السلطة في كل قراراتها ولا تلتقي معها بأي سبيل، هدفها الأساسي تعرية السلطة واثبات فشلها السياسي لأنها تود إحلال نفسها محلها. وقد تفاجئك بانجاز صفقة سياسية تصبح شريكا سياسيا للسلطة إن وجدت مصلحة لها في ذلك، وفي هكذا حال تغدو ضمن نخبة البلاط إن صارت شريكا سياسيا. وهذه النخبة ليست كلها نخبة معارضة فقد تجد في أوساطها أفراد تصيبهم الأمراض الاجتماعية في كل مكوناته الاجتماعية والسياسية المشار إليها أعلاه أو ما سيرد أدناه « فهي خليط اجتماعي شديد التضاد ». فهي جينيا من نتاج السلطة السياسية وافترقت عنها حينما اختلفت على توزيع المصالح، وتنعدم هذه النخبة في المجتمع العربي الذي يفتقد للتعددية السياسية والثقافية أو إتاحة شكل من أشكال التعبير عن الذات « سوريا ، تونس ، دول الخليج ».

4-النخبة الرابعة: وهي النخبة المنزوية ، جل أفرادها همهم العيش اليومي دون مشاكسة أو دفع الثمن مهما كبر أودنا ، شعارها الأساسي « لقمة العيش والسير جنب الحيط» تترقب هبوب الريح العاصف تتقيه ولا تنكره، وتـنـتـظر من الغير أن يقوموا بالدور لتستفيد، فتجد أفرادها عند المصالح الضيقة في مقدمة الصفوف، وهذه الشخصيات النمطية تجدها في كل موقع اجتماعي في الحياة المدنية، فقد تجد مدرسا تربويا أو أستاذا جامعيا أو موظفا أو عضوا نقابيا لا يستجيب للإضراب وإذا نجح الداعون للمواجهة والإضراب وحققوا مكاسب نقابية تجد أفراد هذه النخبة المنزوية الذليلة في مقدمة الصفوف إما استلاما للراتب أو صرف أرضية أو حاسوب أو التبجح بالحديث عن أدوارهم النضالية في محيطهم الاجتماعي الذي يجهل حقيقتهم. وأفراد هذه النخبة غير مستعدين لقول الحقيقة إذا كان قولها سيضر بمصالحهم ويفضلون أن يبقوا شهود زور على الدوام خير لهم من المواجهات المبدئية.

ومن الواضح للعيان أن النوع الأول والنوع الرابع يضران بتحول المجتمع نحو الأفضل لأنهما يشكلان مكابح وعوائق للتغيير بسبب سلوكهم الانتهازي والضعيف.

ثانيا : مجتمع الطبقة الوسطى:

ما يميز هذه الطبقة هو تحقيق الاكتفاء المعيشي الآمن لأفرادها ، لا تعرف ذل الفقر ولا فحش الغنى وهذه الطبقة هي محور التوازن في أي عملية تحول تاريخي في المجتمع بشرط توسعها لتصير هي الغالب على ما سواها من التكوينات الاجتماعية، ومن ضمن هذه النخبة قد تجد أفرادا ينتمون علوا إلى مجتمع النخبة إن حاز أي منهم على مرتبة علمية ومعرفية متقدمة أو مادون ذلك، لكن ما يميز هذه الفئة الاهتمام بالكفاية المعيشية وتحقيقها بسبب علوم ومهارات أو وظائف أو قرابة من ذوي الحظوة أو وضع اجتماعي موروث، وإلى هذه الطبقة ينتمي الموظفون والمهنيون والتكنوقراط والمهاجرون المقتدرون اقتصاديا، وينقسم مجتمع هذه الطبقة حسب مصدر الكسب إلى نخبة القطاع الخاص ، ونخبة الوظيفة العمومية المتقدمة ، ونخبة المهاجرين الذي يعتبرون الوطن سياحة عائلية موسمية ومرجعية آمنة عند اللزوم بسبب تأمين احتياجاتهم من مسكن وعقارات وسيارات ومشاريع تجارية تلبي كفايتهم عند الاستقرار في الوطن وهي نخبة عابرة للحدود ولا يستقر لها قرار في الوطن، وعلاقتها مع السلطة ليست ذات بال بسبب تحركها المستمر. ومن رحم هذا الطبقة الوسطى يولد - شرعيا - رجال المال والأعمال وذوي المهارات الفائقة، وبفضل نشاط هذه الطبقة الوسطى يتسع العمران وتتشعب فرص التنمية. وتجمع هذه الطبقة بين العلم والكفاية الاقتصادية والمعيشية التي تلبي معظم احتياجاتها دون عون من السلطة أو جهات أخرى.

ثالثا : مجتمع الطبقة الفقيرة :

تتسم هذه الطبقة بالكفاف المعيشي ويتكون منها أكثرية مجتمعية في الدول الفقيرة أو من أقلية في الدول المتقدمة، وقد تجد من صفوف هذا المجتمع من يملك شيئا يسيرا من العلوم والمعارف التقليدية، وبالتالي فهو ينتمي مجازا إلى مجتمع النخبة ولكن بسبب الفقر فانتماءه الاجتماعي يكون أكثر وضوحا في صفوف الفقراء منه في صفوف النخبة المتعالية بسبب العلم والمكانة المرموقة والمتقدمة أو الرخاء المعيشي: « معاشا ومسكنا وصحبة ووظيفة وعلائق اجتماعية » وتتفرع من هذه المجتمع أربع فئات معبرة عن هذا الانتماء الاجتماعي الخاص :

1-فئة العمل اليومي على غرار المقولة : « على باب الله ».

2-فئة العمل الحكومي الأدنى

3-فئة العمل الخاص الأدنى

4-فئة العاطلين والمتسولين والمهمشين

وكل هذه الفئات يجمع بينها أن أفرادها كل منهم يعمل بأجر لا يسد حاجته لأن أفرادها لا يمتلكون مهارات مهنية تمكنهم من احتلال مواقع اجتماعية متقدمة، أو أنهم لا يعملون أصلا ولا موارد ثابتة ومضمونة لديهم.

رابعا : مجتمع القاع والرعاع :

يتميز أفراد هذا المجتمع بالمواصفات التالية : الجهل : الفقر : السذاجة ، الخوف ، الشخصية المهزوزة وضحالتها، والتبعية دوما للغير، ومع هذا النوع من المجتمع تستمد السلطة العربية شرعيتها واستمراريتها في البقاء على رأس الهرم مثلما هو حال نخبة البلاط ، وينتمي معظم الطبقة الفقيرة إلى هذا المجتمع الذي تعول عليه السلطة في البقاء ، لذلك تحرص السلطة على فتح المدارس ولكن بالتزامن مع إغلاق العقول وتجهيل الناس، فتجد التدين على الطريقة الوهابية نموذجا لمجتمع الرعاع ، وان كان عالما فهو ينتقل إلى نخبة البلاط وان ظل متعالما ودعيا فهو ضمن مجتمع الرعاع ، وتجد التعليم على طريقة عبد السلام الجوفي دعه يغش دعه ينجح درس أو لم يدرس، والخطاب الإعلامي على طريقة اللوزي الوضع عال العال وان كان الناس في أسوأ الأحوال، ومصيبة المجتمع العربي بكل مكوناته الاجتماعية أنه على تضاد دائم مع مجتمع القاع الذي يعتبر صنيعة السلطة العربية بامتياز، فهو يشكل أرضا خصبة للنزاع المذهبي وانتشار الخرافات والوقوف ضد التغيير، فقد تجد فردا من أفراد هذا المجتمع لايملك مسكنا ولا راتبا ولا ضمانا اجتماعيا ولاكهرباء ولا ماء ولكنك تجده في مقدمة الصفوف يحمل صورة الزعيم بمقابل أن صورته ستظهر في التلفزيون فقط ، وتجده في مراكز الاقتراع الانتخابي يصيح علنا بأن مرشحه هو فلان من الحزب الفلاني ويحمل على صدره شعار الحزب وعلى ظهره صورة مرشح الحزب، ويحمس الغير ليفعلوا كما يفعل ويرفق تعصبه هذا بالدعاء له بالنصر المؤزر وكأنه في معركة القادسية التاريخية.

تحرص السلطة على أن تبني مجتمعها الخاص المكون « على مستوى القمة » من نخبة البلاط التي تقوم بدور تلميع عورات السلطة المنحطة وفشلها المستمر عبر العقود «وعلى مستوى القاعدة » من مجتمع القاع الذي أياديه دوما جاهزة للتصفيق ، حتى عندما تنطفئ الكهرباء عليه وهو على مائدة الإفطار لا يتضجر ولا يغضب بل يُـقـنع من حوله أن الأيام القادمة ستشمل الكهرباء كل القرى والأرياف، ويردف بحلف الأيمان المغلظة أنه سمع المذيع يعلن عن ذلك في نشرة الأخبار نقلا عن مصدر حكومي أو رئاسي سمعه بأذنه أو أخبره صاحب المعالي.

تسعى السلطة العربية إلى تدجين مجتمع نخبة البلاط بمخرجات من الأساتذة والمدراء والموظفين من مجتمع القاع لتؤكد أنها صاحبة فضل عليهم ، والحقيقة بأنها تـنـتـقي بدائلها بعناية حتى لا تتصادم مع ذوي العقول المتمردة التي لا تقبل الانبطاح مهما كان الثمن ، لذلك لا تستغرب أن تجد وزيرا أو رئيس جامعة أو وكيل وزارة أو مدير عام أو رئيس مصلحة هو من مخرجات نخبة البلاط أو مجتمع القاع كمنتج استراتيجي لأيام الشدة، حيث يسعى كل فرد منهم بتزوير صندوق الانتخابات أو بيع أسئلة الامتحان والسماح بالغش حيثما حل بحجة معرفته بالمصلحة والواجب، وبيع الوظائف حسب الأوامر والتوجيهات ومصادرة موارد المؤسسات التي يديرها لصالح أسياده ولذلك نغرق في جب الفساد يوما بعد آخر دون استطاعة للخروج منه بسبب الإحكام المسبق لصناعة المجتمع الخاص بالسلطة العربية.

وبالتالي لا تندهش عندما تجد مجتمع مصر أو الأردن وسلطتهما يمارسان معا الإغلاق والحصار التام على الفلسطينيين استجابة للعدو الصهيوني، لأن كل سلطة خلقت مجتمعها الخاص المقتنع تمام الاقتناع بوجاهة وصوابية قرارها في إحكام الحصار صونا للوطن، وأن الخطر المحدق هو من الفلسطينيين وليس من اليهود الصهاينة. إنه مجتمع القاع ونخبة البلاط وما عدا ذلك من البشر العقلاء والوطنيين والمفكرين والعلماء والمبدعين هم ليسو ممن يمتلك القدرة على صناعة القرار بل إن بعضهم موضوعا تحت الحصار أو السجون. لذلك ما كان بمقدور احمد زويل أو فاروق الباز – أكثر علماء مصر شهرة - أن يكون لهما وغيرهما من المبدعين العرب شأن لو كانوا ينتمون إلى سلطة تبرز فقط مجتمعها الخاص المكون من كفتين : نخبة البلاط ومجتمع القاع طبقا للمعادلة التالية:

نخبة البلاط + مجتمع القاع = مجتمع مسخ

مجتمع مسخ + سلطة استبدادية = دولة فاشلة

والنتيجة : لا يمكن إحداث أي تغيير حقيقي إلا بتغيير حتمي في أطراف المعادلة «= نوع النخب ، نوع المجتمع، نوع السلطة».

مواصفات نخبة البلاط: «بلاط السلطة أو بلاط الحزب أو بلاط شيخ القبيلة»:لا تعرف قول:« لا » لسيدها وإن كان فاحشا في الخطأ حتى لو قرر بيع البلاد والعباد للشيطان فإنها ستقول له سيدي هذا قرار حكيم قرار تاريخي. لا تعرف التواضع للمواطن والإنسان مقابل إسرافها في الركوع الذليل أمام أحذية أسيادها. لا تعرف الاستقلال في التفكير التلقائي فهي تراقب باستمرار شوارد وتخاريف سيدها لتشكل منها مشروعا خطابيا ودعائيا وبرامجيا مثلما تفعل الحكومات العربية التي تلغي برنامجها بمقابل الحديث عن البرنامج الانتخابي للسيد الرئيس «= اليمن ومصر » ونسيت أنها حكومة لشعب وليس لشخص، وحكومة لحزب وليس لزعيم. فالشعب والحزب مختصران في وعيها بالزعيم الملهم. وعلى وقع الهتاف « دقي يامزيكا: بالروح بالدم نفديك ياكدم» أ.هـ.

hodaifah@yahoo.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
إحسان الفقيه
نور الدين زنكي.. الهمة المضيئة
إحسان الفقيه
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
سيف الحاضري
خارطة الطريق: الجريمة السياسية.. من يجرؤ على ارتكابها ؟
سيف الحاضري
كتابات
أمين بن كده الكثيرينموت لتحيا اليمن
أمين بن كده الكثيري
ابو الحسنين محسن معيضرباعيات الحكام ..
ابو الحسنين محسن معيض
نبيل عبدالرب العواضيصحوا النوم يا نقابة الصحفيين
نبيل عبدالرب العواضي
مشاهدة المزيد