لهذه الأسباب لا تحتاج أمريكا إلى دبابات وعملاء لها في اليمن
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
السبت 13 ديسمبر-كانون الأول 2008 08:30 م
لم يكن علي عبد الله صالح محتاجا إلى سببا يدفعه إن يزور محافظة أبين حين يود أن يطلق خطابا ناريا موجه ضد الجنوبيين في الخارج أو إثارة مزيد من الفرقة بالصف الجنوبي. فقد استفاد صالح ونظامه من الخلافات الجنوبية -الجنوبية القديمة لإضعاف دولة الجنوب منذ عام 86م, وتفريق شملهم ما بعد عام 90 خشية توحيد صفهم لمواجهة العبث والنهب الذي قامت فيه سلطة حرب 94م الظالمة على الجنوب, وحتى هذه اللحظة وان كانت السنتان الأخيرتان قد شهدت جهودا جنوبية تسامحية أزعجت صالح وحكمه.
 قبل عام تقريبا كان صالح في زيارة لأبين لسبب محدد هو إثارة نار الفتنة بين الجنوبيين من جديد بعد إن شارفت خلافاتهم على إن تخبو نارها بفعل جهود التسامح والتصالح الجنوبي, وراح من هناك يذكر أبناء أبين بأحداث يناير مشيرا بسبابة يده اليمنى إلى الطرف الأخر بأحداث يناير وهو يوغر صدور أبناء أبين ضد أبناء الضالع ولحج بصورة تبعث على التقزز إن يصدر هذا الأسلوب التحريضي من شخص يزعم انه راعي الأمة.
  وقبل أيام زار الرئيس نفس هذه المحافظة ولنفس السبب ولو بصورة مختلفة حين ذهب بشتم قادة الجنوب بالخارج متهما إياهم بالارتزاق والعمالة للخارج ,وقطعا كان المقصود بتلك التهم هما الرئيسان على ناصر محمد والمهندس حيدر العطاس وغيرهم من القادة بالخارج. لا نعلم ما لذي ستحتاجه بريطانيا وأمريكا وحتى إسرائيل من عملاء لها باليمن بعد إن أصبح بمقدور هذه الدول الحصول على أي معلومة من المصدر وعبر تلفون سفير تلك الدول لمكتب الرئاسة أو وزارة الخارجية؟ ثم ما لذي تملكه اليمن لكي تجهد هذه الدول نفسها لتكوين عملاء لها ومرتزقة في هذا البلد الأفقر بالعالم يتسول بين الحين والأخر المعونة منها ليصرفه حكامها على كروش الفاسدين بالحكم؟
 أن الدبابات التي تحدث عنها على عبد الله صالح يعرف قبل غيره أن أمريكا لا ترمي بدباباتها وجندها إلى بلد تعتبر سلطته عبارة عن أداة طيعة لسياستها وهي رهن إشارتها في كل الضروف. وان فرضنا جدلاً أن الأمريكان والغرب عموما لم يعودوا ينظرون إلى سلطة الحكم باليمن كصديق مقرب فهل إسقاط سلطة مثل السلطة يحتاج إلى دبابات وطائرات وعملاء؟ فقط تقوم هذه الدول بقطع المعونة لمدة أشهر أن لم يكن أسابيع ليكون كافيا إن تتهاوى هذه السلطة الكرتونية يتعريها الفساد ويحكمها شلة لصوص.
 لا يحتاج القادة الجنوبيين في الخارج إثبات وطنيتهم ونفي مثل هذه التهم عنهم لان التاريخ هو المرجعية لمعرفة تاريخ كل زعيم وسلطة حكم, فالارتزاق للغرب وللأمريكان بالذات باليمن الجميع يعرفه تماما ويعرف منهم رجال هذا المسلك حتى اليوم.
 ولمن خانته الذاكرة بالماضي فما عليه إلا أن يتذكر الطائرة الأمريكية بدون طيار في مأرب كمثال للعملة وليس للحصر, وليتذكر أيضا كيف أصبحت المياه اليمنية وموانئها مراع للمدمرات الأمريكية وكالة بدون بواب. وللتذكير أيضا أن سفير أمريكا في صنعاء يصول ويجول بالمحافظات دون أن ينبس هذا الرئيس ببنت شفه, ليس خوفا بل لرضاه التام عن ذلك كونه يعرف جيدا أن قول كلمة لا بوجه أمريكا تعني انه سيطير من كرسي عرشه وان الأمريكان يجب أن يبقوا في البر والجو والبحر.
 هذه فقط أمثله ليعرف الجميع إن الغرب لا يحتاج إلى عمالة الشرفاء الوطنيين من قادة الجنوبيين لمعرفته أي (الغرب) بان البحث عن عمالة هؤلاء الجنوبيين هي مضيعة للوقت لمعرفة تاريخهم وماضيهم الرافض لمثل هكذا عمل, وثانيا لكون اليمن فيها سلطة تقوم بالمهمة أصلا, ولذا تنتفي الحاجة لعمالة احد سوى كان بالداخل أو بالخارج جنوبي. وان القادة الجنوبيين ان كانوا على أبواب سفارات الغرب فلن يبقى من أزلام صالح احد في الجنوب.!
  بعد أيام من ذلك الخطابة الرئاسي في أبين, تداعت جموع من مواطني و نشطاء القضية الجنوبية في أبين والجنوب عامة, للقاء تضامني في منزل الرئيس على ناصر والسفير احمد الحسني ومحمد علي احمد, وبهذا الرد يكون الجنوبيين قد أكدوا بما لا يدع مجالا للشك ان أساليب زرع الشقاق التي درجت عليها سلطات صنعاء أصبحت اليوم عامل مساعد لتلاحم صفوهم وان السهام التي يطلقها سلطة صنعاء من وراء أساليبه تلك أصبحت ترتد إلى نحره.