مليشيا الحوثي تجبر قبائل إب على رفع اعتصامهم في دار سلم بعد تهديدات بفضه بالقوة أبرز المواقع والمناطق التي سيطرة عليها فصائل المعارضة السورية في حلب وإدلب ما انعكاس ما يحدث في سوريا على اليمن.. هل تعود صنعاء كما عادت حلب؟ تفاصيل مروعة عن جريمة قتل فتاة في صنعاء 18شهيدا بغزة والاحتلال ينسف منازل بشمال القطاع وجنوبه ندوة حقوقية في مأرب تسلط الضوء على أوضاع المرأة اليمنية بعد انقلاب الحوثيين تحقيق 42 ألف مستفيد من خدمات الوحدة الصحية في القطاع العاشر بمخيم الجفينة تفاصيل حصيلة 3 أيام من الحرب و الاشتباكات في سوريا الكشف عن أكبر منجم جديد للذهب في العالم قد يقلب الموازين ويغير التاريخ عاجل: المليشيات الحوثية وتهدد بإعتقال مشائخ ووجهاء محافظة إب المعتصمين بدار سلم وتفرض حصارا بالاطقم المسلحة على مخيمات المعتصمين
أمر غريب ومريب أن تتصاعد الحملة الإعلامية المنظمة ضد الحراك السلمي الجنوبي الذي اجترح مأثرة أول ثورة سلمية عربية قبل دنو موسم الربيع العربي بسنوات،. . . ثورة أسقطت فيها قوات الأمن اليمنية في لحج وأبين والضالع وعدن وحضرموت ولودر والصبيحة وغيرها من مدن الجنوب ما يقارب 2000 شهيد وأكثر من ثلاثة آلاف جريح وزجت في غياهب سجونها بعشرات الآلاف من المعتقلين، البعض وصل اعتقالهم إلى سنوات ولأكثر من مرة، وخصصت لهم محكمة استثنائية غير قانونية شكلت فقط وفقط من أجلهم، وما تزال قائمة حتى اليوم وبعد حكومة الوفاق الوطني.
قبل سقوط صالح كانت أجهزة الأعلام الرسمية المسموعة والمرئية والمقروءة (الورقية والإلكترونية) تتولى مهمة الهجوم على الثورة السلمية الجنوبية، وكانت أجهزة المخابرات هي من يطبخ التهم والنعوت والصفات والألقاب التي تسوقها عن الوضع في الجنوب، وغرست لدى الرأي العام مفهوما مفاده أن هؤلاء لديهم مخططا تآمريا يخدم أجندة خارجية ، وهي التي لم تفلح قط في إقناع أبسط الأميين في اليمن أن علي عبد الله صالح ينفذ مخططا وطنيا.
وبعد رحيل صالح تتقاسم الحملة على الحراك أطراف شتى تبدأ بالسلفية المتطرفة التي كفرت الحراك الجنوبي ولم تقل شيئا عن قتل المعتصمين ونهب الأراضي واستباحة الحقوق والسماح للطيران الأجنبي بقصف القرى وقتل الأطفال، وتمتد أطراف الحملة إلى وحدويي 1994م الذين التحق بهم هذه المرة عدد من المستنيرين المحسوبين على مؤيدي الثورة السلمية ومثقفيها، وهذه الحملة تبدأ بتهمة الانفصالية الصالحة لكل زمان ومكان ولكل مواطن جنوبي يشكو الظلم والإقصاء والنهب والاستئثار والمعاملة الدونية، ولا تنتهي عند الحديث عن مشروع إيراني يرغب في التمدد إلى الجنوب، متناسية هنا أنه لا يوجد في الجنوب شيعي واحد يمكن أن تدعمه إيران ليغذي مشروعها، وأن الشيعة أنفسهم هم من أكثر المتضررين من نظام علي عبد الله صالح وأنصاره.
لست هنا بصدد الرد على فيض الكتابات التي امتلأت بها المواقع الإلكترونية اليمنية فهي كثيرة ومتعددة لكنها بكل أسف لا تستحق المناقشة والتفنيد بيد إنني أشعر بالحزن وأنا أقرأ الكثير من الردود على تلك الكتابات مركزة على شخص الكاتب وتنسى جوهر القضية، وهو ما يتوه القارئ والكاتب معا عن الجوهر الذي هو لب الخلاف، وهو هل هناك قضية جنوبية وما هو الحل لها؟
ما يهمني هنا ثلاث حقائق يتحاشاها كل الذين يتهجمون على الحراك السلمي والقضية الجنوبية وهي:
1. إن الجنوب كان دولة لها حضورها الإقليمي والدولي (كانت جمهورية اليمن الديمقراطية عضوا في مجلس الأمن في العام 1990م عندما أعلن عن توحيد شطري اليمن) وكانت تفاخر إنها قضت على الأمية واستأصلت أوبئة مثل الجذام والملاريا وحمى الضنك وغيرها وأوصلت التعليم المجاني إلى كل قرية ووادي وصار بإمكان ابن عامل النظافة أن يصير طيارا أو طبيبا أو مهندسا أو وزيرا إذا ما امتلك الكفاءة لذلك، وقدمت الخدمة الطبية المجانية لجميع السكان، . . .بل وينسى هؤلاء إن هذه الدولة توحدت طوعا مع شقيقتها الجمهورية العربية اليمنية في العام 1990 بناء على اتفاقية شهدها العالم كله.
2- إن هذه الدولة جرى إسقاطها بالحرب الاجتياحية الاستباحية التي ألغت كل الاتفاقات الموقعة بين طرفي الوحدة، وهو ما يعني أن الوحدة لم تدم إلا أربع سنوات أما ما بعد الحرب فقد اعترف الشركاء أنفسهم بأنها كانت احتلالا واستعمارا، وإذا أقر هؤلاء بذلك فلا داعي للمزايدة على مضمون ومفهوم الوحدة التي لم يجن الجنوب منها إلا الويلات والأوبئة والسلب والنهب والاستبعاد والإقصاء والتعالي وتصدير الثارات والحروب الداخلية وأخيرا تسليم محافظات الجنوب للجماعات الإرهابية.
3. إن الكثيرين من أنصار الثورة قد ساهموا في الاستفادة من نتائج الحرب من خلال الحصول على أراضي والاستيلاء على مؤسسات ومنشئات حكومية، وعلى عشرات الكيلومترات من سواحل الاصطياد في الجنوب إلى جانب وكالات الشركات التجارية وشركات التنقيب عن النفط وهي مصالح لم يكونوا ليحصلوا عليها لولا مشاركتهم في حرب الاستباحة هذه وهي بالمناسبة أصول وأملاك وأراضي ومنشآت تعود ملكيتها للجنوب والجنوبيين، وأرجو أن لا يقول أحد لا داعي لهذا فقد صرنا شعبا واحدا، لأنني لا أعلم كم الأراضي التي نهبها الجنوبيون في صنعاء والحديدة وتعز وإذا ما حصل هذا فنحن نطالب بإعادتها لأصحابها.
أما الذين يتحدثون عن الانفصالية والانفصاليين فليسوا مختلفين كثيرا عن نظام علي عبد الله صالح لأنهم يعلمون أن هذا النظام كان الانفصالي الأول عندما حول الجنوب إلى غنيمة حرب وشرع في توزيع هذه الغنيمة على شركاء الحرب، ولذلك سيكون من مصلحتهم جميعا أن يشطبوا هذه المفردة من قاموسهم وأن يفكروا هل هم واثقون من بقاء اليمن واحدا لو كف الجنوبيون عن المطالبة بحقوقهم أم كم يمن وكم شمال وكم جنوب سيكون معنا بعد أن وضع علي عبد الله صالح وأنصاره اللبنات الأساسية لتفكيك اليمن وتحويلها إلى عدة يمنات كما فعل شقيقه محمد زياد بري بالصومال.
برقيات
* من إشكاليات الكتابة عن القضية الجنوبية أن كل من يبدأ في الكتابة عن مظالم الجنوب يفاجأ بالاتهام بالانفصالية، وكأن من لا يكون انفصاليا عليه أن يسكت عن مظالم أبناء الجنوب حتى بعد أن اعترف بعض شركاء الحرب بأن الجنوب عومل معاملة المستعمرات من قبل علي عبد الله صالح وأنصاره.
* الذين يتهجمون على الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر العطاس بسبب دعوتهم إلى الفيدرالية الثنائية، يستخدمون نفس التهمة التي كان يكررها علي عبد الله صالح (تهمة الانفصالية) ولم يعرفوا أن لغة علي عبد الله قد صارت اتهامات له ولكل من يستخدمها، لأنها تجرم الشرفاء وتدافع عن المجرمين.
* قال الشاعر محمود درويش:
حملت صوتك في قلبي و أوردتي فما علـــــــيك إذا فارقت معركتي
أطعمت للريح أبـــــياتي وزخرفها إن لم تكن كســـــيوف النار قافيتي
آمـــــنت بالحرف .. إما ميتا عدما أو ناصـــــــــــبًا لعدوي حبل مشنقةِ
آمنت بالحرف .. نارا لا يضير إذا كنت الرماد أنا أو كان طاغيــــــتي!
فإن سقطت .. و كفى رافع علمي سيكتب الناس فوق القبر : " لم يمتِ