خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب
تظل القضية اليمنية المتمثلة في بناء الدولة في غياب دائم عند افراد الشعب والاحزاب ومؤسسات السلطة القائمة وهذا ما يشكل كارثة مزمنة للاراض والانسان في هذا الجزء من العالم.
فمنذ 1500 سنة واليمن تحولت عن مسارها الحضاري وصارت مجرد مخزون بشري فائض وارضا "للمدد" لرفد الدول التي نشأت في كل من المدينة النبوية ودمشق وبغداد والفسطاط والقيروان وقرطبة.
وارتضى الانسان اليمني ان يعيش مجرد تابع لثلة من طلاب الحكم بامتيازات سلالية وعرقية وتناسى آلاف السنين التي كان فيها هو الفاعل الحضاري على كل الامتدادات الآنفة .
واليوم نجد الانسان اليمني مناصرا لكل قضايا العالم الا قضيته اليمنية فانه عازف عنها وغير مقتنع بها وغير مكترث من مخلفات التخلف والفقر والضياع التي يشهدها حاضره ومستقبله.
نحن بحاجة الى اعادة تعريف اليمن عند اليمنيين واعادة رسم خارطة الاهتمامات للمواطن الذي مازالت تتجاذبة خرافات اتية من مستنقعات العالم كالسلالية والاحقية الالهية في الحكم وضرورة ان يكون مجرد "انصاري" كما كان اسلافه السابقين .
ومازالت تغري اليمنيين مصطلحات عاطفية مستهلكة توظف بعض النصوص النبوية لتخدير الناس وتعدهم بالجنة بينما هم يعيشون حاليا في النار كارض المدد والأرض المعصومة من الفتنة وغيرها من النصوص التي اعتسفت عن معانيها ووظفت لاستغفال الناس وجعلهم مجرد تابعين للمراكز المقدسة في الاطراف البعيدة.
لقد استهلكتنا قريش في حروبها البينية منذ معركتي صفين والجمل والتحقنا بركب الامويين والعباسيين ،ومن ثم انتقلت الحالة وانتقلنا لخدمة المماليك والاكراد الايوبيين والاتراك العثمانيين ومن ثم البريطانيين والروس والامريكان وقوى الاستعمار وخفضنا جناح الذل للقوى الطامحة في تسيد المنطقة من عبد الناصر الى ال سعود؛ ومازلنا ندور حول الدوائر المفرغة ذاتها او قريبا منها وشعبنا يعاني من ذل الفقر والتخلف وغياب الدولة .
اننا بحاجة ماسة لمراجعة انفسنا واقناع شعبنا باننا شعب يستحق الحياة الكريمة على ارضه بعد ان بات مشردا طيلة 15 قرنا من الزمن داخل الوطن "نقيلة" او خارج الوطن "شاقي" .
علينا فتح اعيننا وقلوبنا جيدا على ضرورة بناء الدولة وتسخير كافة امكانياتنا لهذا الهدف الحيوي العام والا لظلت معاناة هذا الشعب لقرون قادمة.
ليس امامنا سوى الخروج من دور "التابع" الغبي الى دور "المستقل" المتشبع بقضيته وهدفه وحلمه في الاستقرار والرخاء والرفاهية والقوة والالتفات الى عوامل القوة الموجودة في الشعب وقواه الحية والفاعلة وقدرته على العمل والانتاج وكذلك للموارد الطبيعية والموقع الاستراتيجي المتوزع بين البحر والجبل والوادي .
انا هنا لا اقدم مقطوعة عاطفية ولا اتغنى بالتاريخ السابق للخمسة عشر قرنا الماضية ولكني احاول استنهاض شعبنا من غفلته واستنهض اليمن في قلوب اليمنيين واخراجهم من دور وكلاء العرب والفرس والروم الى اصحاب حق وقضية وهوية خاصة.