اللواء سلطان العرادة .. الصعود الساحر
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 7 سنوات و 10 أشهر و 10 أيام
الأحد 15 يناير-كانون الثاني 2017 06:57 م

اللواء سلطان العرادة محافظ محافظة مأرب شخصية وطنية برزت كقوة صاعدة على الساحة اليمنية وتصدرت شخصيته قائمة أهم الشخصيات اليمنية تأثيرا وحضورا على المشهد السياسي والشعبي في اليمن .

وتحول حضوره المتصاعد إلى رمزية وطنية احتضن بمواقفه الشجاعة ميراث الكفاح الثوري الحديث دفاعا عن

الجمهورية والثورة يوم أن صٌدم الجميع أو سلموا لطغيان الإمامة.

عين بقرار جمهوري محافظا لمأرب في إبريل عام 2012م , ونجح في كسر الصورة السوداء التي شوهت "محافظة مأرب" أرضا وإنسانا, ونجح خلال فترة وجيزة إستيعاب القوى السياسية في المحافظة ومضي بهم عبر مشروع وطني يستهدف توحيد اللحمة الداخلية والتفرغ للبناء والتنمية .

برزت شخصيته السياسية والقيادية في ذاكرة الشارع اليمني عقب إنقلاب 2014م وبعد تحرير مأرب نجحت السلطة المحلية بقيادته في تقديم نموذج راقي ومنفتح ، متمسكا بتعزيز سلطات الدولة وتقوية حضور النظام والقانون فيها.

الحضور الدولي :

الصعود الناجح لهذا القادم من عمق صحراء اليمن يكشف عن تلقيه دعم مباشر من الرئيس هادي وتشجيعه على كل الخطوات الوطنية والثورية , إضافة إلى ثقة بقية القيادة السياسة في الدولة متمثلة بدولة رئيس الوزراء د أحمد بن دغر وثقة السلطة المحلية فيه .

نجح هذا المأربي الأنيق ورجل الصحراء المثقف وابن القبيلة المنفتح على ثقافة الأخر لأن يكون أول محافظ يمني يعقد لقاءات دولية خارج حدود الجمهورية اليمنية ,ويلتقي برؤوس قيادات التحالف العربي في أكثر من دولة .

حيث تلقى دعوة كريمة من سمو الشيخ محمد بن زايد لزيارة العاصمة أبو ظبي بمعية وفد قبلي كبير مثل يومها كل القيادات القبيلة الفاعلة في المحافظة .

أعقبها زيارة أخرى إلى المملكة العربية السعودية ولقائه بولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ,وكلها زيارات حملت في مضامينها مشاريع مستقبلية واعدة للمحافظة .

الجذور والسياسة :

ينتمي اللواء سلطان العرادة إلى قبيلة عبيدة وهو أحد أبنائها القادمين صلب من أسرة عريقة تحظى باحترام واسع بين كافة أسر المحافظات الشرقية والجزيرة العربية عموما واليمن خصوصا .

تحولت محافظة مأرب في ظل قيادته إلى حاضنة شعبية لثورة , وتوصيفها من نقبل ناشطي الثورة بأنها عاصمة المقاومة الشعبية في اليمن .

التاريخ السياسي للواء سلطان العرادة يكشف أنه من أكثر القيادات اليمنية التي مارست العمل السياسي في بداية السبعينات وتشرب فنونه منذ بدايات شبابه.

 مارس القيادة والسياسة وهو في أوائل العشرينات من العمر , ليخوض بعدها تجارب حافلة بالعمل السياسي وملتحما بكل رجالات الدولية اليمنية بكل توجهاتهم السياسة والأيدلوجية ليختزل في ذاكرته تجربة ثرية أهلته لاحقا "لقيادة مرحلة ربما توصف بأنها أصعب مراحل تاريخ اليمن.

ومع ذلك لم يمنعه العمل السياسي باكرا من إستمكال دراسته الجامعية , ليكون من أوائل أبناء المحافظة تخرجا من الجامعات اليمنية .

بدأ مسيرته السياسية كعضو في لجنه التصحيح التي أسسها الراحل إبراهيم الحمدي عام 1974م ,ثم رشح عضوا في المؤتمر الشعبي العام في 22 أغسطس 1982م , ثم عضوا في مجلس الشورى 1987م .

نجح بعدها وبقوة في إنتخابات مجلس النواب في دورتين انتخابيتين 1993م 1997م كمرشح توافقي للأحزاب السياسية في محافظة مأرب.

قدم العرادة صورة ايجابية عن المحافظة وأبنائها، وأزال كل مخلفات ورواسب الصورة القاتمة التي صدرها نظام المخلوع صالح طيلة 3  عقود من الزمن .

مأرب درع الجمهورية والثورة :

قاد اللواء سلطان العرادة محافظة مأرب في فترة صعبة كانت وماتزال واحدة من أصعب فترات تاريخ اليمن الحديث , كونها فترة مليئة بمؤامرات الإنقلابيين والحروب وخلالها شهدت سقوطا كليا للدولة الشرعية.

 مأرب يومها كانت الوحيدة التي صمدت ورفضت الاعتراف بالانقلاب , وظلت تحتضن بشهامتها وشموخها الأصيل رايات الثورة والجمهورية , ومنها أُعلنت الحرب رسميا على مخلفات الإمامة قبل أي تدخل رسمي لدول التحالف أو أي موقف مقاوم للحكومة اليمنية.

انكسرت كل محاولات الحوثيين والمخلوع المستمرة في إجتياح محافظة مأرب،وكسرت نخب القوات الخاصة والحرس العائلي الذي توعد المخلوع بهم يوما أن يسقط مأرب خلال أقل من أسبوعين , ناهيك عن تدفق الآلاف من المليشيات الحوثية من كتائب الحسين وغيرها .

بعدها تحولت مأرب إلى عاصمة حية لكل ثوار اليمن وأحرارها , ومنها قادوا ملحمة النصر والتحرير , وفيها كان ميلاد الجيش الوطني .

نجح اللواء سلطان العرادة بالتنسيق والدعم من الرئيس هادي وقيادة الجيش الوطني ودول التحالف إلى تحويل مأرب إلى مدينة مفتوحة احتضنت كل شرائح الشعب اليمني ,ومثلت مرتكزا لعمليات الجيش الوطني وقيادة عمليات التحالف العربي في مواجهة المد الإمامي المدعوم إيرانيا , لتنطق بعدها رايات النصر دون توقف .

نجح هذا الرائد في تحريك عجلة التنمية باكرا في محافظته وشهدت إفتتاح العديد من الإعمال المشاريع الهامة التي أعادت وهج الشرعية وروحها الحي في نفوس أبناء الجمهورية اليمنية " ومن أهم أهمها افتتاح جامعة مأرب ومشاريع الكهرباء والطرقات , وافتتاح فرع لمصلحة الهجرة والجوازات, وإعادة عمل كل مؤسسات الدولة وتأهيل كبرى المستشفيات في المحافظة وغيرها .

هذه السطور جزء من مسيرة قائد يفضل الصمت عن الحديث ويهوى العمل بعيدا عن ضجيج الإعلام , مؤمنا بقضيته وهدفه .. وللحديث بقية ..