رياح التغيير قادمة
بقلم/ محمد سعيد باحاج
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و يومين
الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2008 08:10 ص

مأرب برس – خاص

ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين لا نستفيد من ما يقدمه لنا العلم والعلماء والخبراء من بحوث علمية حول التغيرات المناخية وتقلبات الطقس التي طرأت على المعمورة عامة واليمن خاصة وكذلك لا نهتم بكل المعلومات التي تزودنا بها تكنولوجيا المعلومات بكل بحث جديد حول عالمنا الذي أصبح قرية بفضل الوسائط المتعددة.. ويظهر أن تأثيرا لقات عمل فعلته فينا.. فأصبحنا غير مهتمين بهذه المعلومات ..

 وإلا بماذا نفسر اكتشاف خبراء أمريكيون بجامعة اوهايو والذين بدأوا بحوثهم في اليمن منذ منتصف يوليو2005 لدراسة تأثيرات التغيرات المناخية حيث استخدموا في بحوثهم تقنيات الكترونية متقدمة جدا واخبرونا عن تغيرات مناخية قادمة إلى اليمن وبها سنودع أيام الجفاف لأن الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي المحملة بالأمطار الغزيرة مثل ما كانت عليه اليمن قبل 5000 عام والسبب في ذلك زلزال تسونامي عام 2004 وبهذه التغيرات المناخية ستتخلص اليمن من حالة الجفاف في طل عودة الرياح الموسمية الهندية ذات الأمطار الغزيرة .. وتصديقا لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم ) " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا " .

لقد أغفلنا هذه المعلومات المهمة من قبل فريق الخبراء الأمريكيين المؤلف من عدد كبير من الجيولوجيين وخبراء الآثار وخبراء البيئة وحصلت كارثة السيول والفيضانات في محافظة حضرموت والمهرة وما نتج من أضرار بالغة لهشاشة البنية التحتية وتشريد الآلاف من المواطنين من منازلهم المهدمة وطمرت أ راضي زراعية وأغرقت قوارب الصيد وهي مصدر رزقهم وتهدمت دكاكين وفقدت ممتلكات وحلي ووثائق وأصبحوا بؤساء وزهقت أرواح وأصبحوا من الشهداء وتيتمت أسر.. ولا تزال محافظتي حضرموت والمهرة لم تفق من هول الصدمة .. أنها كارثة بكل المقاييس .

إن ما حصل في حضرموت والمهرة لم يصل الحد الأعلى للمنخفض الجوي والذي يعد أقل أنواع الإعصار فكانت سرعت الرياح 12 درجة بينما أعلى مستوى للمنخفض الجوي هو 18 درجة أما ما فوق 32 درجة فيصبح إعصارا وكذلك كمية الأمطار لم تتجاوز 116 مللي متر. وإذا قارنا بين إعصار غونو الذي ضرب سواحل عمان في يونيو2007 والمنخفض الجوي الذي حصل في اليمن في أكتوبر 2008 فأن إعصار غونو أ شد بكثير مما حصل في حضرموت والمهرة ولكن لا توجد توعية إعلامية للمواطنين بهذا المنخفض الجوي مثل ما حصل في عمان فقد كانت التوعية الإعلامية العمانية مكثفة ولمدة أسبوع .. حيث أعلنت السلطنة حالة طوارئ بين قوات الشرطة والجيش استعدادا لمواجهة إعصار غونو قبل حدوثه بثلاثة أيام وانتشار أكثر من 4800 محطة رصد قللت من الضحايا بينما لا توجد في اليمن سوى 100 محطة رصد وبعضها لا يعمل.. ومن الأسباب التي زادت الطين بله في هذه الكارثة تدمير حواجز المياه التي بناها الأجداد لصد السيول والتخفيف من آثارها وقصور في مواصفات البنية التحتية ولا توجد سدود كبيرة لحفظ مياه الأمطار والاستفادة منها في أيام الجفاف .

على كل حال فإن هذه الأمطار والسيول سقيا رحمة وصيبا نافعا لحضرموت والمهرة حيث ارتوت الأرض وامتلأت الآبار بالمياه .. وظهرت زهور نادرة برية عطرية في الشحر ولها رحيق اصفر وليست مسجلة في هيئة البحوث اليمنية .. وهذه الزهور تتلون بالألوان الثلاثة الأصفر والأبيض والبنفسجي وعبق أريجها فواح .. وهذه الزهور النادرة قد اندثرت منذ زمن طويل وكانت لها تجارة رائدة في الشحر وتراب(سعاد ) مليء بالأسرار والكنوز المدفونة . ومن الأخبار السارة الذي اكتشفها سيل الجمعة العظيم .. المدينة الأثرية تحت الرمال في بور بالقرب من سيئون وهذا الاكتشاف ربما يكشف الكثير من أسرار حضارتنا المدفونة تحت الرمال.. يجب الحفاظ على هذه الآثار النادرة التي تعبر عن حضارتنا القديمة. قال الله تعالى في كتابه العزيز " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم " (صدق الله العظيم ) .