إلى من بقي لديه ولد في آزال
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 19 يوماً
الأربعاء 10 أغسطس-آب 2016 05:40 م
لا أعلم هل يلتحق الآلاف من الشباب من أبناء إقليم آزال في صفوف مليشيا الحوثي وصالح برضاء آباءهم، ويذهبون إلى جبهات القتال بعلمهم، أو انهم من يرسلهم ويجندهم، أم أن الأبناء يهربون ويتمردون على آباءهم ويلتحقون بصفوف الحوثي وصالح ؟؟!!.
إن كان لآبائهم علم ودراية ورضاء، أو أنهم من يدفعهم ويزج بهم إلى جبهات القتال ضد اخوانهم، فإنهم المسئولون عنهم أمام الله ويتحملون إثمهم بحق أبناءهم وإجرامهم بحق شعبهم .
ألا يعلمون ان الحوثي وصالح هم العدوان، وأنهم على ظلال، ويرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني، مستخدمين في ذلك أبناء الشعب اليمني في إقليم آزال وغيره، بعد أن مزقوا النسيج الاجتماعي للشعب اليمني وهجّروا أسره وفجروا بيوت الله ومنازل المواطنين، وشنوا حرب ظالمة ضد أبناء هذا الشعب في شتى محافظات البلاد .
ماذا نسمي تهجير أهالي دماج وماذا نسمي اقتحام اللواء 310 في عمران وإعدام قائده ؟؟ ماذا نسمي العدوان على صنعاء وحصارها، وشن حرب ظالمة على سكانها، واقتحامها بقوة السلاح، وإسقاط كل معالم وملامح الدولة والنظام والقانون، وانتشار المسلحين المدنيين بشوارعها، وتكديس حاراتها بالأسلحة والمتفجرات، واقتحام منازل خصوم السياسة، وإغلاق الجامعات والمدارس والمقرات ومحاصرة الرئيس والانقلاب إرادة الشعب اليمني واحتكار السلطة في أشخاصكم واختطاف المعارضين والصحفيين ؟؟؟ .
كان من حق الشعب اليمني حينها الانتفاض من شتى محافظات البلاد والاحتشاد في صنعاء لمحاربة الحوثي وصالح حتى يستعيد إرادته التي سلبوها واحتكروها في شخصهم بقوة السلاح .
ألا تعلمون أننا أبناء مأرب كنا نحتشد في مطارح نخلا والسحيل شمال مأرب، ليس للذهاب إلى صنعاء لقتال الحوثي وصالح واستعادة الدولة التي تمثل الجميع، ومن حقنا ذلك، إلا أننا كنا نحتشد فقط لنعبر عن رفضنا لما أقدم عليه الحوثي وصالح من انقلاب واستحواذ على السلطة ومقدرات الدولة التي هي حق شرعي لكافة ابناء الشعب اليمني .
وعلى الرغم من أننا لسنا دعاة حرب ولا نقرع طبولها، ولم نذهب إلى صنعاء لاستعادة الحق الشرعي المسلوب بقوة السلاح حفاظاً منا على أرواح المدنيين، ومكثنا اشهر ونحن معتصمين بسلاحنا في مطارح نخلا نطالب الحوثي وصالح العدول عما اقدموا عليه من انقلاب على إرادة الشعب واغتصاب للسلطة، إلا أننا فوجئنا بالحوثي وصالح يقرعون طبول الحرب علينا ويحشدون اخواننا من أبناء صعدة وعمران وصنعاء وذمار لغزونا واحتلال ارضنا وفرض حكمهم علينا بقوة السلاح .
لم نذهب لمواجهتهم أبداً، وإنما بقينا على مشارف حدود ديارنا للدفاع عنها والذود عن انفسنا ومواجهة كل غازي ومعتدي .
لم يتوانى الحوثي وصالح حتى دشنوا عدوانهم علينا مطلع مارس العام الماضي، وهاجموا ديارنا عقب اجتياحهم للبيضاء وشبوة وتصدينا لهم دفاعاً عن النفس وقدمنا في سبيل ذلك خيرة شبابنا وشيوخنا في مواجهة عدوان الحوثي وصالح الظالم .
ولمعرفة الحقيقة والتمييز بين الحق والباطل يمكنكم التمعن والنظر والتأمل في مكان ميلاد ومقتل أتباع الحوثي وصالح، ومكان ميلاد واستشهاد من يواجههم ويتصدى لهم من الجيش والمقاومة، وستلاحظون من هو الظالم والمعتدي والباغي وما هو العدوان الحقيقي .
ستجدون ان القتلى من اتباع الحوثي وصالح، مكان الميلاد صنعاء او صعدة أو عمران أو ذمار ومكان المقتل في مأرب أو عدن أو تعز أو الجوف أو شبوة أو الضالع أو لحج أو اب، بينما شهداء الجيش والمقاومة مكان الميلاد في مأرب والاستشهاد في مأرب أيضاً، أو مكان الميلاد في تعز والاستشهاد في تعز أيضاً، أو مكان الميلاد في عدن والاستشهاد في عدن أيضاً وهكذا .
هل تعلمون من يقاتل الحوثي وصالح في نهم شرق صنعاء ؟؟ إنهم أبناء إقليم آزال الذين هجرهم الحوثي وصالح خلال العامين الماضيين من ديارهم وأرضهم وفجروا منازلهم ومساجدهم وقتلوا واختطفوا ابناءهم .
هناك المئات من الأسر المهجرة إلى مأرب من صنعاء وعمران وذمار وصعدة، اليوم تطمح في العودة إلى أرضها وديارها، وتقاتل من أجل ذلك الحق الشرعي الذي لا ريب فيه ولا شك قبل أن تقاتل من أجل الشرعية وإرادة الشعب .
أولئك الأبطال الذين يقاتلون الحوثي وصالح في صنعاء، لن يقبلوا حواراً أو شراكة أبداً حتى العودة إلى ديارهم واستعادة حقوقهم المسلوبة والمنهوبة من قبل الحوثي وصالح .
ان كان اتباع الحوثي وصالح يظنون أنهم سيقضون علينا وسيقصوننا حتى من حقنا في الحياة، فإننا نؤمن إيماناً جازماً بإننا لن نرضى أن نقصيهم أبداً حتى من الحكم والشراكة، وقتالنا لهم ليس إلا دفاعاً عن أنفسنا وأملاً منا في التعايش والقبول بالآخر، ولهم مذهبهم وطقوسهم ولنا مذهبنا وطقوسنا دون ضرر أو ضرار أو تحريض طائفي أو عنصري أو مذهبي .
لا أعلم كيف يردوننا ان نقبل بمعتقداتهم التي يؤمنون بها، ولماذا يريدون أن يفرضونها علينا بقوة السلاح، وكيف يخلطونها بالسلطة التي هي حق لكل أبناء الشعب اليمني ؟؟.
صحيح من حقهم الاحتفال بمناسباتهم الدينية والمذهبية وإحياءها بعيداً عن حشر الدولة فيها، وتسخير مقدراتها العامة في تمويلها، كما يفعلون حالياً ويهدرون المال العام الذي هو ملك للشعب في سبيل ذلك، ويريدون إن يرغموا الآخرين الاحتفال بها وإحياءها .. ومن حقنا أن نحيي مناسباتنا ونحتفل بها دون تسخير مقدرات الدولة في تمويلها أو إرغام الآخرين على إحياءها والإيمان بها .
ألا تعلمون أننا من حرصنا الشديد على الشعب اليمني ومستقبله لا زلنا نزود البنك المركزي اليمني في صنعاء بعائدات مأرب وحضرموت للحفاظ على العملة حتى لا تنهار، بينما الحوثي وصالح يقومون بنهب البنك المركزي الذي هو ملك الشعب، ويسخرون أمواله التي هي عبارة عن عائدات من مأرب وحضرموت في حربهم ضد الشعب اليمني في مأرب وتعز وبقية الجبهات في المحافظات الأخرى .
ان كنتم تظنون انكم تقاتلون امريكا وإسرائيل، وإن كان الحوثي يزعم أنه يقاتل أمريكا وإسرائيل ويرفع في صنعاء صور بشار الذي يقتل شعبه ولم يحرر الجولان من إسرائيل ..!! لماذا لا يرسل ولو بعض أتباعه في اليمن إلى سوريا لقتال إسرائيل بدلاً من إرسالهم إلى قتال اخوانهم اليمنيين ؟؟!!! .
أو على الأقل بدلاً من تفجيره لبيوت الله في شتى المحافظات اليمنية، لماذا إلى اليوم ومنذ دخوله صنعاء وسيطرت مليشياته عليها بقوة السلاح لم يفجر السفارة الأمريكية حتى يثبت لأتباعه أنهم يحاربون أمريكا وإسرائيل ؟؟!!.
أو ان كان الحوثي وصالح يزعمون أننا دواعش، لماذا داعش تستهدفنا بالمفخخات فور تحريرنا لمدينة أو معسكر ما، ولم تستهدف مليشياتهم عندما كانت في عدن!! وبعد تحرير أبناء عدن لمدينتهم استهدفهم تنظيم داعش الإرهابي وهاجم القادة الوطنيين المقاومين للحوثي وصالح، ومعسكرات الجيش، ولم يكن آخرها معسكر الصولبان القريب من مطار عدن الدولي الذي هاجمه تنظيم داعش يوليو الماضي واحتله لأكثر من ثمان ساعات رغم القوة الأمنية والعسكرية في عدن، ولم يهاجمه العام الماضي عندما كان تحت سيطرة الحوثي وصالح، وكانت عدن تعيش أجواء حرب وانفلات أمني حينها .
إن كان الحوثي وصالح يتهموننا بالإرهاب فهم الإرهاب والموت والدمار والعدو اللدود للشعب اليمني، ويكنون له كل الحقد والكراهية، وأكبر دليل على حقدهم على الشعب اليمني وإرهابهم ضده، زراعتهم لآلاف الألغام عندما ينهزمون أمام ضربات الجيش والمقاومة، في الوقت الذي لم يزرع حزب الاصلاح والفرقة الأولى أي لغم أرضي واحد، كما لم يزرع من هجرتهم المليشيا من ديارهم بعد أن حاربتهم وحاصرتهم لغم واحد، ولم يلغموا منازلهم للفتك والغدر بمليشيا الحوثي وصالح رغم علمهم ومعرفتهم بأنهم سيفجرونها .
وإن كان الحوثي يزعم انه هاشمي من سبط رسول الله وواجب اتباعه وطاعته، فماذا عن الهاشمي ابو لهب الذي هو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يشفع له نسبه بعد أن عادى الإسلام .. فكيف يريدوننا أن نؤمن بعبدالملك الحوثي الذي يزعم انه سبط رسول الله ؟؟!! .. حتى وان كان سبط رسول الله فهو عدو للإسلام مثله مثل أبو لهب وأفعاله خير دليل على عداوته للإسلام من خلال تفجير بيوت الله وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني وسفك دماء أبنائه .
يتجرؤون على تفجير بيوت الله ويبررون ذلك بأنهم وجدوا بداخلها مخازن للأسلحة والمتفجرات وقد كان بإمكانهم إفراغها من تلك الأسلحة وإقامة الصلاة فيها ولكنهم أعداء للصلاة والإسلام .
قيل لي ان المساجد يتجرأ أتباع الحوثي على تفجيرها بفتوى من علمائهم بأنها مساجد ضرار، كما سمعت ..!!! فرضنا وكانت مساجد ضرار كما يزعمون .. كيف عرفوا أنها مساجد ضرار ؟؟!! ألا يعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم رغم معرفته بنفاق عبدالله بن أبي إلا أنه عندما طلب منه الصلاة في المسجد الذي بناه وافق الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقيم الصلاة فيه ووعد ابن أبي بذلك، فنزل جبريل عليه السلام بأمر الله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالآية الكريمة : ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون ( 107 ) لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ( 108 ) , جاءت الآيتين الكريمتين من الله تعالى يجزر وينهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ذلك المسجد الذي بناه المنافق معلوم النفاق عبدالله بن أبي .. ونستفيد من ذلك ان الرسول يحكم بالظاهر كما علمنا ويعلمنا الاسلام دين الله سبحانه .. فكيف يحكم الحوثيون على مساجد أهل اليمن بأنها ضرار ؟؟!! هل من وحي بعد رسول الله ؟؟!!.
هكذا يفتري الحوثي وصالح على الله ورسوله والإسلام الكذب .. وهكذا يسيئون إلى الله ورسوله والإسلام .. يقتلوننا ويدّعون انهم أنصار الله .. يريدوننا أن نكره الله عز وجل، يفجرون مساجدنا ويحتفلون بالمولد النبوي .. يريدوننا أن نكره الرسول صلى الله عليه وسلم، يحتلون أرضنا ويدعون حب علي رضي الله عنه .. يريدوننا أن نكرهه، يفجرون منازلنا ويصرخون بالموت لأمريكا وإسرائيل حتى أن دافعنا عن أنفسنا يتهموننا بالدفاع عن أمريكا وإسرائيل .
إنما مثلهم وجرائمهم باسم الله ورسوله ودين الإسلام، مثل قاتل اعتلى منارة مسجد، وأخذ يقتل أهل الحي قنصاً، محتمياً ببيت الله، وكلما حاول أهل الحي الرد عليه، صرخ فيهم ويلكم كيف تتجرؤون على محاربة الله وتطلقون النار على بيته !! فإن كان أهل الحي جهلة صدقوه وتركوه يسقك دمائهم، وإن كانوا أهل علم قتلوه حتى وان تضررت منارة المسجد، فضرره وفجوره أعظم جرماً من تضرر منارة المسجد .
وهكذا سفك الحوثي وصالح دماء الشعب اليمني على مدى عامين، مرتكبين بحقه جرائم بشعة لم يشهدها التاريخ، طالت حتى الأطفال والنساء وبيوت الله، ويصرخون بالموت لأمريكا وإسرائيل، وكل من دافع عن نفسه اتهموه بالدفاع عن أمريكا وإسرائيل والعمالة لهما، قاتلهم الله أنا يؤفكون .
وأخيراً أنصح كل من بقي لديه ولد من 10 في إقليم آزال أن يحافظ عليه من الالتحاق بصفوف مليشيا الحوثي وصالح ومقاتلة الشعب اليمني، وأبشرهم وأطمئنهم بأن من يقاتل في جبهة نهم شرق صنعاء هم اخوانهم من ابناء آزال الذين هجرتهم مليشيا الحوثي وصالح خلال العامين الماضيين من ديارهم وفجرت منازلهم ومساجدهم في تطهير عرقي لم يشهده التاريخ .
وأتمنى من الأخوة والآباء في إقليم آزال أن يسألوا أنفسهم أين أبناء صالح وأبناء أقاربه ؟؟ وأين أبناء الحوثي وأقاربه ؟؟ ولماذا لم يفجر الحوثيون جامعة العلوم والتكنولوجيا التابعة لحزب الإصلاح في صنعاء أو حتى يحتلوها أو يغلقوها ؟؟ .
لا لشيء غير لأن جامعة العلوم والتكنولوجيا رغم أنها إصلاحية إلا أن الحوثي وصالح يحرسونها لأنها جامعة ناجحة وشهادتها عالمية لهذا يدرسون ابناء أقاربهم وحاشيتهم فيها، أما بالنسبة لأبنائهم فهم في الإمارات وأوروبا وأمريكا يسرحون ويمرحون ويدرسون ويبنون ويؤمنون مستقبلهم في الوقت الذي أبناء البسطاء من أبناء الشعب اليمني يتجرعون الجحيم في جبهات القتال يواجهون شعبهم اليمني ويرخصون دمائهم وأرواحهم في سبيل الدفاع عن الحوثي وصالح .
ــــــــــــــــــ

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الدكتور / المقالح … خلود في ذاكرة الاجيال
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
قحطان الشعبي … قائد معركة الاستقلال
علي محمود يامن
كتابات
الرئيس هادي زعيم مشروع وفكرة وليس زعيم خطبة.
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد