ماذا يعني العرض العسكري بمأرب لليمنيين
بقلم/ عدنان الجبرني
نشر منذ: سنتين و شهرين
الإثنين 26 سبتمبر-أيلول 2022 09:10 م
 

لم يكن مجرد عرض عسكري! لقد كان تجسيداً حيّاً لحلم اليمنيين اليوم بجيش قوي يحمي الجمهورية ويستعيدها العرض العسكري للجيش، في مأرب، كان مهيباً ومذهلاً.

وحدات رمزية من مختلف تشكيلات الجيش، تصطف باتساع الأفق، قدّمت عرضاً يليق بعيد الجمهورية. سرايا بنماذج من معداتها وآلياتها المتوفرة، وما استعادته من ركام الخردة وحطام الحرب، أو بما طورته أيدي الجنود الأفذاذ في جوانب التصنيع الحربي دروع ومسيّرات وهندسة وقناصة ومدفعية ووحدات نخبة تخصصية وغيرها.

كان هذا البناء يجري بالتوازي حتى في أشد وأحلك لحظات الحرب خلال العامين الماضيين، وما قبلهما، ثم جاءت الهدنة كإضافة ذهبية استثمرها الأبطال في الجيش كما يجب، وينتظرهم مسير شاق بكل تأكيد نظراً للإمكانات وواقع الدولة، لكن العزم أكبر، والغاية القومية باستعادة الجمهورية وهزيمة الامامة تشعل التحدي وترفعهم فوق كل الصعاب.

"لستم جيشا لحزب ولا لقبيلة ولا لمنطقة ولا لسلالة، أنتم جيش الشعب والتجسيد الحقيقي لليمن الجمهوري بعيداً عن الجهوية والمناطقية والنصر معقود بناصيتكم" هكذا خاطب عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة قوات الجيش والأمن، وبكثير من الإجلال والإكبار المستحق.

قال العرادة أيضا اننا أحوج ما نكون اليوم إلى رسم لوحة جديدة من تكامل صنعاء وعدن في ملاحم النضال، ومن العيب أن تستمر المناكفات بينما مؤسسات الدولة بيد عصابة مليشاوية متمردة.

العرادة شكر التحالف بقيادة السعودية على موقفهم مع اليمن في مواجهة التوسع الإيراني، وقال إنه على ثقة من أن تكون الوسائل منسجمة مع المنطلقات والأهداف التي رسموها لنصرة شعب اليمن.

كان دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يقف في منصة العرض وبجواره عدد من الوزراء والمسؤولين الذين حضروا للمشاركة في المناسبة الاستثنائية.

تحدث رئيس الأركان، الفريق صغير بن عزيز في الحفل، هذا الرجل قصة نجاح ومثابرة ودأب عسكري منضبط وملتزم، إنه يستحق لقب رجل هذا اليوم، شخصية هذا العيد الوطني، يعمل بجهد استثنائي من أعلى خطوط استراتيجية اعادة جاهزية الجيش، الى أدنى وأدق التفاصيل. ورغم ما برز في العرض من جوانب قوة، الا أن طبيعة المواجهة واتساع المعركة تفرض اهتماما أكبر تسليحاً واعداداً، نوعاً وكمّاً.

وكم كانت لحظة مهيبة عندما وقفت المنصة جميعها مدنيين وعسكريين عندما مرّت سيارات من المقاومة الشعبية في نهاية العرض، وقف الجميع إجلالاً لأولئك الرجال الذين أخرجوا سياراتهم وسلاحهم من بيوتهم وأموالهم الخاصة، وفوق ذلك فتحوا شرايينهم لليمن بسخاء وسقوها بدمائهم في لحظة كانت اليمن فيه تتلظى وتبحث عن أبطالها. المجد للجيش، لجميع الأبطال الذين يقارعون المليشيا في جبهة ومترس على امتداد ساحة المواجهة.