آخر الاخبار
رسالة مواطنة يمنية للأخ رئيس الجمهورية
بقلم/ كاتبة - صحفية/رحمه حجيرة
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الأحد 20 مايو 2007 05:57 ص

مأرب برس ـ واشنطن ـ خاص

فيما يلي ليس موضوعا صحفيا ولا مقال رأي

رسالة مواطنة يمنية للأخ رئيس الجمهورية 

 الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الإنسان

 أتمنى أن تكون معذب الضمير كي يكون أملي فيك خيرا

منذ مايقارب الثلاثين عاما وأنت تحكم بلدا وصف حكمها بامتطاء الليث وأيا كان أداؤك رئيسا لليمن وهو ماسيقيمه التاريخ إلا انك اختلفت عمن سبقك إيجابا وسلبا فأستمريت كل هذه الفترة وتجاوزت وجاوزت اليمن معك أزمات حتى وإن كنت تتحمل مسؤلية وجودها بشكل أو بأخر لكم تظل هناك ميزتان في فترة حكمك الطويلة :-

1-ذكاؤك في تجاوز خصومك والحفاظ على نفوذك في مواجهة الصراعات القبلية والسياسية والعلاقات الخارجية مع الاحتفاظ بهفوات لا ينجو منها ذكي او حكيم .

2-عرفت كأقل حكام المنطقة لجوءا لإسالة الدماء وممارسة الاغتيالات و على الأقل حتى الأن لم يثبت عليك سوى حوادث تاريخية قليلة لم تناقش علنا ما يدينك حتى وإن كنا نشك ونتحدث عن أمور ما يحدثني ببعضها إلا أنها مجرد أقاويل وحتى اللحظة

اليوم أخي الرئيس

بعد أن عدت منتصرا إلى حين من الولايات المتحدة الأمريكية التي لا يؤمن لسياستها والتي لم تساندك في حربك بشكل واصح عدا بعض التصريحات التي تحتمل أكثر من تفسير وتحوير يضاف إلى ملف حكمك ملف ليس ككل الملفات التي أنجزتها أو أجلتها وأزمة ليست كتلك الأزمات التي تجاوزتها بذكاء وحنكة ملف اليوم يفقدك الكثير من مناصريك ملف اليوم عبث يجري ضد مواطنيك في (صعدة ) فالآلاف تزهق أرواحهم كانوا حوثيين أو مواطنين أو عسكريين من اجل معركة غير واضحة الملامح مهما أقنعت نفسك والآخرين أنها حرب مشروعة ومئات الآلاف من أسرهم يزدادون حقدا ونقمة عليك وملايين الدولارات والريالات تصرف من خزينة بلد فقير كان لها أن تساهم في التخفيف من آثار الفقر فيه إلى حين .

كم كنت ذكيا وإنسانا بغض النظر عن نواياك عندما فتحت ابواب الحوار مع من ساهموا في الإنقلاب عليك ثم مع من أتهمهم نظامك يوما بالعمالة ! ثم مع من كانوا طرفا في حرب كنت أنت المنتصر فيها عسكريا ثم مع الدول الشقيقة والصديقة ثم مع شاركوا في حرب صعدة الأولى ثم مع معارضيك في الخارج وإن رفضوا ثم لمعارضيك في الداخل وأن عجزتم جميعا ! لكن الحوار فكرة وعملا وجد ويحسب لك ؟

فمالذي يحدث في صعدة لماذا كل هذا الدمار ؟ وكل هؤلاء الضحايا وكل تلك الجرائم ؟ لماذا كل هذا التخبط ؟

 في معركة واحدة تخسر فيها دهاءك في التعامل مع القبائل ؟ وسياستك الخارجية المتوازنة باختلاقك أزمات مع ايران وليبيا ؟ وتفقد دبلوماسيتك في إدارة الحوار مع معارضة الداخل وتشعل بيدك حربا قبلية طائفية بإشراكك القبائل في معركة ما كان لها أن توجد لولا أنك لم تعد أنت !

مايحدث في صعدة لن يدفع ثمنه اللواء علي محسن كما تعتقد أو قيادات الجيش أو الولايات المتحدة ؟ ؟ مايحدث في صعدة جرائم حرب ضد الإنسانية ستحاكم أنت فيها كرئيس للجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة وكصانع القرار الأول والوحيد في اليمن في هذه الفترة طال عمرك في الدنيا أو رحلت في الآخرة ؟ لن ينظر التاريخ إلى قلبك أو إلى ألمك الذي عبرت به أمام المؤتمر العام لعلماء اليمن الثلاثاء 15 مايو حول ضحايا هذه الحرب أو إلى مخططك ولكن سيقيم كل هذا الدمار الذي وجد تحت اسمك و لأناس لا يقلون ولا يزيدون عنك في كونهم بشرا يستحقون الحياة وتحتمل مواقفهم الخطأ والصواب والبراءة والإثم أضف إلى أنهم مواطنون يمنيون بغض النظر عن ديانتهم ومذهبهم وموقفك وموقف بعض من أفراد أسرتك من مذهبهم ؟

فخامة الرئيس

 ما شجعني أن أستجديك وأرجوك بل واكتب بهذه الطريقة التي لم أعهدها في حياتي أني رأيت فيك ضميرا يستيقظ وأحسست مشاعر الإنسان في خطابك الأخير أمام العلماء متمنيتا أن تكون صادقا في دعوتك وأن لا تكون دعوتك غطاءا لجرائم أكثر عدوانية, فمازلنا ننتظر أن تفتح المجال للوساطة عمليا وتوقف دك المدافع لما تبقى من أبناءنا واخواتنا في صعدة !

وليغضب المجرمون من رفاقك وليحترقوا عزة بالأثم فالحكمة هنا أن يوقف الخراب وسفك الدماء ويحفظ ماتبقى لهذا البلد من آمان ومال وحقوق وما تبقى فيك كإنسان وكرئيس حكيم يعلم متى يُغير ومتى يتراجع ومتى يعلن إنجازه ومتى يكشف عن أخطائه ؟

مازلت أذكرك صغيرة وأنت تدعوا المتحاربين في 13 يناير 1986 ببزتك العسكرية أن يتوقفوا عن سفك دمائهم وأنك ستقدم ما تستطيع من الصلح والمعونة لتجاوز تلك الأحداث الدموية وعندها كراتين الماء دخلت عدن وكانوا يرددون (الله يحفظ صالح ) ونجا نفر من أسرتي لأن هذه المعونة وصلت في وقتها و ظلت صورتك على جدران منازلهم حتى حرب 94 على الأقل! واليوم تقف أنت لتقود حرب يمنيين ضد يمنيين وبكل هذه الوحشية ,أطفال يقتلون ونساء تدك المنازل على رؤوسهن ومسنون يشردون تحت قنابل جيشهم وسجون ملئى بمئات الابرياء ؟ ما أحوجنا اليوم لمثل ذلك الموقف ؟ أن نرى الرئيس يعلن انسحاب الجيش وأن يمارس الصلح بنفسه مع نفسه والمتمردين عليه ليس خوفا أو إنهزاما وإنما أحتراما لحقوق ماتبقى من الناس هناك ؟

 ما أحوج مواطنيك في الشمال للماء والغذاء وإعادة إعمار هذا المدينة التي أحرقها سوء التقدير ومشورة غير المخلصين من أعوانك ؟ ما أحوجنا لقرارات شجاعة تثير إنتباه المواطنيين الذين ملوا إعادة صياغة المواقف الشجاعة القديمة حتى وإن لم تكتمل بعد كإعلان الوحدة والديمقراطية والعفو وراء العفو نريد اليوم قرارا شجاعا لإيقاف هذه الحرب . أتركها للمجتمع المدني وللعلماء والمؤسسات الدستورية والتشريعية أتركها للأحزاب السياسية أتركها لمن قد يزايد عليك بها يوما ودعهم يقررون جماعةً المصير التاريخي لهذه الحرب ولست انت وعندما يعلنون أنهم فشلوا فحينها أمر ؟؟ وليقل رفقاء السوء مايقولون فلم يرد مستشارو الحروب الخاسرة عبر التاريخ عن مصير أصحابها شيئا. و ليقال صالح تراجع عسكريا وتقدم إنسانيا أكثر حكمة وخيرا من أن يقال أنتصر صالح عسكريا وخسر ما لن يستعيده إلا ببعثه ارواح من قتل .

أخيرا أناشدك وأناشد فيك الإنسان والرئيس الحكيم والرجل الشجاع والقائد الذكي أن تستعيد (جرأتك , وقوتك وعفوك ) فتجنب اليمن ما تبقى من دمار هذه الحرب التي والله لا تجني منها اليمن سوى الدمار والمزيد من التخلف ؟ فالأمر بيدك والذنب في رقبتك .