اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن
قد يكون الرئيس علي عبدالله صالح رجل سلطة لكنه لا يصل لتحمل مسئولية دولة.
رجل السلطة وسيلته الوحيدة (القوة) للبقاء في الحكم اما رجل الدولة فصاحب مشروع انساني واجتماعي كبير تكون القوة لديه وسيلة اخيرة لحماية قيم وحقوق المجتمع.
رجل السلطة للسلطة يفتقد الى الاحساس بالمسئولية بمعناها الواسع.. يدخل في ذلك عدم اكتراثه بالمال العام والتساهل مع مرتكبي الجرائم بانواعها والاستهانة بمواطنة الناس وكرامتهم وحقوقهم وافتقاده للحزم مع من يوليهم المسئولية على مصالح الناس.
28 عاما على حكم علي عبدالله صالح لايظهر انه استوعب خلالها وظيفته ومسئوليته, بل اكتفى بان يحقق لنفسه رزمة القاب مثل (الزعيم, القائد, الرمز, الفارس, البطل,. الخ) وكذلك حظي بالنفوذ والتسلط, اما وظيفة الرئاسة فلا تقترن عنده بالمسئولية أو الحرص على تحقيق العدل والمساواة ومنع المظالم عن الناس.
يظهر الرئيس من خلال كاميرا التلفزيون وواجهات الصحف الرسمية وهو يفتح مشاريع كهرباء وطرقات ومدارس ومياة وينسب كل ذلك الى نفسه كأنه اقامها من ماله الخاص, وينسى ان كل هذه المشاريع من أموال الشعب أو هي من القروض الخارجية التي يتكبدها الناس جيلا بعد جيل المتابع لمسيرة الرئيس واسلوب ممارسته للحكم يصل الى حقائق بائنة هي انم عظم وقته ونشاطه اليومي والاسبوعي يقتصر على التالي:
1- الحرص على تذليل ونقش اسمه مع كل حجر اساس للمشاريع العامة.
2- الاكثار من الخطابة والاحتفالات والحديث عن نفسه والغاء دور الاخرين من رؤوساء الجمهورية الذين سبقوه ولم يلحقوا به, الى الانجازات الكبيرة مثل الوحدة اليمنية بما في ذلك منع نشر او بث صورة علي سالم البيض في الصحف والتلفاز يوم رفع علم الوحدة في 22 مايو 1990م.
3- إلغاء دور الله تعالى الذي من على اليمنيين باستخراج النفط وارجاع فضل ذلك للرئيس وحده لاشريك له (راجعوا الخطابات).
4- انكار دور الاشقاء والاصدقاء في مساعدة اليمن بالمشاريع مثل إعادة بناء سد مارب الذي انفقت عليه الامارات العربية المتحدة أو مشروع طريق جبل صبر الذي موله السعوديون, فالرئيس لايتردد بالقول انه صاحب الانجازات وباني نهضة اليمن وغيرها, ولن يتردد في القول ان الامطار لاتهطل على البلاد إلا بفضل بقائه في السلطة تماما كما قال قبل اشهر ان افراد الجيش اليمني لم يكونوا يؤدون فريضة الصلاة الا بعد عام 1978م, ولا حول ولا قوة إلا بالله وكما يقول بعض اخوتنا الصومال (أنا في.. الله مافي).
5- الادعاء بان العالم لم يعرف اليمن او يعترف بها الا بعد مجيء الرئيس صالح, فاصبحت اليمن هي الرئيس والرئيس هو اليمن, تفاصيل وامثلة كثيرة يشغل الرئيس نفسه بها تحول فيها من ممارسة مسئوليته تجاه قضايا الناس وبناء دولة المؤسسات الى الانشغال بتمجيد نفسه وباحاطة سلطته بالجيش الخاص التي استنزف تسليحها قوت الشعب وامكانياته.
باختصار الرئيس مشغول بنفسه لنفسه اكثر من اكتراثه باصلاح الاوضاع او رفع المظالم عن الناس بل تسهم سلطته القمعية في الاضرار بالناس وإيذائهم والتنكيل بهم كما حدث في حرب صعدة مؤخراً او بالاعدامات العشوائية التي افتتح بها عهده ضد الناصريين في 15 اكتوبر 1978م عدا انشغاله بالعداوات الشخصية للسياسيين والصحافيين والعلماء التي كثرت خلال العامين الماضيين. سقط الاف القتلى والجرحى من المواطنين والجنود في صعدة ولم يستمع لنصيحة ولا رجاء او عتب فزج بالعلماء يحيى الديلمي ومحمد مفتاح والقاضي محمد علي لقمان والدكتور عبدالرحيم الحمران وغيرهم في الزنازن والمعتقلات كونهم عارضوا الحرب ودعوا الى الصلح.. تحولت المأساة عند الرئيس الى ملحمة يفاخر بها في لحظة زهو (لقد قدمنا في مران انهاراً من الدماء) الله يستر!.
المواطن عدو وخصم السلطة لايستحق الحماية, ولا الرئيس مؤتمن على دماء واعراض واموال الناس,. لكنه تظاهر قبيل الانتخابات باذاعاته لصوت العقل (المفقود) ووقف حرب صعدة والافراج عن قطاع من المعتقلين دون البقية, لكنها ايضا دعاية انتخابية تتناقض مع خطاب الرئيس الاخير يوم 24/6/2006م بميدان السبعين عندما قال (لم اسجن, لم اقتل, لم.. لم..) الله اكبر.
عبث بالاموال
امثلة كثيرة تدلل على ان الرئيس لم ولن يستوعب وظيفة رجل الدولة الحقيقي بعد 28 عاماًو لا يجد نفسه الا حيث تتحقق له الدعاية الشخصية والتمجيد حتى بالكوارث والحروب.
انا في السلطة اذن اليمن بخير.
فساد مؤسسات الدولة ابعد مايكون الرئيس على احساس بخطروته الا عندما احس بضغط البنك الدولي وقيامه بتخفيض 34% من القروض حتى عندما هدد المانحون بوقف المساعدات لم يتحرك الرجل للتصحيح ليس عن سؤ نية, ولكن لعدم معرفته بوظيفة الرئاسة ومتطلباتها, فالخطابات عنده تكفي وطلعة ونزله في التلفزيون وامام عدسات الكاميرات تكفي ايضاً, ومادام الرئيس باق في السلطة فاليمن بالف عافية وخير, فهو يقيس الانجاز والتنمية والاصلاحات من خلال استمراره في السلطة وليس من خلال قيامه بواجباته ومسئولياته والامانة التي اقسم عليها يتحدث فخامته عن الفساد بطريقته ويبدد المليارات من أموال الشعب ويعتبر ذلك قربة الى الله مثال (جامع الصالح) الذي كلف بناؤه 65 مليون دولار, وصنعاء تعج بالجوامع والفقر يملأ البيوت, لكن عادة الولع بالدعاية الشخصية والاعجاب بالنفس افقد الرئيس القدرة على تحديد الاولويات, فهو يضع نفسه وارضاءها في كفة والشعب ليس له كفة, ثم نمد ايدينا للخارج (لله يامحسنين).
انفقوا على تمجيد وتخليد الرئيس بالصور والاحجار بالدولار وتجاهلوا حاجة القرى والمدن للمياة والمدارس, وهذا مثال بسيط ومعروف اخرها صرف 3 مليار ريال على مسرحية ميدان السبعين. انفقت دولة الرئيس 60 مليار ريال لحفل ليلة 22 مايو العام الماضي في حضرموت.
(انفقنا فقط 500 مليون ريال على المؤتمر العام السابع) هكذا يرد الرئيس على منتقديه بتبذير المال العام وطعفرته, فقد انفقوا 15 مليار ريال لكن الرئيس يعتبر مبلغ 500 مليون أيضاً مجرد مبلغ تافه لايستحق المحاسبة, وقيسوا الفساد على هذا ولماذا يغيب الحماس في محاربته! امثلة اخرى عن التسلح البذخي بالمليارات ولايوجد لليمن عدو خارجي بعد ترسيم الحدود مع الجيران واموال تتبدد وتتبخر في مظاهر تافهة لكنها ترضي غرور الحاكم وانتشائه بالبهرجة.
28 سنة لم يتعلم فيها الرئيس وظيفة الرئاسة او مسئوليته تجاه مواطنيه, ولا كيف ينفق المال العام ويصرفه, عدا انه لايرفع مظلمة عن مواطن ولا يحسن اختيار من يدير ويتدبر شؤون الناس ومصالحهم ولايرغب في محاسبة احد, وربما يكون على حق في هذه فمن يحاسبه أولاً.
فاقد الشيء
قال البعض اعطوا الرئيس سبع سنوات قادمة لعل وعسى..., قلنا ان فخامته لا هو قام بوظيفته ومسئوليته ولا هو ترك للآخرين عبء المسئولية, فسعى الى منع الفصل بين السلطات وتمييع مبدأ المساءلة واللعب بمواد الدستور والقوانين وترك الحبل على الغارب في قضايا الحكم المؤسسي والادارة بالفساد, فاصبح استمراره في السلطة يؤخر عجلة الحياة والتطور ثم تكون ا لطامة تراجعه من عدم ترشيح نفسه.
والنتيجة بعد قرابة ثلث قرن من حكم صالح نكتشف انه مارس وظيفة الشرطي الخاص على كرسي الحكم فقط مع تعويق سلطات الدولة والحيلولة دون نقل السلطة سلمياً الى الشعب وربطها بسلسلة اقربائه واصهاره وصولاً الى منع تشكل البديل الحاكم, اكان ذلك من احزاب المعارضة او في اطار حكومة وحدة انتقالية يشترك فيها المؤتمر والآخرون.
بعد سبع سنوات, وربما اقل من ذلك سوف يكون الرئيس علي عبدالله صالح اطال الله عمره اما في ذمة الله واما بدون غطاء للبقاء في السلطة, ونتوقع اكثر من سيناريو, قد يكون التوريث احداها او تحايل دستوري معتاد يبعث روح الشباب في جسد شخص تخطى سن الثمانين (الملك ظاهر شاه نموذجاً) او ان العقلاء في اسرة الرئيس- ان وجدوا- سوف ينصحونه بايثار السلامة والمغادرة الهادئة دون كارثة يختتم بها حياته السياسية كما بدأها برد فعل غاضب على الناصريين باعدام دفعتين الى حرب صعدة التي لاينوي طي صفحتها حيث القتل وظيفة سهلة لااسهل من القيام بوظيفة الحكم المفترضة في توفير الامان للناس وحمايتهم وصون دمائهم واموالهم التي حرمها الله.
النتيجة: هي أن بقاء الرئيس صالح في الحكم مشكلة وخروجه مشكلة أيضاً, ولابد من مشروع وطني حقيقي يهيء نقل السلطة سلمياً الى الشعب قبل عام 2013م على ان تكون هذه القضية الوطنية هي محور نشاط وحركة المعارضة السياسية بعد انتخابات سبتمبر 2006م واعتبارها ضمن مهام برنامج الاصلاح السياسي الشامل وتحويل فكرة الشيخ حميد الاحمر عن (الثورة الشعبية) الى واقع لثورة سلمية بيضاء.
وفي النهاية لايزال الرئيس علي عبدالله صالح لايفرق بين مسألة البقاء في السلطة وبين تحمل المسئولية.