عبدالملك المخلافي.. والضمير الغائب
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنتين و 6 أشهر و 16 يوماً
الخميس 12 مايو 2022 09:54 ص

ضج كثيرون الشهر الماضي من تربع الشاب محمد الغيثي على رئاسة هيئة التشاور والمصالحة لحداثة تجربته الطرية، وتباكى البعض وهو يعاين صورة الجهبذ المخضرم عبدالملك المخلافي إلى يمين شخص قيل إنه في سن أحفاده.

وما علمنا أنه عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم..
وما بدت من مظاهر استجرار عَظَمة وزَخْرَفة المخلافي وتجربته الطويلة العريضة وشخصيته العقلانية المتوازنة في الظاهر سرعان ما انفرطت كحبات السبحة بعد أن أفرغ ما في جوفه بتغريدته الأخيرة، على طريقة الجمل صبور لكنه حقود يا صاحبي.

فقد غيرت الرجل المناصب والمكاسب طوال توليه وزارة الخارجية.. وأولاده وأقاربه ووظائفهم غير المشروعة فيها خير شاهد.

ومن تعز تبدأ قصة المخلافي الجديدة الذي صمت دهراً ونطق فجوراً لا يليق معه خداع مظاهر الأشخاص بنا بعد ذلك.
نعم تعز ليست وحدها بحاجة إلى تغيير قيادتها العسكرية والأمنية، فالمناطق المحررة الأخرى كذلك تنؤ بأثقال ورزايا ومؤامرات الطابور الخامس والسابع من قيادات الأحزاب والجماعات والعصابات التي وضعت طوال سبع سنوات أرجلها مع المعارضة التخريبية وأياديها في جيوب وخزائن سلطة الشرعية.
ونُكِبَت أوضاع محافظة تعز الأمنية والعسكرية أكثر من غيرها نظراً لكثافة حضور كتل أحزاب وعصابات الإنتقام السياسي التاريخية فيها، أولئك الذين جاءوا من مستنقع العقل الأنقلابي المعروف في السبعينات والثمانينات أو الطامحين للعودة إلى الحكم دون اعتبار إلى قوة المتغيرات ومشروعيتها وإلى المصلحة الوطنية العليا، مع جسامة استمرار تهديدات مشروع الحوثي العسكري لتعز وغيرها أكثر مما كان من قبل.
يعبر توجه عبدالملك المخلافي الجديد عن تكتل سياسي أنتقامي لأسوأ ما في مفرزات تعز النخبوية، فلم يكن وبعض قيادات جماعته إلا ممن لطَّخوا المشهد وركبوا على جَمَلَيْن.

عندما تسلق الرجل الزئبقي مع أبنائه وأصهاره بدعم حزب الإصلاح إلى قيادة ووظائف وزارة الخارجية وكانت بعض أيادي الجناح العسكري لتنظيمه تشارك الإرهابيين عبثهم بأمن واستقرار تعز كانت المدينة بنظره تعيش في عز ازدهارها الأمني والعسكري.

* على جنب يا عبده *

ولم يختصر المشوار كما فعل نبيل الصوفي مؤخراً في موقعه نيوز يمن الإخباري وطالب بتسليم تعز لقوى أخرى طارئة كانت جزءاً من كارثة الأنقلاب ورأس حربته، لإن عبدالملك المخلافي متردد ربما في تسليم تعز لأدوات إيران أم لأصابع الشيطان، بحسب المزاد !!.

لا تزال مآسي تعز اللاإنسانية كبيرة ومرهقة..وليس تبريراً إن أحد أبرز جذور القصور الأمني والعسكري الكبير الذي عاشته المدينة وبعض الأرياف نتاج انخراط قطاع (ثائر ظاهرياً ضد الحوثي) في عمليات تخريب وتدمير كثيرة ممنهجة لمؤسسة الأمن والجيش والمقاومة بغطاء الشراكة الوطنية التي تحولت إلى شِراك صديقة شغلت العسكريين بتأمين رؤوسهم أكثر من غيرها، دون تبرئة بعض المنفلتين منهم في جرائم شخصية عامة تقتضي محاكمتهم عليها.

ولم نسمع إدانة خافتة واحدة منذ ست سنوات للمخلافي أو حزبه لمئات عمليات اغتيال الضباط والجنود وقيادات الجيش الوطني وسط المدينة وخارجها غير التأييد الضمني للمجرمين بالصمت أو بصياغة بيانات قومية لبعض الجماعات الدينية السِّلفاوية السَّخِيَّة.

عندما أطلقت قيادات عسكرية موالية لحزب المخلافي النار على المتظاهرين السلميين المطالبين بتسليم قيادة اللواء ٣٥ مدرع لقيادي آخر من الحزب الإشتراكي (ألشمساني) وما سبقها ولحقها من تصفيات وتمردات جبال التربة والمقاطرة والمواسط وغيرها للموالين، كانت تلك منحة وهبات إلهية بنظر المخلافي.

والحقيقة أن الوضع الإداري العام في تعز ليس على مايرام لكل تلك التراكمات التي ساهم المتباكون على أحوال الناس في نسجها وتجذيرها ويحاولون اليوم استثمارها على طريقتهم كأي صفقة مع صديق قادم.

ولماذا تغيير القيادات العسكرية والأمنية في تعز فقط بل وتسليم المنطقة لمن تسبب في نكبتها ونكبة اليمن كلها إختصاراً لمماحكات عبدالملك المخلافي وافتقاده الشجاعة والمجاهرة.
ألمهم عدم التنكر من الأنخراط الغادر في طعن المحافظة التي ينتمي إليها ولو بالتحريض الخبيث، كون المشترك العميق مع بعض الجماعات الطارئة الغريبة هو المنزع الدموي بين الطرفين لتنظيم غابر أو جماعة دينية مدبرة.
أليس من المريب أن يطالب أمثال عبدالملك المخلافي ونبيل الصوفي مثلاً وآخرون بتجريد أبرز من حمى الشرعية من مصدر قوته الوطنية، وقدموا التضحيات البشرية الكبيرة دون أن يطالب المتباكون حتى بمشاركة من دعموا الأنقلاب بالانخراط في قتال الحوثي، ناهيكم أنهم هم الذين عليهم تسليم القيادة والمناطق قبل غيرهم..

عندنا في اليمن يظهر أن السياسيين والمثقفين القرويين كلما تقدمت أعمارهم أوغلت أحقادهم.
فقليلاً من السلام مع الذات والتصالح مع النفس قبل مزاعم إدارة مصالحة وطنية شاملة أكبر من أصحاب النفوس الصغيرة.
والأعتذار من أبننا الشاب محمد الغيثي الذي يبدو حتى الآن أنه لا يحمل ضغينة وأحقاد بحجم أصحاب وأحزاب القرية.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
خارطة الطريق: الجريمة السياسية.. من يجرؤ على ارتكابها ؟
سيف الحاضري
كتابات
عبدالسلام علوي العواضيرجل المرحلة الدكتور رشاد العليمي
عبدالسلام علوي العواضي
علي العقيليمن يحاصر اليمن؟؟
علي العقيلي
الحوثيون الى زوال!!
حمزة الجبيحي
د.عبدالحي علي قاسمالشعيبي رجل المرحلة الناجح
د.عبدالحي علي قاسم
مشاهدة المزيد