إنهيار جديد للعملة المحلية أمام الدولار والريال السعودي الًيَوُمًِ اعراض وعلامات جرثومة المعدة بالتفصيل: وكيفية التشخيص والعلاج بسرعة عجيبة أغنى رجل في العالم يفاجئ كريستيانو رونالدو بعد فوز النصر على الغرافة الجيش الأميركي يعلن استهداف مخزن أسلحة لفصائل موالية لإيران آخر التطورات والكشف عن تفاصيل جديدة بشأن أبرز بنود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بعد تصفية الحوثي زعيمهم القبلي .. القبائل تعلن الزحف إلى ميدان السبعين وكيل أمانة العاصمة يزور مركز العاصمة الإعلامي" ويكرّم طاقم المركز وفاة قائد اللواء الرابع إحتياط بمريس في الضالع إثر حادث مروري. حوثيون قتلة .. رصاص قناصة مليشيا الحوثي تنتزع أرواح البرئيات من النساء .. العنف قنصا وزارة الداخلية تعلن إطلاق نسخنها الجديدة لبوابتها الإلكترونية
مأرب برس ـ عمان ـ خاص
كانت توليفة الوفد العراقي في مؤتمر القمة العربية التي عقدت مؤخراً في شرم الشيخ غريبة في بابها وهي نموذج فريد للطائفية البغيضة وهي السمة المميزة لحكومة المنطقة الخضراء في العراق فقد ضمت رئيس الوزراء نوري المالكي وباقري صولاغي وزير المالية والشهرستاني وزير النفط وهمام حمودي نائب رئيس المجلس الوطني وبرهم صالح ووزير الخارجية هوشيار زيباري ويكاد التمثيل السني يكون محدودا في رسالة واضحة للمؤتمر بتهميش هذه الطائفة والإصرار على رفع شعار حكومة طائفية من المهد إلى اللحد رغم الضغوط التي حاول الأمريكان والدول العربية ممارستها على حكومة المالكي لتوسيع المشاركة السنية في العملية السياسية وإخراجها من حيزها الهامشي إلى الواقع الجدي، وبالرغم أن هذا المؤتمر الذي يعد الثامن
والتاسع عشر من حزمة الاجتماعات التي عقدت حول العراق والتي لم تسفر عن شيء يذكر باستثناء الأطروحات المتباينة بين الأطراف المشاركة حول تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وفق أسبقيات اختلف ترتيبها بين الدول الأعضاء في الوقت الذي تؤكد فيه كل المؤشرات بان البر
كان العراقي على وشك الانفجار بعد أن تزايدت الضغوط الداخلية بشكل لم يسبق له مثيل وان الحمم التي ستنجم عنه كفيلة باكتساح البلاد من شمالها شبه المستقر وصولا لجنوبها النفطي الذي سيشتعل ويساعد على الاشتعال وربما ستمتد التأثيرات إلى خارج حدود الخارطة العراقية مخلفة ورائها أمارات وطوائف هشة؟
كانت الوفد العراقي رغم توليفته الكبيرة أشبه بالتلميذ المكتفة يديه مستمعاً بانتباه إلى زملائه المشاركين في الصف دون أن يعلق شيئا أو يشارك مما يعني أنه كان بلا أستحضارات باستثناء الجملة المفخخة التي فجرها باقري صولاغي في أروقة المؤتمر باعتقاده الساذج أنه لا توجد مقاومة وطنية في العراق وإنما أعمال إرهابية وكان رداً أفحم السائل والحمد لله انه لم يصل إلى أسماع المشاركين إلا بعد انتهاء المؤتمر وإلا لقلب المجتمعون الطاولة على رأس الوفد العراقي الذي جاء مستجديا هذه الدول برفع كاهل الديون عن الشعب كما يدعي، ويبدو أن الإدارة الأمريكية قد لوحت بالعصا للوفد العراقي بعدم تجاوز الخطوط الحمراء وإلا فأنه سيتلقى علقة شديدة على مؤخرته وان عليه الجلوس في الصف العربي بكل أدب وصمت وطاعة، لذا انصب اهتمام الوفد على خطاب المالكي في المؤتمر وكان يجمع بين الغرابة والعجب فالمستمع له يكاد أن يتحول فكره إلى أن المالكي يتحدث عن دولة عظمى وليس دولة أشباح يصيبها الشلل منذ الساعة الرابعة عصراً ولغاية صباح اليوم الثاني، تقمص المالكي إلى حد ما شخصية دون كيخوته وهو يرتدي درعه وسيفه الخشبي ليشن هجوماً لا هوادة فيه على الطواحين الهوائية معتقداً أنهم الأعداء ويردد خلفه جمهرة من الأشباح المغفلين هتافات تصل أعنان السماء" بالقتل والتدمير والخطف والتهجير سنقود إلى التحرير"؟
لم تخرج كلمة المالكي كالعادة من الشرنقة الأمريكية والإيرانية فهو رجل معروف عنه الافتقار إلى الخطاب السياسي السليم وضبابية الرؤيا والتشبث بمجد وهمي صنعه لنفسه وزينه له الأمريكان بحيث صدق نفسه؟ كان يتكلم كأنه بائع في مزاد علني لترويج سلعة فاسدة اسمها العراق الديمقراطي الجديد وتضمن خطابه الواهن الكثير من عناصر التشويق كأنه يخاطب جمهرة من المستغفلين وليس صانعي قرارات سياسية في بلدانهم وشخصيات مؤثرة في الساحة العربية والإقليمية والدولية؟ وقد ساعده في ترويج صناعة التسويف والصلف والكذب والتزييف ما يجعل أبي مسيلمة الكذاب يرفس في قبره ابتهاجا وترقص سجاح وتزغرد في قبرها على براعة حفيدهما المالكي، تحدث المالكي عن منجزات حكومته الحمراء فقد ذكر بأنها تركض وليست تمشى قدماً لإصلاح الوضع الاقتصادي في العراق وان هذا الاقتصاد المميز يتبع آلية السوق وتجري عملية نقل نوعية لتحديثه من المركزي إلى اقتصاد السوق ووصفه بأنه اقتصاد منفتح ومتكامل مع اقتصاديات المنطقة ولم يحدد المنطقة هل هي دول الجوار أو الدول العربية أو منطقة الشرق الأوسط ويستطرد بقوله أن حكومته تتطلع إلى دعم من الدول الصديقة والشقيقة في التعاون الاقتصادي والتقني؟ وبعدها ينتقل المالكي إلى الحركة الثانية بأن اقتصاد العراق سينشط من خلال المصادقة على قانون الاستثمار وإقرار مشروع قانون توزيع عائدات النفط والغاز الذي سيحقق التنمية الاقتصادية ويؤمن توزيع الثروة بصورة عادلة بين كل المحافظات؟ الغريب أن معرفة المالكي بالاقتصاد تعادل معرفة جحا بعلم الحاسوب، فليس خبراء الاقتصاد فحسب وإنما حتى أرباب العمل البسطاء يدركون بأن رأس المال جبان وهذا يعني انه لا يحب المخاطرة أو المجازفة بنفسه لينتحر على أسوار حكومة المنطقة الخضراء، فعندما تكون البلاد في حالة حرب وتفتقد الأمن والسلام وتتولى قيادته حكومة عميلة مهددة بالسقوط في أية لحظة فأن رأس المال سيتخذ موقف الفأر الذي يصادف القط أمامه ولن تغريه الجبنة الاستثمارية ؟ لذا فأن قانون ألاستثمار سيبقى حبرا على ورق وصكاً مؤجلاً صرفه إلى أمد غير معلوم؟ وحتى منطقة شمال العراق الذي يؤكد بعض المسئولين هدوئها النسبي فأن التفجيرات الأخيرة التي طالت وزارة الداخلية الكردية نفسها تحدثك بان الفوضى في العراق شاملة وانه لا توجد هناك مناطق هادئة كما يروج النظام وإنما هناك تفاوت في مستوى العنف! إما قانون توزيع الثروات على المحافظات فقد بدأت ملامحه الانتهازية تظهر في الأفق والكل يعلم أن الأحداث الساخنة في جنوب العراق بين الميليشيات المتناحرة هي بسبب هذا القانون الذي سيسمح للميليشيا الأقوى بالهيمنة على الثروة وهي معادلة خالية من أي مؤشر وطني بحيث تصبح عملية نهب ثروة العراق مزدوجة فما سيبقيه الاحتلال من فتات الثروة ستتنازع عليه الميليشيات وسيبقى الشعب العراقي خاوي اليدين من ثروته الوطنية؟
أما موضوع حل الميليشيات فهو أمر في غاية الغرابة ففي الوقت الذي يعبس فيه المالكي بوجه الميليشيات في المؤتمرات العربية والدولية فأنه يوزع لها الابتسامات في داخل العراق ويردح طائفياً معها بنشاط كبير وحركات رشيقة، وهي معادلة يصعب تفسيرها خارج نطاق التقية، والمالكي لذي يدعي بأن وجود هذه الميليشيات يهدد هيبة الدولة ويتعارض مع منهج حكومته لم يصرح بحلها وإنما بطريقة ساذجة نزع قشرتها الخارجية من خلال نزع أسلحتها ودمجها في أجهزة الدولة، وكأن المالكي يجهل أنها أصلا متوغلة في عمق مؤسسات حكومته وأن وزارات الداخلية والدفاع والصحة تديرها الميليشيات نفسه وهي غير خاضعة لسلطة حكومته المتهرئة، ولا ننسى إن رئيس مجلس النواب محمود المشهداني صرح بنفسه أن حل الميليشيات يعني حل وزارتي الدفاع والداخلية؟ وقد أظهرت الوثائق التي تسربت من حكومة المالكي بأن له دور فاعل في تهريب قادة هذه الميلشيات إلى إيران ودول الجوار بأسماء مستعارة مع بدأ الخطة الأمنية الجديدة للمحافظة على ديمومتها لممارسة هوايتها المفضلة في القتل والتهجير والخطف والنهب؟
ويبدو أن حلً الميليشيات عند المالكي لم يتجاوز حدود الشفاه فقد ردد هذه الأسطوانة المشروخة منذ اليوم الأول لتسلمه زمام السلطة دون أن يسفر الواقع عن أي رد فعل جدي اتجاهها؟
أما موضوع بسط السيادة التامة على ارض العراق وثروته كما قال المالكي فأنه ظهر أشبه بمن يضع ورقة التوت ليستر عورته المكشوفة للجميع ! فهل هناك بلد محتل يتمتع فعليا بسيادة ؟ وان كانت السيادة تعني على الأرض فهو أعلم من غيره بأن حدود العراق البرية كأبواب بيوت الدعارة يدخل فيها الفرس من الشرق والجنوب بحرية والأتراك من الشمال بحرية ليمارسون فيها الرذيلة؟ وان كانت سيادة على الجو فالزيارات التي قام بها المسئولين الغربيين من بوش وبلير إلى زيارة تشيني ورئيس وزراء بولندا ياروسلاف كاتشيفسكي كان المالكي وحكومته آخر من يعلم بها وتأتي معرفتهم بعد موظفي المطارات العراقية مما جعل النائب الكردي محمود عثمان يستثير غضبا بأنه لا سيادة للعراق في ظل زيارات لا تعلم بها الحكومة العراقية؟ وان كانت سيادة بحرية فقد أثبتت عملية أسر عدد من الجنود البريطانيين في مياه الخليج العربي والادعاءات الإيرانية بأنهم كانوا في مياهها الإقليمية وإصرار بريطانيا بأنهم كانوا في مياه العراق الإقليمية وموقف حكومة المالكي موقف المتفرج إزاء ما يجري على سيادتها البحرية ينبئك عن هذه السيادة المزعومة؟ وكانت الأهانات التي تعرض لها النواب العراقيين من التيار الصدري في منتصف الشهر الحالي وحجزهم لعدة ساعات ومنعهم من دخول المجلس إضافة إلى عملية دفعهم وشدهم كالبهائم ورفض قوات الاحتلال تقديم الاعتذار لهم بعد أن أطلق سراحهم يكشف حقيقية السيادة في العراق في أرقى مستوياتها يضاف إلى ذلك تحرش القوات الأمريكية بالنائبات العراقيات في حرم المجلس التشريعي دون أن تجرؤ اكبر سلطة في العراق على إدانة ما لحق بشرفها من امتهان للكرامة؟
من عوارض الإسهال الشديد في الفم وآلام القبض الشديد في العقل عند المالكي كانت إشادته بنجاح الخطة الأمنية(خطة فرض القانون) كما دعاها وتقليل الخسائر، وهو يرى أن انشغال الحكومة في مواجهة الإرهاب لم يثنها عن مواصلة الأعمار؟ بالرغم من أن المؤشرات تؤكد فشل هذه الخطة كسابقتها لأن المشكلة في العراق ليست أمنية وإنما سياسية والظروف الأمنية نتيجة وليس سبب وما لم تعالج الأسباب ستبقى النتائج كما هي؟ فقد شهدت الخطة تصاعد أعمال العنف وعودة الميليشيات وفرق الموت إلى نشاطاتها وتفاقم ظاهرة النزوح الجماعي داخل وخارج العراق كما عادت ظاهرة الجثث مجهولة الهوية وبدأت ظواهر هندسية جديدة في عهد المالكي وهي تفجير الجسور وبناء الجدران العازلة وكلاهما يؤدي لنفس الغرض وهو تشريح الجسد العراقي وهو مازال على قيد الحياة؟ كما أن فدرالية المالكي بدأت مسارها بفدرالية الاعظمية والعامرية والجهاد والفضل كخطوة أولى لتمتد بعدها إلى فدرالية الكرخ مقابل فدرالية الرصافة وهكذا؟ ولا أعرف ما هي القياسات التي أعتمد عليها المالكي في تفسير نجاح الخطة الأمنية وتسويقها إلى وفود عربية تعرف عن العراق أكثر مما يعرفه المالكي والوفد لمرافق له الذين غادروا العراق منذ ما يقارب ربع قرن ليرجعوا للعراق مطايا يركبها الأمريكان ويركنوا في زوايا المنطقة الخضراء؟ أن الأمريكان أنفسهم اعترفوا بفشل الخطة الأمنية فقد ذكر قائد سلاح مشاة البحرية الجنرال جيمس كونواي بان قواته تحتاج إلى عشر سنوات لإنهاء العنف في العراق؟ كما أن السفير الأمريكي في العراق راين كراكر خلال لقائه بالرئيس الطالباني ذكر بان العراق" اقترب من حافة الهاوية" كما جاء في تقرير لمركز تشاتام هاوس للأبحاث والدراسات البريطاني بأن العراق" يواجه احتمال الانهيار والتفكيك وان الحكومة العراقية ليست لها سلطة فعلية على أجزاء كبيرة من العراق" وربما خجل المركز من القول بأن السلطة الفعلية لحكومة المالكي لا تتجاوز المنطقة الخضراء وحتى هذه الحالة غير واقعية فالسلطة في هذه المنطقة بيد الأمريكان وليست بيد حكومة الملكي؟و لم يقتصر على ألأمريكان فحسب فقد ذكر نائب رئيس الوزراء برهم صالح بأنه يستحيل أن يحقق الحل الأمني الاستقرار في العراق في ظل عدم وجود توافق سياسي؟
أما أدعاء المالكي بتأهيل القوات العراقية لمسك زمام الأمور فيدخل من باب شر البلية ما يضحك فهذه القوات البالية يعوزها الكثير من الأمور ومنها التسليح والتجهيز والتدريب والاستحضار وأكثر من هذا كله يعوزها الشعور الوطني والهوية العراقية الأصيلة؟ وعندما تصل الأمر بالعراقيين بأن يطلبوا مرافقة قوات الاحتلال للقوات العراقية أثناء عمليات التفتيش والمداهمات خوفاً من بطش أشقائهم من أبناء القوات المسلحة بهم يفسر للجميع طبيعة هذه القوات؟ لقد اعترف القادة الأمريكان وعدد من لعراقيين بأن الجيش العراقي وقوات الشرطة ما تزال بعد إنفاق المليارات عليها في طور الحبو وإنها تعتمد على الحجلة الأمريكية في مسيرتها المتعثرة وأن حجم الفساد المالي والإداري كما ذكرت هيئة النزاهة في اعلي مستوى له في وزارتي الداخلية والدفاع؟ الغريب أن وزارة الداخلية نفسها أقصت ما يقارب(17000) من منتسبيها بسبب تورطهم بفرق الموت وارتكاب جرائم، كما إنها أكدت عبر متحدثها مدير عام شؤون الإفراد اللواء صبيح حسين أن (962) من ضباط شرطته في كركوك يحملون رتباً وهمية ويقدر عدد هؤلاء الكلي أكثر من (4000) ضابط؟ أما الجيش العراقي الجديد فقد وصفه عدد من الفرسان القدامى بأنه" اقرب إلى الجندرمة منه إلى الجيش النظامي" وهو ما يتفكه به العراقيون ويصفونه بأنه" جيش محمد العاكول"؟ ولا أظن أي عاقل يمكن إن يتوقع أن يكون لهذا الجيش المهلهل مستقبل سوى التفكيك وبناء جيش على أسس وطنية بدلاً عنه؟
ينتقل بعدها المالكي في قصيدته العصماء المفتقرة إلى البحور العربية والقافية الوطنية والوزن الأخلاقي الى شر أبياته عندما يذكر " اتخذنا خطوات كبيرة لتوفير حياة كريمة للعراقيين" وهذا ذنب لا يغفره احد من الشعب العراقي للمالكي اللهم إلا إذا كان يعني العراقيين داخل المنطقة الخضراء؟ فلا نعرف أية حياة كريمة هذه أذا كانت تفتقر إلى الماء والكهرباء والوقود والخدمات الصحية والتعليمية وفوق هذا كله العامل الأمني فقد تحولت بغداد في عهده إلى العاصمة الفاشلة وبدأ نهر دجلة يفيض بالجثث المجهولة الهوية على شاطئيه وبلغ عدد القتلى(655) ألف قتيل وعدد الجرحى كما جاء في دراسة جونز هوبكنز(2،6) مليون وعدد المهاجرين من ربيع الديمقراطية في العراق ما يقارب (2،6) مليون عراقي في الخارج وبقدرهم في الداخل كما أوردته الأمم المتحدة ؟ واحتل العراق المرتبة الثالثة من بين افشل (60) دولة في العالم والمرتبة الأولى بدرجة امتياز في الفساد المالي والإداري وبلغ عدد الأرامل في ظل حكمه الأسود(3) مليون أرملة كما ذكرت النائبة المصفوعة صفية السهيل( صفعت في عمان بعد أن تهجمت على فتاة عراقية تحمل باج على صدرها فيه صورة الرئيس السابق صدام حسين) وتشير معلومات الأمم المتحدة بأن طفلاً عراقيا معرضاً للموت من بين كل ثمانية أطفال وأن عدد المتسربين من طلاب المدارس لهذا العام بلغوا(3) مليون طالب إضافة إلى تعثر العملية التدريسية وتحولت عاصمة الرشيد إلى عاصمة الجثث تحصد فيها فرق الموت الرسمية رؤوس العراقيين الأبرياء بلا هوادة أو ضمير، وتحولت مدينة العلم إلى مدينة الجهل والأمية والتخلف ومع هذا يؤكد المالكي بأنه حقق للعراقيين حياة كريمة ورعاية اجتماعية؟ ولا ينسى إن يمسح فمه المزبد من الأكاذيب بأردانه مدعيا ان حكومته حسنت معيشة المواطنين وكافحت البطالة المستشرية ووفرت فرص عمل؟ في الوقت الذي تؤكد التقارير داخل العراق وخارجه بأن نسبة البطالة وصلت إلى أوجها 70% من نسبة القادرين على العمل؟ في الوقت الذي يشير فيه ستيوارت بوين المفتش العام الأمريكي لشئون إعادة أعمار العراق بأن الفساد المالي والإداري يأتي في المرتبة الثانية بعد أعمال العنف في العراق من حيث الخطورة معيباً على الحكومة سلبها صلاحيات هيئة النزاهة لمحاسبة المسئولين الحكوميين الفاسدين بفعل قانون بريمر! وعدم توفر الفرصة للقانون
ليأخذ مجراه في مساءلتهم؟ كما أنتقد حكومة العراق بسبب قلة استخدام رصيدها من عائدات النفط لإعادة تعمير البلاد في إشارة واضحة إلى أن هذه العائدات تتبخر بفعل الفساد المالي في سماء العراق وتتحول إلى غيوم ماطرة على ارض دول أخرى فتغنى تربتها؟
ويختم المالكي قصيدته محملاً الرئيس الشهيد صدام حسين مسئولية الحرب ضد إيران في ترنيمة مقصودة سبق ان كررها عبد العزيز الحكيم الذي ابتلاه الله عز وجل لخبثه بمرض خبيث والشخص الثاني في المجلس الأعلى للثورة الإيرانية/فرع العراق حامد البياتي الذي لا يزال يستخدم اسمه الحركي حامد لغاية في قلب يعقوب (اسمه الحقيقي طالب) وقد عينه المالكي ممثلا دائما للعراق في الأمم المتحدة بنيويورك لتمرير صفقة تعويض إيران ب(100) مليار دولار؟ عن حربها ضد العراق؟ من المؤكد إن الحاضرين من الوفود العربية تضايقوا من الروائح الكريهة التي كانت تنبعث من فم المالكي وهو يتحدث عن العراق وكأنه يتحدث عن فينا أو جنيف في انجازات حكومته من توفير الرعاية الصحية والحياة الكريمة للعراقيين ومحاربة البطالة ورفع المستوى المعيشي وتحقيق المصالحة الوطنية ونجاح الخطة الأمنية وغيرها من الترهات، ؟ ويبدو أن الوفود العربية باستثناء المملكة العربية السعودية ومصر والأمين العام للجامعة العربية تعامت مع المالكي كطفل مريض يعاني من قبض حاد لحين انتهاء مهمته وخروج سبب آلامه؟ في حين كانت رؤية السعودية أوسع من رؤية المالكي وهي دولة تمتلك من الحس القومي والعربي ما يعجز عن يأتي المالكي وحكومته بعشرها وكانت تحليلاتها صائبة ومنطلقة من مصلحة العراق أولا وآخرا وكذلك موقف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فقد أكدت هذه الإطراف على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وتوسيع المشاركة السياسية للطائفة السنية المهشمة وإشراك المقاومة العراقية باعتبارها طرفاً رئيسيا في المعادلة العراقية، وكان إصرار المملكة بعدم شطب ديونهما كاملة عن العراق ليس وليد الشحة والتهرب من المسئولية القومية وإنما كانا على يقين بأن مصلحة العراق تقتضي إعفائه من ديونه بعد انتهاء الاحتلال وأن شطب هذه الديون حالياً يكون في مصلحة قوات الاحتلال فقط وربيبتها الحكومة العراقية وليس الشعب العراقي؟ وكذلك عندما نفت مصر إسقاط ديونها عن العراق البالغة (553) مليون دولار مؤكدة بان إسقاطها يصب في مصلحة قوات الاحتلال؟ ويبدو ان هذه الدول فهمت الفلك الإيراني الذي يدور فيه المالكي فهو يعتذر عن حرب الرئيس الشهيد صدام ضد إيران وكلفة تسديد هذا الاعتذار(100) مليار دولار بمعنى انه يعترف لإيران بهذا الدين! وهو من جهة ثانية يطالب بقية الدول بإعفاء العراق من تسديد ديونه؟ كما انه يقوم بجولة في آسيا ومنها اليابان للحصول على قروض لدعم عملية التنمية في حين ان الفساد المالي وصل في زمن حكومته (8) مليار دولار؟ أليس الأجدر به بدلا من الاستجداء ورفع سقف قروض العراق وتحميله أعباء جديدة ان يقوم بمنع تهريب ثروت البلاد ويحارب الفساد المالي؟ أليس (8) مليار دولا كفيلة بتحقيق هذه التنمية أن صحت؟
كانت ردة فعل المالكي تجاه الحقائق التي وردت في كلمات الدولة المضيفة مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أشبه بعظمة سمك وقفت في بلعوم المالكي لتوخزه، وحاول ان يبعدها بلقمة كبيرة عسيرة الهضم غصته هذه المرة فقد شمر عن ساعديه كدون كيخوتة ممتطياً حماره الأعرج ملوحاً بسيفه الخشبي للوفود العربية ومهددا من مغبة " الوصاية والتفكير عنا" ناسياً انه جاء مستجدياً وليس مانحا ومركوبا وليس راكبا وعليلا وليس مداويا راكعا وليس واقفا ؟ ولاشك أن حضور كوندوليزا رايس في المؤتمر جعل الوفود العربية تتقبل لهجة المالكي بمضض كبير فقد وضعت كوندوليزا الملهيات بفم الوفود العربية لمنعها من تقديم اعتراضاتها على طريقة المالكي التي تفتقر إلى الدبلوماسية وأصول المجاملة؟ وكان من المفروض أن يكمل المالكي جملته الشهيرة" نرفض الوصاية والتفكير عنا من قبل الدول العربية والإسلامية ونتقبلها من أمريكا وإيران فقط "؟
لذا فأن قرارات مؤتمر الشيخ سيكون مصيرها مصير المؤتمرات السابقة أوراق مبعثرة تأخذ طريقها إلى سلة المهملات وهو نفس المصير الذي ستؤول إليه حكومة المالكي بإذن الله وقوة المجاهدين الغيارى على تربة العراق وهويته القومية وعروبته .