المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح بعثة النادي الأهلي بصنعاء تصل مدينة صلالة بسلطنة عمان بن وهيط يناقش مع رئيس المنطقة الحرة بعدن استيراد المعدات والآلات الخاصة بتوزيع الغاز المنزلي وفق المعايير العالمية خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول المليشيات الحوثية تعتدي على مسؤول محلي بمحافظة إب رفض جبايات مالية الموت يفجع الديوان الملكي السعودي القوات المشتركة تفشل تحركاً غادرا للمليشيات الحوثية بمحافظة الضالع عاجل: عملية اغتيال غادرة طال أحد المشائخ وسط العاصمة صنعاء بنيران حوثية
أعلنت قمة الكويت قيامها بمصالحة بين سوريا وقطر من جهة وبين مصر والسعودية من جهة أخرى ،وخرج المجتمعون من تلك القمة وكأنهم أصحاب إنجاز تاريخي في البحر السياسي العربي ، وهو كذلك فعلا وخاصة أن مثل هذه المصالحات هي من النوادر في الحياة السياسية العربية حيث أن المعتاد والمتعارف عليه هو التجاذب والتمحور في الاتجاهات ، ويأتي هذا التنافر في ظل غياب قوة عربية مركزية تستطيع أن تكون صاحبة نفوذ وتواجد جماهيري بين الشعوب العربية .
والمصالحة التي حدثت وأن هلل لها الكثيرون ، فهي لا تعدوا مصالحة مجاملات ومصالحة سطحية حاولت أن تحرق المراحل ليخرج المجتمعون بأي إنجاز يذكر لهم خاصة أنهم فشلوا فشلا ذريعا بوقف المجزرة الصهيونية تجاه أهالي عزة العزل .
هي مصالحة بين دولتين عربيتين اعترفوا بالمقاومة كحق شرعي لأي شعب يعاني من الاحتلال وأن هذه المقاومة هي الطريق الوحيد نحو تحقيق السلام وإعادة الحقوق ،وبين دولتين عربتين أخريين لا ترى مثل هذا القول ، بل تنادي بالسلام كظاهرة صوتية على أمل أن يستجيب لها الصهاينة في تل أبيب ويعطوا الفلسطينيين دولتهم وحقهم في استقلالهم .
ونحن هنا نرى أن هذين التيارين يختلفون جذريا في اللغة وفي المفاهيم وفي الاتجاهات ، وكان من غاية الغباء أن يصف البعض بأن هذا الخلاف هو خلاف مبني على سوء فهم بينهما ، لأن تسطيح الأمور بهذا الشكل لن يغير من الواقع شيء ، فلا التيار المعتدل ( السعودية ومصر ) سيصبح داعما للمقاومة ، ولا تيار المقاومة ( قطر وسوريا ) سيصبحون بعد هذه المصالحة من دول الاعتدال ، بل أن بيانهم الختامي لم يتطرق إلى أي من تلك المسائل العالقة وتم لملمة الأمر كالعادة .
الجميع كان يفهم أن هذه القمة التي أدعى البعض أنها ستكون مخصصة لمناقشة موضوع غزة هي دعوة من باب المماطلة كأطول وقت ممكن حتى تنهي إسرائيل مهمتها ودور مصر في هذا المنوال كان واضحا للعيان لولا أن إسرائيل اتجهت مباشرة إلى الولايات المتحدة لعقد اتفاقية لمنع وصول الأسلحة إلى حماس متجاهلة بذلك مصر ، فشعر الرئيس المصري حينها أن كل الأوراق قد سحبت منه ، فهو لم يرضي إسرائيل التي اتجهت إلى واشنطن وكسب كراهية ملايين من الشعوب العربية تجاه دوره المتراخي في هذا الأمر ، بل ظهر الرئيس المصري في قمة الكويت كإنسان متخبط في خطابه من جهة ب ومتشدد في مواقفه من جهة أخرى إذ انه يصر وحتى اللحظة بعدم فتح معبر رفح إلا للحالات الإنسانية .
بماذا خرجت قمة الكويت ، تلك المليارات التي تبرع بها العرب لن تعيد حياة طفل فلسطيني قتل بماء بارد ، وتلك المليارات لن تغير من واقع الخلاف الحقيقي بين الفلسطينيين وبين العرب أنفسهم ، وأحسب أن خطاب الملك السعودي عن المصالحة سيتم الالتفاف عليه من قبل قوي نافذة في الأسرة المالكة لديها اتجاهاتها المعلنة ضد كل كلمة تطرق بها الملك في قمة الكويت ، كما أن القمة لم تقوم بتجميد مبادرة السلام السخيفة ولم تعلن دعمها للمقاومة ولم تطرح أية خطوات مستقبلية عدى بعض الكلمات التي لا قيمة لها ، تلك القمة التي قيل أنها ستنظر في أمر غزة لم تستطيع أن تبرر لأكثر من ألف وثلاثمائة شهيد وأربعة الآف جريح لماذا العرب لم يتصرفوا ويمنعوا هذا العدوان الهمجي بحق الإنسانية ، حتى أنه ظهرت قمة الكويت بحجم صغير مقارنة مع قمة غزة المنعقدة في قطر والتي خرجت بقرارات عملية مثل تجميد قطر تعاملها مع إسرائيل وسحب موريتانيا سفيرها من دولة الكيان الإرهابي .
للأسف الشديد حال العرب أسوء ما يكون ، وهذا السوء يكمن في تجريم الضحية والسخرية من المقاومة وتحميل الشعب الذي يعاني من الاحتلال كل ما حدث ، وكأن إسرائيل دولة لا وجود لها وأن الفلسطينيين هم من يقوموا بقتل أنفسهم ، بل بلغ الابتذال مداه بأن يظهر بعض الكتاب المحسوبين على الآلة الإعلامية الأمريكية بتحميل إيران تلك المجازر ، وكأن الأمر في المنطقة ينعم بالسلام وكأنه لا وجود لدولة طفيلية منذ ستون عاما تقوم بكل عامين بمجزرة وتقوم بخرق للأجواء الدولية والاعتداء على الدول المجاورة دون أن يعترض طريقها أي شخص في هذا العالم المنحرف .
إسرائيل أو دولة العدو الإرهابي هي دولة مكونة من شعوب جمعتهم الكراهية والحقد والتلذذ بقتل الأطفال والنساء والتدمير المطلق يدون هوادة وتهديد كل من حولها كمجموعة حيوانات يقتدون بتلموذهم الذي يبيح لهم فعل أي شيء بأي شعب غير يهودي ، ذلك التلمود الذي يحتوي شتى أنواع الإرهاب هو المرجعية الوحيدة لتلك الدولة القذرة .
وإسرائيل ورغم كل وحشيتها واستخدام شتى أنواع الأسلحة لم تستطيع تحقيق أهدافها على اعتبار أن نصر الجيوش يقاس من خلال عدد الأهداف التي تم إنجازها ، أما قتل طفل وهدم بيت فهذا لا يستحق سوي جيش قذر مثل الجيش الإسرائيلي حتى يقوم به .
الأيام المقبلة لن تكون هادئة ، والتعويل على أي دول عربي هو أمر لم يعد ممكن حدوثه ، وصارت الشعوب العربية هي من تستنهض الهمم ،وصار الشارع الإنساني الذي تحرك في كل دول العالم ضد تلك المجزرة هي الإدانة الفعلية ضد إسرائيل وضد مصر وكل من تحالف معهم بالباطن والسر ، ورغم ذلك لن ينهزم الأمل في داخلنا بقدوم زمن جميل يجعل من العرب بشرا مثل باقي البشر يُمنع قتلهم وتدمير منازلهم وتشريد نسائهم .