بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟
مأرب برس - خاص
كنت أعتقد أن مجتمعاتنا العربية تعاني من ظاهرة ما في محيط معين، في حين تختفي هذه الظاهرة في محيط آخر، فإذا بالأمر عام، والظاهرة واحدة، والسلبيات ذاتها، والخسارة بنفس الحجم، والشعار واحد: "غياب كرامة الإنسان العربي"!!
التسول على إشارات المرور في شوارع المدن العربية التي زرت منها الكثير، كان وما زال يعني لي شيئاً واحداً وهو قصور الأنظمة العربية عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم للشعوب الجائعة، التي تستجدي قوت يومها على الإشارة الحمراء، في صور ومظاهر خطيرة تمس الطفولة والشيخوخة والمرأة والمعوقين.. وعزيز قوم ذل!!
قد يعتقد البعض – كما كنت اعتقد – أن الأمر متعلق بقصور هيئات الرعاية الاجتماعية في وطننا العربي، لا أكثر ولا أقل، أو أنه عيب نفسي في هؤلاء المتسولين، أو.. أو.. ، ولكني وللحقيقة وبعد تمحيص وجدت أن هذه الظاهرة ليست وليدة ظروف اقتصادية معينة، أو نتيجة طارئ اجتماعي معين، أو إفراز للتغيرات الفوضوية العالمية، ولكنها بلا شك نتيجة حتمية لتراكمات سياسية تهدف إلى التجويع الذي يقود إلى التركيع، وكلاهما (التجويع والتركيع) يقود إلى خسارة الكرامة الإنسانية للنفس العربية، التي تنشغل بقوت اليوم قبل أن تنشغل بتنمية الغد، وتفكر في مستقبل العشاء، قبل أن تفكر في مستقبل الأبناء.. وهكذا حتى الوصول إلى مرحلة الخضوع التام لكل الظروف القاسية، مع استلاب في الكرامة الإنسانية، ثم بعد ذلك يطالب مسؤولو النظام شعوبهم أن يكونوا شركاء في التنمية المستذامة.. أقصد المستدامة!!
التسول على إشارات المرور ليس هو القضية العربية، بل هو ظاهرة من ظواهر القضية، وأدناه في سلم الخنوع، فالمواطن العربي الذي يترفع عن التسول على إشارة المرور لا يجد بأساً في أن يتسول على باب المسؤولين والمتنفذين وذوي السلطة.. والجميع هنا وهناك يتسولون لقمة العيش، والرعاية الصحية، وحق الاعتراف بهم، بل ويتسولون مواطنتهم على أبواب البطانات التي تشبه إشارات المرور، غير أنها تختلف عنها بأن أبواب البطانات دائماً ذات إشارة حمراء، ولا تسمح بالإشارة الخضراء إلا للمقربين والاتباع.. وهكذا يصبح التسول ظاهرة، ولكن القضية الأساس هي أن تتسول حقك!!
أعتقد أن الجميع يقر معي أن ادعاءات الفقر العربي، ونقص الموارد أصبحت باطلة ومدحوضة أمام إيرادات النفط العالمية، والضرائب الخيالية، واستحقاقات الدولة من المواطنين على أشكال جبايات مختلفة،، وأن الحقيقة الكامنة وراء ظاهرة الفقر العربي ، أصبحت في اعتراف صريح من الأنظمة عن أسباب غياب العدالة، وغياب التنمية الزراعية في الأراضي التي خلقت للزراعة، وغياب مقومات الدولة المستدامة كما هي التنمية المستدامة والمواطنة المستدامة، فبذور العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص، وحقوق الرعاية الشاملة، متوفرة دائما، وجاهزة للزراعة، على أن لا يزرعوهــا سماً!!
لنتفق أن ظاهرة الفقر العربي هي إفرازات سياسية، خلفتها مركبات التمكين من السلطة، وإحكام قبضة النظام، وأنها ظواهر في طريقها إلى الازدياد، وليس إلى الانقراض، إلا إذا تنبهت الأنظمة العربية أنها تتعامل مع مواطنين وليس متسولين!!.. وهذا هو مربط الفرس الذي تمكن منه النظام السعودي على مستوى القيادة الحكيمة، مع تحفظي على مستوى أداء الهيئات التنفيذية!
وختاماً، سألني أحد الأصدقاء: هل يمكن القضاء على ظاهرة التسول باقتلاع الإشارات الضوئية من الشوارع العربية؟.. أجبته: يمكن القضاء عليها دون اقتلاع الإشارات الضوئية!، فسألني: وكيف ذلك؟.. أجبت بحذر: باقتلاع الفساد من أطراف الأنظمة العربية!!.. ومن مأمنه يؤتى الحذر.
* الباحث الرئيسي المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان.