فخ نصب شراكه آباؤنا يا علي البيض
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و يومين
الأحد 24 مايو 2009 08:24 ص

لطالما اتصفت السياسة بالقذارة، لأنها قليلاً ما تعكس المبادئ والمُثل العليا التي ينادي بها أصحابها، بل إنها إذا ما اقترنت بالمصالح قد تجعل من يتخذونها وسيلة وحجةً لهم؛ مُجرد زواحف تتبرج في كل مرة بلون يُناسب رغباتها الذاتية المضمرة وليس مبادئها المُعلنة ..!

هي السياسة التي تجعل –أحياناً- المُسلم مُنافقاً حين يُحدث فيكذب، أو حين يُعاهد فينكث، أو حين يؤتمن فيخون .. وكل ذلك تحت غطاء من المُبررات الواهية والعارية من الوطنية والمنطقية والإنسانية والدينية إذا ما قسناها بالجرم الذي يقترف ..! 

نعم .. هي السياسة من جعلت "البيض" يُصر على أن تكون وحدة اليمن اندماجية في السابق وهو يعرف نتائجها، وهي نفسها – السياسة القذرة- التي جعلت من نفس الشخص في 21مايو2009م يقوم بوصف الوحدة اليمنية بالفخ ..! ولا أدري هل يقصد بأن من نصب شراك هذا الفخ هم أجدادنا الزبيري ولبوزة والحمدي وعبدالفتاح اسماعيل والشعبي وغيرهم، وبالتالي وقع فيه البيض والعطاس وأبناء المُحافظات الجنوبية كافة في 22 مايو90 كما أشار البيض في لقائه الصحفي الأخير؟ وإن كان كذلك فنعم الفخ .

أيضاً .. هي السياسة المبنية على مصالح ذاتية وفئوية من جعلت "البيض" يصيح في الأردن بعد توقيع اتفاقية العهد والاتفاق قائلاً ( أمامي الآن .. الشهيد ماجد، والشهيد كامل، والشهيد هاشم العطاس .. و لكن اليمن أغلى منهم جميعاً، وعلينا أن نضع بلدنا فوق كل الاعتبارات والذاتيات )، وهي السياسة نفسها من جعلت نفس الرجل يقول اليوم فيما معنى خطابه بأن اليمن الجنوبي الديمقراطي أغلى من اليمن الواحد ..!

في السابق .. دافعت كثيراً عن صمت "البيض" حتى نعتني بعض من حولي بالانفصالي وأنا من أشد الناس تمسكاً بالوحدة وهذا أمر يُثير الضحك والأسى في نفس الوقت..!

ربما دافعت عنه لأني كنت أرفض أن أكون إمَّعة إذا ما وصفت "البيض" بالانفصالي والخائن واللص كما يقول الآخرين، وهناك حيثيات سابقة تدل على عكس ذلك، رفضتُ أن أبقى في أتون التقليد الأعمى تأسياً بما نهانا عنه خير البشر-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- حين قال : ((لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)) رواه الترمذي وحسنه.

واستناداً على تلك الخطابات والمواقف القوية تجاه اليمن ووحدته التي بدرت منه قبل صيف 94م ؛ استدعيت مبدأ حسن النية والظن في هذا الرجل- البيض- واعتبرت صمته لما يقارب خمسة عشر عاماً تكفيراً عمّا اقترفه في صيف 1994م ولكنه أبى إلا أن يكون كما قال عنه من صافحوه عندما جدد لغة الفرقة من ألمانيا بعد لم الشمل أي بعد 19 عاماً من قيام الوحدة اليمنية، وقد اتضح أن صمته ذاك عبارة عن عجز وضعف، وعندما لحظ بأن الشارع يتقد بسبب الفساد والظروف الاقتصادية الصعبة أدرك أن الوقت مناسب لأن يجعل من حلم الانفصال حقيقة لأن الشارع يغلي وقابل للاشتعال بعكس الأوضاع التي كانت تمر بها اليمن في تسعينيات القرن المنصرم ..!

كنت اعتقده- البيض- اكبر من أن يتكلم بمنطق لطفي شطارة أو النقيب أو على المصفري وغيرهم من يقطنون لندن، ولطالما خيل لي عندما كنت اسمع خطابات " البيض" بالتحديد خطابه في مُحافظة الضالع بعد انتخابات 1993م عبر صفحة من صفحات يوتيوب الالكترونية عندما قال ( ستظل المُشكلة هي مُشكلة قضايا الشعب اليمني .. والبناء الوطني اليمني )؛ خيل لي بأن الرجل سيقدم لليمن بعد غياب طويل ليطبق تلك الشعارات الوطنية بعد عجز الحكومة اليمنية الحالية في محاكمة ولو مفسد واحد وإصلاح الأوضاع المعيشية والسياسية بشكلٍ عام ..!

تمنيت ذلك ولكن ليس كل ما يتمناه ويتوقعه المرء يجده في زمن اتخذ أصحابه الكذب والنفاق طريق للمُطالبة بالحقوق والله المستعان.

في الأخير أُحب أن أقول للسيد علي سالم البيض ومن هم على شاكلته:

اليمن أغلى من ماجد وكامل وهاشم العطاس ومنك ومن علي عبد الله صالح وعبده ربه ومجور و الاحمر وغيرهم ..

اليمن أغلى منا جميعاً وحسبنا الله ونعم الوكيل .

Hamdan_alaly@hotmail.com