لماذا تزج بي يأبى في معركة خاسره
بقلم/ زعفران علي المهنا
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 02 مايو 2007 07:16 م

مأرب برس - خاص

أبي يا من كنت سبب وجودي

أبي … لماذا تزج بي في معركة خاسرة ؟؟؟ ..

أبي لماذا ساومت على دمي ولحمي .. مقابل حفنة مال؟

مذنبي أنا وأخوتي وأمي

تزج بي في معركة خاسرة

وتحرم أمي من أن أسامرها في ليلة صيف في ساحة منزلنا بين!أشجار البرتقال و التي كانت تغار من ضوء القمر وهو يداعب وجه أمي الجميل وترقص مع صوت الطيور طربا تسامرنا فتشجينا

أغانيها...

لماذا أبي

لماذا تزج بي

 وأنا عاجز عن رفض قراراتك جهلا وليس بي من العلم بالأبعاد ما يحميني ويحميك فعار علينا أن نمد سواعدنا بطراوتها مصوبة نحو القتل والعدوان وفى حضن الوحدة رأينا الموت يسكننا كيف للموت أن يسكن ساحتنا و يحضننا فكيف الموت بعد أن أحيتنا وحدتنا

لماذا أبي

وفي ربوع ساحتنا التي ضمت أفراحنا أرقت عينيك سهدا

لتحمينا.. اليوم تزج بي في معركة خاسرة

لماذا أبي

هل جربت يوما.. أن تضع حزنك في صندوق وتضع الصندوق فوق ظهرك وتجوب بما أسميتموها حدودكم الحزن وملؤك الحنين؟؟؟

أنا فعلت ذلك....! يأبى

 هل جربت ..

أن تسير وحيد وانت ماسكا سلاحك وتحاور القمر وحيدا وتستقبل الشمس وحيدا وتبكي تحت المطر وحيدا كي لا يلمح الآخرون غزارة دموعك؟؟

أنا فعلت ذلك

في نفس الوقت من كان في مثل سني ينعم بأحلام مستقبله الجميل ..!!

أنا فعلت ذلك

هل جربت يوما أن تحرق بساتين الأمل وتشرد عصافير الذكرى و تذبح أطفال أحلامك وتبيع لياليك الجميلة بأبخس ثمن..؟

لماذا أبي 

 هل جربت يوما ..

أن تقف ماسكا سلاحك تتذكر ملامح وجهك وتتفقد جيوش الحزن في عينيك وتتبع آثار البكاء عليهم فوق وجنتيك..؟

أنا فعلت ذلك..!!

 هل جربت يوما..

أن ترسم وجه أختك الصغيرة فوق الرمال وتنحت صورتها فوق الجبال وهي تحاورك بسذاجة الأطفال وتلح بالسؤال عليك وأنت تجرني لحرب أنت زجيتني بها ..؟؟

  أنا فعلت ذلك..!!

 هل جربت يوما..

أن تتدثر بالشوق و ترتدي ملابس الحنين و تجلس بجانب شجرة البرتقال مساءا ترجوها أن تأتيك برائحة أمك و تغمض عينيك على أمل أن يوقظك صوتها و تستيقظ على صوت الأعيرة النارية وهي تخرج لك لسانها ساخرة..؟؟فلتدافع عن مأسميتموه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 أنا فعلت ذلك..!!

 هل جربت يوما..

أن تختنق بالهواء وتغص بالماء و تبحث عن بقعة أمل تتنفس عليها وتكذب على قلبك و يكذب قلبك عليك

كي تستمر بك و به الحياة..؟؟وتقول سأعود للمشوم والكاذي الذي سأزين به رأسي يوم عرسي 

 أنا فعلت ذلك..!!

 هل جربت يوما..

أن يرتعش قلبك كالطفل الذبيح و يموت لسانك في فمك و تخذلك قدماك في الوقوف و تتوه بينهم كالمجنون الأعمى تتخبط في زحامهم وضياعك و يستعمرك الخوف من كل جانب..؟؟عنما تجد أن من صوبت نحوه يلبس نفس لبسك ويأكل من نفس أرضك ويعرق من نفس ماءك ويحلم نفس أحلامك 

 أنا فعلت ذلك..!!

 هل جربت يوما..

أن تسير في الأرض غريبا برغم ألفة المكان و دفء الطرقات و حميمة الذكريات.. تتفرس في وجه الجبال و كأنك تراها للمرة الأولى .. و كأنك مولود للمرة الأولى..؟؟

 أنا فعلت ذلك..!! 

 هل جربت يوما..

أن تتحول إلى طفل صغير تفرد كتبك كل يوم بحثا عن كلمة

 تطير لهفة إليها تطير خوفا عليها اسمعك تسألني عنها

من هي

أنها اليمن

وليست يمن المذهبية والنعرات الطائفية

أنها اليمن الوحدوية

و يخذلك جناحك و أنت من زج في معركة خاسرة ..؟؟

أنا فعلت ذلك..!!

و أخيرا هل جربت يوما..

أن تتحول إلى طائرة ورقية يسرقك هواء الذكرى من نفسك

و تأخذك رياح الشوق إلى أن تجوب ربوع السعيدة يقذف بك حنينك فوق أطلالها فتستنشق المكان و البقايا... و الآثار و تتمنى أن يعود بك الزمان لحظة واحدة كي تراها موحدة .. ماسك محراثك وقلمك

بدل أن تمسك سلاحك

 أنا فعلت ذلك.. ؟

 هل جربت يوما..

أن تضع حزنك في صندوق وتضع الصندوق فوق ظهرك وتجوب وطن الحزن وتزور مدائن الحنين؟؟؟

أنا فعلت ذلك....!

سامحني يا أبتي.. هناك الكثير في جعبتي ولكن سيجف قلمي أن ذكرته …