اليمن .. بين العمالة والخيانة والفساد
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 07 مايو 2008 11:32 م

مأرب برس - خاص 

  

لا يخلو أي بلد من المشاكل ، وكل بلد له أصدقاء وأعداء ، أصدقاء يقدمون ما فيه مصلحة وما فيه صلاح لهذا البلد ، وأعداء يكيدون المكائد والدسائس والمكر لهذا البلد كل حسب طاقته وقدرته . 

  

وكل بلد له مشاكله ومشاغله وخصوصياته ، أبناءه هم من يستطيعون أن يحافظوا عليه وهم الأقدر في حمايته حتى ولو اجتمعت عليه كل أقطار العالم لن ينالوا منه ما دام أبناءه وشعبه متماسكين ويعملون بجد وإخلاص على حمايته ومن اجل أمنة واستقراره. 

  

اليمن الحبيب دخل في دائرة الأحداث الساخنة ضمن أكثر من بلد عربي مكلوم ، ولكن سيظل اليمن السعيد سعيدا ومتوحدا رغم انف كل من لا يريد ذلك مهما كانت التحديات والمخاطر . 

  

ما يدور في اليمن الحبيب من تمردا شمالا ودعوات انفصالية جنوبا تتفاوت مسببات هذه المشاكل وأنا من وجهت نظري اعزوها إلى ثلاثة مسميات ومسببات وهي العمالة والخيانة الفساد. 

  

نبدأ بالعمالة وهي متمثلة في الخارجين عن الجماعة والمارقين عن الحق المتمردين على النظام والقانون والخارجين عن الدستور وما أكثرهم ولكنني هنا اقصد أولئك الذين يقومون بمواجهة الدولة عسكريا ويقودون تمردا واضحا في جبال صعده . 

  

عندما أقول عملاء هم بالفعل كذلك واستدل على قولي من أين لهم الدعم الذي يمولون به عملياتهم ومواجهتهم للجيش كل هذه الفترة وهم كل يوم أقوى من ذي قبل ؟.. الإجابة لو لم يكن وراءهم من هو أقوى منهم وأقوى من دولتنا لما طال صمودهم كل هذه الفترة ومن هنا اجزم بأنهم عملاء ومخربون جندوا أنفسهم لأجندة خارجية وداخلية لزعزعة امن واستقرار البلاد ، حرب أولى وثانية وثالثة ورابعة والآن الخامسة تقرع طبولها. 

  

حرب خامسة على وشك أن تندلع في ظل وساطة أتت لا للحديث عن حل بل أتت لأجل الحدث نفسه ، وساطة قطرية ولجان رئاسية بين هذه وتلك قتل وتفجيرات دون أن نلمس أي تقدم للحل السلمي في ظل عجز عسكري. 

  

المتمرد لا يفاوض ولا يهادن ولا تقبل له شفاعة ولا وساطة لأنه خارج عن الجماعة وعن العرف والقانون. 

  

قيادات متمرده متمركزة في جبال صعده تحارب بمال ودعم أجنبي وتقاتل بأشخاص جندتهم وغررت بهم وآخرين رمت بهم ظروف العيش القاسية إلى أحضان هؤلاء المتمردين فجندوهم أيضا ليقاتلوا إخوانهم ، القتلى من هؤلاء المجندين المغرر بهم ومن هؤلاء الذين استغلوهم المتمردين معيشيا واقتصاديا ولا يبالون بهم في أي وادي هلكوا . 

  

من يسمون قيادات التمرد لا يريدون لهذه الحرب أن تنتهي لأنها تشكل دعما أجنبيا لهم فإذا ما حلت القضية انقطع الدعم المادي هكذا يرون هم. 

  

إلى الآن بفضل الوساطات واللجان خرجوا بانتصار غير عادي وخرجوا هم المستفيدين وحققوا ما يريدون من خلال الاعتراف بهم والتوقيع معهم بوساطة دولية وهذا ما يرمون إليه وقد حصلوا عليه. 

  

أما السبب الثاني الذي أولا أطال عمر التمرد والمتمردين حتى أصبحوا قوه تهدد وتتوعد فهو الخيانة ، نعم كل من تعاطف وتعاون بطريقة أو بأخرى مع المتمردين فهو خائن ، واقصد هنا خيانة من يدعون أنهم يقفون إلى جانب من يواجهون التمرد المندسين المنافقين الذي ينهجون نهج جدهم وكبيرهم عبد الله بن سبأ، خيانة من يعلنون جهرا بمحاربة المتمردين ويدعمونهم سرا . 

  

ربما يقول قائل إنني مخرف واني كذا وكذا ، لكن بالله عليكم لو كنا جبهة واحده و مخلصة ومتماسكة ، وتعاملنا مع هؤلاء المتمردين بجدية وأمانة إما إن يتخلوا عن تمردهم وإما لن يكون هناك تهاون معهم أبدا كيف سيكون الحال اليوم ؟,,وهل ستكون هنا ك حرب أولى وثانية و و... إلى آخره .. !! 

  

متمردون في جبال محصورة وأماكن معلومة من السهل القضاء عليهم ولا أقول سحقهم أو إبادتهم اقصد إنهاء حالة التمرد والرجوع إلى جادة الصواب ، وبما أنهم حصروا أنفسهم في مكان محدد كان من السهل حصارهم دون حرب ودون قتلى وضحايا ، حصار حتى العدول عن هذا السلوك الخاطئ والطريق الغير مستقيم ، لكن هذا الحل كان يمكن أن يكون لو لم يكن هناك خونة ممن يدعون إخلاصهم في محاربتهم للتمرد وأهله . 

  

التمرد له داعم قوي وله قيادات ميدانية قيادات سياسية ومرجعيات دينية ، أما الدعم فقد تحدثت عنه الدولة من أين يأتي ولكن ما بيدها حيله ، والقيادة الميدانية في صعده معترف بها دوليا، والقيادة السياسية أكيد موجودة في صنعاء ، أما المرجعيات الدينية فهي كذلك متواجدة في صنعاء ولكنها متخفية وظاهرة في قم والنجف. فكل هؤلاء خونه في حق إخوانهم ، إنما المؤمنون إخوة أينما كانوا ومن اوجد الفرقة فيما بينهم وعمل على زعزعة أمنهم واستقرارهم فهو خائن ومجرم. 

  

هناك مولاه وتواطؤ ودعم لوجستي يجب تصحيح مسار المواجهة والتفتيش عن مكامن الخلل حتى تزول ما تراودنا من شكوك وما ينتاب العامة من قلل من هذه الحرب . 

  

أما ثالثة الأثافي فهي الفساد ، ما أكثر ما كتب عنه وما قيل فيه إلا انه لم يتزحزح قيد أنمله ، يبدو هو الآخر أن له أنصار كبار مما جعل القضاء عليه مستحيلا . 

  

أصبح الفساد في بلادنا ثقافة عامة ، فساد ممنهج ومتجذر. 

  

الفساد طبعا ينتج عن فاسدين وهو فعل لفاعل ، إذا الفساد من ينتهجونه هم سبب رئيسي في ما يحدث في اليمن من اتساع رقعة البطالة والفقر ، وهو الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم من احتجاجات ومظاهرات منها ما هي مطلبيه ومنها ما هي خارجة عن القانون والدستور ، مظاهرات واحتجاجات متفاوتة لكن السبب واحد وهو الاستياء من الفساد . 

  

الفساد هو من اوجد الفقر والبطالة والجوع والهجرة والعمالة والخيانة . 

  

الفساد هو من دمر الاقتصاد وعرقل مسيرة البناء وهو من جعل مؤسسات الدولة غير قادرة إلى أداء مهامها كما ينبغي . 

  

الفساد وبالأحرى الفاسدين هم من أساءوا إلى سمعت اليمن خارجيا ، وهم من جعل الدول المانحة تكف عن دعمها . 

  

الفاسدين هم من يعطلون مساعي رئيس البلاد في إصلاح سمعت اليمن مع دول العالم كلما أصلح امرأ أفسدوه. 

  

الفاسدين هم من خلق ارض خصبة للحاقدين على اليمن في أن يزرعوا سمومهم ويبثوا حقدهم في أوساط ابناءئه. 

  

الفساد والفاسدين هم كل بلوى، وهم علة اليمن ورأس المصائب، ورغم التنديد بالفساد والحديث عن وجوده والاعتراف بوجود فاسدين إلا إننا لم نرى فاسدا واحدا قدم للعدالة ، بل العكس كلما كان فساد الفاسد اكبر وأوسع ذمة في اختلاس المال العام كلما حصل على منصب اكبر هكذا أصبح حديث الشارع . 

  

وعليه إذا لم تتحقق العدالة والأمانة والعدل والمساواة ،والحساب والعقاب وتطبيق القانون على الكل سواء بسواء ،فان المستقبل مجهول ولا ندري كيف ستكون العواقب الله يستر.