البيضاء ... بين عمري وعامري
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 30 يوماً
الإثنين 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:56 م

رغم أن أبناءها الأوفياء المخلصين كانوا شمعات احترفت من اجل أن يرى أبناءهم وأهليهم في كل أرجاء الوطن اليمني بشكل عام نور الحرية ، ومن اجل العيش بكرامة ، ومن اجل ألا يظل الوطن بأكمله حكرا على احد ولا مختزل في شخص واحد يتحكم في حياة الأمة ، ورغم أن أبناء هذه المحافظة المسالمة ، والتي يحرص أبناءها دائما ألا يكونوا مصدرا لزعزعة الأمن والاستقرار ولا زالوا كذلك طبعا مقدمين المصلحة الوطنية على مصلحتهم الخاصة ومطالبهم الخاصة وحقوقهم المشروعة ، رغم هذا وغيره من المزايا الطيبة لهذه المحافظة والتي يدل اسمها على طيبتها وطيبه أهلها رغم هذا كله لم يشفع لهذه المحافظة كل ما ذكرته لتحظى بالرعاية والاهتمام وإعطاءها حقها ومستحقها.

نعلم جميعا كيف كان ينظر إلى البيضاء قبل الوحدة المباركة وكيف كانت تحظى برعاية واهتمام الدولة والحرص على تلبية مطالبها واحتياجاتها حسب المستطاع آنذاك ، ولكن ما أن تمت الوحدة المباركة حتى انكشف النقاب وتكشفت الأسباب عن سر هذا الاهتمام والرعاية ، والذي كنا نعتقد أنه حق طبيعي وشرعي ، إضافة إلى كونه اعتراف بما قدمه أبناء البيضاء من تضحيات وقوافل من الشهداء في سبيل الوطن الغالي الذي ليس لأحد منة في ما قدمه وليس لأحد فضل على الوطن اليمني الحبيب مهما قدم ومهما ضحى فالوطن أغلى من الروح ومن الأهل والمال والولد ، ولكن ومن باب أن الوطن للجميع خيره وشره ، فمن العدل أن يكافأ من كان سباقا وحاضرا وبقوة في محنة اليمن وفي التصدي للتحديات ومواجهة كل ما من شانه أن يضر باليمن فكان واجبا على الدولة أن تعطي البيضاء بقدر ما أعطاه أبناء المحافظة للوطن كافة ، فهذه كلها مجتمعة تحتم على حكومتنا الرشيدة أن تكون عادلة في التعامل مع محافظتنا وباقي محافظات الجمهورية على حد سواء.

ولكي أكون منصفا هنا لا بد من الإشارة إلى أن الشخصيات البارزة في المحافظة سواء مشائخ أو من لهم صوت مسموع في الدولة من أبناء المحافظة يتحملوا جزء كبير من المسؤولية في إهمال المحافظة وعدم الاهتمام بها ، ولكي أكون منصفا في هذا الجانب أيضا لا ننكر جهود عضو مجلس النواب الأستاذ علي العمراني والذي يقدم ما باستطاعته ولو أن ذلك الجهد يقتصر على منطقته فهو يعمل جاهدا وخيركم خيركم لأهله ، وهذا يؤمل فيها خيرا للمحافظة كلها ، ولكن الميئوس منه هو الذي ليس فيه خيرا لأهله فانا له أن يقدم للناس خيرا .

ونجد أن الشخصيات البارزة في المحافظة هجرت المحافظة من خيرها ، حتى على مستوى الدعم للشباب الناشطين في المحافظة على كافة المستويات نجد هذه الشخصيات تقدم مساعداتها ودعمها لغير أبناء المحافظة، ومن هذه الشخصيات الكبيرة والمؤثرة في المحافظة من يتبنون أبناء ويقدموا لهم كل الدعم والتسهيلات وهم ليسوا من أبناء محافظاتهم ، وأنا هنا لا أتكلم بتفرقة أو عنصرية أو انقسام بل أتحدث عن كون الأقربون أولى بالمعروف ومن ثم الذين يولونهم وهكذا .

ومن المصائب والكوارث التي حلت بالمحافظة والتي هي من صنع من يمثلون المحافظة في دوائر صنع القرار في البلاد تنصيب العامري محافظا للمحافظة وهو المعروف بفشله في قيادة فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة، فكيف سيكون حال محافظة بأكملها وكيف سيدير شؤونها رجل فشل في قيادة فرع لحزب أليست هذه مصيبة وكارثة حلت بمحافظتنا ، نتيجة للصراعات والتحالفات الضيقة والمحصورة في أشخاص ، ونتيجة كذلك للاختيارات الغير سليمة والغير مبنية على مصلحة وطنية ومصلحة شعب هذه المحافظة ، ودليلنا في أن الاختيار كان سيئا من قبل الحزب الحاكم هو نجاح العامري وهذا كاف للاستدلال به دون الخوض في التفاصيل .

نعم كان العامري محظوظا بسبب سوء حض منافسه الذي لم يكن مقبولا على الإطلاق حتى من أهل بيته ، وحضه العاثر جعل من العامري محافظا للبيضاء ، على الرغم أن هناك من هو أكفا سواء من العامري أو من منافسه السوادي ، لكن هذه الشخصيات الكفؤة لم تدرج ضمن مرشحي منصب المحافظة لحسابات لن نخوض فيها هي أيضا ليست موضوعنا ولا تهمنا ألان في بعد أن وقع الفأس في الرأس .

ولكن من ناحية أخرى لم يكن العامري محضوضا لان سلفه كان يحيى العمري ذلك الرجل المعروف بشدته ودقته الإدارية وملاحظاته حتى على الأشياء البسيطة ، وهذا جعل منهم تحت إدارته يحذون حذوه سواء راغبين أو مكرهين المهم أنهم بدؤوا يسيرون في الاتجاه الصحيح ، فهذا يمثل بل مثل تحديا للعامري الذي وبصراحة كان لدينا قليل من التفاؤل رغم علمنا به ودرايتنا بفشله الإداري إلا إننا تفاءلنا ومن باب عله يبادل المحافظة وأبناءها الوفاء بالوفاء لما لاقاه منهم من دعم ووقوفهم إلى جانبه في وجه اللجنة العامة التي يعتبر محسوبا عليها لكنه لم ترشحه ورغم ذلك وقفت المحافظة معه حتى نصبتها ملكا عليها ، فحضه عاثر هنا لان سلفه الذي خلف ذكرى طيبة وسمعة حسنه في البيضاء العميد يحيى العمري محافظ محافظة ذمار اليوم ترك بصمات طيبة ستمثل تحديا للعامري ريما سيكون عاجزا في مواصلة السير البرنامج الإصلاحي الذي رسمه العميد العمري .

وهنا يجدر بنا أن نقول شتان بين العمري والعامري بالرغم أنهما لا يختلفان في التسمية إلا بحرف الإلف الذي يتوسط اسم العامري وما قاله رئيس تحرير موقع "البيضاء برس" الأخ حسين اللسواس في هذا الجانب كاف .

واختم بدعوة محافظ محافظة البيضاء الأخ محمد ناصر العامري إلى أن يبذل كل جهد حتى ولو من باب رد الجميل لأبناء المحافظة ، وألا يترك للفاسدين مجالا، وان يستعين بأبناء المحافظة في معالجة قضاياهم ولا يستغني عنهم ، ويتذكر انه كان حريص على الكبير والصغير منهم حين تخلى عنه المؤتمر الشعبي.

و ندعوه كذلك أن يكون قويا وجريئا في اتخاذ قرارات تخدم المحافظة، فليس لأحد عليه منه كونه وصل محافظا عن طريق الانتخاب من قبل أبناء المحافظة فالمنة والفضل للمحافظة وأبناءها بعد الله عز وجل .