بعد سيطرتها على حلب وكامل إدلب.. قوات المعارضة السورية تتقدم نحو حماة .. انهيارات كبيرة لقوات النظام مؤتمر في إسطنبول يناقش السرديات الإعلامية الدولية حول اليمن ويطرح رؤى جديدة لتصحيح الصورة النمطية مليشيا الحوثي تفرض جمعية تعاونية على المواطنين في الضالع. مليشيات الحوثي تجبر طلاب المدارس على الطواف حول مجسم الهالك حسن نصر الله .. احياء تقديس الاصنام - فيديو اختتام بطولة الشهيد حسن فرحان بن جلال لكرة القدم بمأرب. قوات دفاع شبوة تعلن ضبط خلية حوثية في مدينة عتق وتتوعد بالضرب بيد من حديد الفريق علي محسن: علم الاستقلال في 30 نوفمبر هو ذات العلم الذي يرفرف في كل ربوع اليمن علما للجمهورية الموحدة بن عديو: على مدار التاريخ كانت عدن مطمعا للغزاة وفي ذات الوقت كانت شعلة للثورة والمقاومة والانتصار التكتل الوطني للأحزاب يوجه طلبا لكافة القوى السياسية والجماهيرية في اليمن كيف حصل الملف السعودي على أعلى تقييم لاستضافة مونديال 2034؟
مأرب برس - خاص
شر البلية ما يضحك ، هذا ما يمكن أن يقال عندما نسمع مثلاً بأن الإمبراطور الياباني أرسل وفداً إلى مصر لكي يلتقي بمحمد علي باشا قاصداً الاستفادة من تجربته النهضوية التي كان قد شرع في تنفيذها، ولم تبدأ تجربة اليابان إلا بعدها بنصف قرن!!! أو أن نكتشف بأن كوريا الجنوبية لم تكن مرفهة منذ الأزل بل كانت قبل أربع عقود مضت من أفقر الدول على مستوى العالم*!!! .
عندما أرى واقع هذه الدول الآن تنهال علي أسئلة كثيرة في محاولة لطرح التوصيف المناسب وفهم المعادلة الغريبة لتقدم "تنميتهم" وتعثر "تنميتنا"!
كنت في حالة من الإرهاق الشديد عندما تلقفت إحدى المجلات العتيقة- تعود لمطلع التسعينيات- من أرشيفي المتواضع، ولم أكن أتخيل بأن الذهول سيلتهم الإنهاك بعد قراءة ملف مفصل عن كوريا الجنوبية، جعلني أنحني إعجاباً أمام هذه التجربة وبداياتها.
موضوع غلاف مجلة العربي** هذه تصدره سؤال: ماذا تعرف عن المعجزة الكورية؟؟؟ و بعد أن قرأت وعرفت عـنها وضعت المجلة في مكان بارز في غرفتي لتظل شاهداً إلى حين! ربما إلى أن نعرف من أين تؤكل (كتف) التنمية وتصبح أوطاننا الوردية التي ننسجها في أحلامنا واقعاً يجني ثمراته الجميع.
بالطبع كلنا يعرف كوريا، فصناعاتها جابت الأفاق، من الرقائق الإلكترونية فائقة الصغر إلى السيارات التي تكتظ بها مدنـنا وحتى الصناعات الثقيلة. فمن منا لا يعرف "سامسونج" أو "هيونداي"، أو غيرهما من سلالات كوريا الصناعية!! إلا أن ما يغيب على الكثير منا هو ما يثير الإعجاب حقاً، فكوريا لم تكن أكثر من دولة نامية تنازعنا الصدارة في مراتب دول العالم الثالث حتى الستينيات من القرن الماضي، ومسرحاً لصراع القوى الكولونيالية الكبرى!!
بعدها حدث الإعجاز في كوريا، ونسخ نفسه في محيط المنطقة، وتسلق الآسيويون سلم الحضارة بسرعة استثنائية وأصبحوا رمزاً للذكاء في جامعات العالم المرموقة، بل وأصبحت جامعة سيئول "هارفارد" الشرق يقصدها العلماء من زوايا الأرض الأربعة.
هكذا عندما تتكرر المعجزات تصبح أحداثاً معتادة، وهذا تحديداً ما حدث في الثلاثة عقود الأخيرة ليس فقط مع كوريا وحدها ولكن مع كل (قطط) الشرق الأقصى الأليفة التي أصبحت نموراً تكشر للعالم كله عن أنيابها. ويكاد البيت الشعري القائل: "وإذا كانت النفوس كباراً ..... تعبت في مرادها الأجساد" يختصر كل ما حدث.
الصين، اليابان، أو حتى ماليزيا التي أعتز بنهضتها كثيراً، هذه الدول لم يسقط عليها الذهب من السماء، ولم يمنّ عليها الله (بالنفط) والسلوى، ولكن كان الإنسان هو المحرك الرئيسي للتقدم وتنمينه الخطوة الأولى في درب النجاح.. لذا شاءت الأقدار أن تصبح هذه الدول متقدمة تناطح الكبار- وبالطبع- لم تكن ضربة حظ أو فقط دعوة والدين، وإنما كان السر في العمل والتخطيط السليم أولاً وأخيراً.
أنجذب عادة للحديث عن التجربة الشرقية في التنمية أكثر من الغربية والسبب في قدرتها على الاستفادة بسرعة مذهلة خلال عقود قليلة من تجربة الغرب النهضوية التي استغرقت مئات السنين مع الاحتفاظ بخصوصياتها، وهذا يجعلني أتطلع إلا أن نستفيد نحن من هكذا تجربة، علنا نلحق بالركب فلسنا أقل بشرية لندرك أن الوقت لن ينتظرنا إلى ما لانهاية! فمن المعيب أن يكون الإنتاج القومي الكوري 680 بليون دولار بحسب بيانات عام 2004 بينما الإنتاج القومي لكل الدول العربية - بما في ذلك إنتاج النفط - لا يتجاوز 598 بليون***!!
في الحقيقة لست مغرماً بطرح الأسئلة التعجيزية، أو طرح الحلول المثالية الجاهزة لمحاولة تحميل الوضع ما لا يحتمل، ولكن أعتقد أن التساؤل يبقى مشروعاً عن سبب تأخرنا وتقدمهم!؟ كيف نستطيع أن ننتشل أنفسنا من هذا الوضع؟؟ قد لا تكون الإجابة بالغة الصعوبة، ولكن في النهاية يبقى الكلام الذي يصدقه العمل هو المقياس، وأنا أؤمن بأن هنالك مساحة للعمل ومحاولة التغيير التي لن تلقى سوى على كاهلنا- نحن أبناء هذا الوطن الطاهر- كلُ حسب سلطته ومسئوليته.
ومهما أختلفنا فكرياً، مذهبياً، أو سياسياً فالاختلاف يبقى (صحة فكرية) لا شماعة نلقي عليها الأعذار، ونبرر تكاسلنا.
أعلم تماماً أننا لن نصنع المستحيل، ولكن أجزم بأننا لو عملنا الممكن، وحمل كلُ منا بأمانة المهمة الملقاة على كاهله، فهذا وحده كفيل بأن يصنع تاريخ مكتظ بالمعجزات... و"على قدر أهل العزم تأتي العزائم"...!
Ibrahim_mo@hotmail.com
* مجلة العربي – عدد يوليو 1990م.
** Working in South Korea. College Journal (Wall Street Journal). Retrieved on2006-09-16
*** التقرير الإستراتيجي العربي