خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
لا يمكن التعامل مع ما يصدر عن الباحث والمحلل والمؤرخ السياسي الأستاذ محمد حسنين هيكل بعجالة واستخفاف نظرا لما عرف عن الرجل من عمق في تناول القضايا ودقة في التحليل وقدرة على التوثيق والأرشفة وبعد نظر في تناول القضايا بآفاقها المستقبلية، لذلك لا غرابة إن صارت أي عبارة يسبقها اسم هيكل تغدو بديهية غير قابلة للدحض أو التفنيد.
ومن هنا يمكن النظر إلى ردود الأفعال المتباينة التي لحقت حديث هيكل إلى قناة الجزيرة على مدى ثلاث حلقات متتالية تناول فيها الوضع الدولي العام ومناخ الثورات العربية.
ولضيق الحيز وحيث إن كثير مما قاله هيكل يستحق التوقف فسأكتفي هنا بتناول ما قاله عن الثورة اليمنية، متفهما ردود الأفعال الغاضبة أو المؤيدة لما قيل.
ويمكن تلخيص رأي هيكل بما يجري في اليمن بما يلي:
أولا: "ما يحدث هناك ليس ثورة، بل قبيلة تحاول أن تتحول إلى دولة"، ثانيا: إن اليمن مستودع بشري ضخم و" أنه كل الناس خايفة من تأثيرات هذا المستودع البشري الإنساني الحافل بالطاقات أن ينتشر وأن يخرج فكل الناس راغبة في حصر مايجري" في اليمن داخل اليمن فقط.
وهنا يمكننا الإشارة إلى الملاحظات التالية:
أولا باعتقادي أن هناك سبب رئيسي للابتسار في تناول ما يجري في اليمن وسوريا وتونس وليبيا، وهو ضيق الوقت بتناول قضايا كبرى بحجم ما يجري في هذه البلدان الأربعة في أقل من ساعة أي بمعدل حوالي 12 دقيقة لكل بلد، فهذا يمثل ظلما للباحث وللمبحوث معا.
ثانيا: بغض النظر عن مقاصد الأستاذ هيكل فإن القول بأن القبيلة تريد التحول إلى دولة لا يقلل من قيمة الثورة اليمنية بل إنه تأكيد على أهميتها، وهل هناك مهمة أكبر من مهمة تحويل القبيلة إلى دولة ، وهي مهمة تتطلب أكثر من مجرد ثورة، وهذا بنفس الوقت يؤكد فشل النظام الرابض على صدور اليمنيين أكثر من ثلث قرن دون أن يقيم لبنة واحدة في مدماك بناء الدولة
ثالثا: لقد غاب عن الأستاذ هيكل الكثير من الحقائق عن اليمن وهي حقائق قد يعلمها الباحث ولكنه لم يربطها بما يجري اليوم في اليمن، ومن هذه الحقائق: إن اليمن تحتل أكثر المواقع تفوقا على الصعيد العالمي في معدل البطالة والفقر وسوء التغذية وانتشار الأوبئة وضعف التنمية وغياب القانون والعمل المؤسسي، وفساد السلطة وسوء توزيع الثروة، وضعف القضاء وتفشي الأمية وانهيار المنظومة التعليمية وهو ما وضع أكثر من ثلاثة أرباع السكان وأغلبهم من الشباب خارج المعادلة المجتمعية بأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو بالضبط ما دفع الملايين إلى الميادين بحثا عن مكانتهم في هذه المعادلة، . . مكانتهم التي غيبها تسلط الأسرة والحاشية، التي اكتفت بإشباع اليمنيين بالشعارات.
رابعا: إن مخاوف الجيران والدول الصديقة من المستودع البشري اليمني الحافل بالطاقات تبقى مبررة ما دام نظام علي عبد الله صالح قائما، لأنه هو المنتج للأزمات والصانع المتقن لهذه المعضلات، والمصدر الناجح للمشاكل إلى دول الجوار، وهو ما يعني أن في إسقاط نظام علي عبد الله صالح ضمانات أكيدة لقيام مجتمع أقل إزعاجا للجيران وأكثر اعتمادا على طاقاته وأقل تصديرا للمشاكل والمعضلات إلى دول الجوار.
خامسا: إن القول بأن ما يجري في اليمن ليس ثورة لم يرافقه ما يؤكده وعلينا أن لا نغضب لهذه العبارة فما يجري لدينا هو أعمق وأكبر وأزهى وأوسع انتشارا من كل الثورات العربية التي قامت في خمسينات وستينات القرن الماضي، سواء بامتداده الزمني أو بمضمونه الاجتماعي والسياسي، أو بامتداده الديمغرافي والجغرافي، وبالتالي فإن القول ثورة أو لا ثورة يتوقف على فهمنا لمعنى الثورة، فلا يمكن مقارنة حدث يشترك فيه الملايين ويستمر لشهور مواصلة ويمتد من أقصى البلاد إلى أقصاها، بحدث يدبره 200 أو 300 ضابط أو أكثر أو أقل ويستمر عشر ساعات، حتى وإن رفع أنبل الشعارات وأكثرها ثورية، ليكون الأخير ثورة والأول ليس ثورة، وللأستاذ هيكل كل الحق في أن يسمي الأمور كما يشاء لكن ثورتنا مستمرة ومحتفظة بقيمتها ومضمونها الثوريين.
سادسا وأخيرا: ولكي لا يظن النظام بأن هيكل ضد الثورات العربية ومنها الثورة اليمنية فإنه لم يقل شيئا عن أي حسنة واحدة للنظام بل لقد قال فيه الكثير من العيوب والمساوئ وإن لم يشملها جميعها فعلى إعلاميي الأسرة أن لا يستغلوا حديث هيكل وكأنه تأييد لبقائهم متحكمين في رقاب اليمنيين.
برقيات:
*استبعاد كل من د. عبد الكريم الإرياني والفريق عبد ربه منصور هادي من البلد وتكليفهما بمهمات خارج البلد فهم منه البعض على أنه غيرة من رأس النظام من الاحترام الذي يحظي به الرجلان من قبل المبعوثين الدوليين وبعض السياسيين.
*تهديد رأس النظام باتخاذ قرارات من طرف واحد إذا لم يستجب قادة المعارضة للحوار قوبل بتعجب شديد من قبل المتابعين للشأن اليمني، أحد الإعلاميين علق متسائلا: ومتى كانت القرارات في اليمن لا تتخذ من طرف واحد؟
خاطرة شعرية:
منذ انطلـقت إلى الحواضر والقرى تبغي الرشاد وتطلب الإصــلاحا
لم تعرف الكــــلل الكـــــــــــــليل هنيهةً كـلا ولــم تـــرتــــــــــــــــــــح ولن تــرتاحا
شاخ الألى راموا فــــــــــــــــــــناءك مرة وبقـــــــــــــــــــــــــيت وحدك يافعا لماحا
وبقـــــــــيت رقما لا سبيل لشـــــطبه تعـــيي الخصوم عشـية وصـباحــا