الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب
ما هو الشعور الذي قد ينتاب أحد منا, وهو يقرأ على صفحته في الفيس بوك, تعازً, بوفاة والدته, التي لا يعرف أنها قد استشهدت بقذيفة دبابة, وهي في غرفتها ؟
بالتأكيد, سنظن الأمر مجرد مزحه, كما ظن حمزة الشميري , طالب السنة الأولى حاسوب, في الجامعة العثمانية بالهند, الذي لم يصدق أن والدته , راحت ضحية قصف همجي تتعرض له تعز منذ 4 أيام .
ترك «حمزة», وهو يتيم الأب, والدته مع أخ أصغر, في منزلهم الكائن في «وادي القاضي», ليسافر في طلب العلم, غير مدرك أن النظام قد بدأ بخدمة إيصال القذائف الى المنازل. ودعته أمه قبل أشهر وسيعود اليوم السبت الى اليمن لتوديعها بشكل نهائي.
في تعز, هناك مئات يتلقون أنباء صاعقة, تخترق قلوبهم, كما تخترق قذائف الدبابات غرف نومهم. وهناك الكثير ممن أصبحوا يتامى الأب والأم مثل حمزة . تعز يتيمة أيضاً.
***
«ما الذي يجري في تعز»؟ سؤال قد يواجهه أي شخص من أبنائها, عندما يُطلب منه , شرح ما يدور في مدينته بالضبط ؟
ما يدور في المدينة لا يحتاج لشرح , وليس بحاجة الى توضيح . كيف يشرح المفسرين كلمة «قتل مفتوح» ؟
في تعز , أناس يموتون كل يوم , بقذائف وشظايا, وأناس ينتظرون الموت .
في تعز , قيادات أمنية , تم تعيينها من أجل إذلال المدينة, عناصر إجرامية استسهلت قتل سكان مدينة مسالمة.
في تعز, جيل جديد, شعر بقهر متراكم , فأعلنها انتفاضة شعبية في وجه سفاحين لا يفقهون شيئاً بالمدنية, وبدأ ينفجر بشتى الطرق في وجه الظلم والاستبداد .
في تعز, يقُتل الشاب والطفل، المرأة المسنة والرضيعة.. يتم تدمير المنزل والمسجد..المستشفى والفندق ...
في تعز, محارق متكاملة، لهيب سلطوي يشوي الأرواح , على الطريقة النيرونية.
في تعز , محافظ يصمت طويلا , ويوجه في الليل بـ«وقف فوري» لإطلاق النار, منذ التاسعة مساء, وكأن القتل في أوقات صلاة الجمعة, مسموح , ويندرج ضمن الدوام الرسمي.
في تعز, كوارث إنسانية, تنتهك على مرأى من منظمات حقوقية, تكتفي فقط بإصدار بيانات..جرائم , لا تهز مشاعر قادة الأحزاب المنشغلين بتقاسم الغنيمة ... دمار شامل لا يُقنع مراسلي الفضائيات العربية ووكالات الأنباء, الالتفات إليه, ونقل الصورة الصحيحة , لتخفيف الجرح .
تعز تدفع ثمن حريتها وصمودها بمفردها.. هذه المدينة تتعذب بحق, لكنها لا تجيد الصراخ... يتيمة, والأيتام يموتون من الجوع خلف أبوابهم منازلهم .يُراد لها ان تعيش هكذا مكسورة الجناح .
ما يجري من تنكيل بحق سكانها, أمر لا ينبغي السكوت عنه من قبل كافة الشرائح في البلاد .... اللجنة العسكرية وحكومة الوفاق والناشطين والحقوقيين والبعثات الأجنبية مطالبة بزيارة مدينة, يتم إبادتها بدبابات من مناطق مرتفعة .
ما الذي ينتظرونه ؟
إذا كان إدخال الجثث الى «ثلاجات منزلية», لن يحرك مشاعرهم , فمتى سنجد ضمائرهم تفيق من سباتها, وتعترف أنها قد قصرت كثيرا بحق مدينة , نزح منها من لم يُقتل .
***
تدرك عصابة القتل في تعز, أنها عاجزة, أن تسوق أي المبررات لقصف المدينة, حتى لو استعانت بأعتى خبرات النظام . يظهرون بلداء كما خلقهم ربي .
تحججوا أولا بالمسلحين الذين يحمون الساحة, ووجدنا رصاص رشاشاتهم تخترق عشوائياً بقالات, وغرف نوم مواطنين لا علاقة لهم بالثورة , ولا بالسياسة .
قالوا : تنظيم القاعدة , ومليشيات الفرقة وصلوا الى تعز وهم من يهاجمون «المعسكر» المتواجد في مستشفى الثورة . «البجاحة» ليست في إيراد غريم جاهز هو القاعدة , ولكن في وصف المستشفى بـ«معسكر».
واليوم يقولون أن عناصر تخريبية قدمت من «مأرب والجوف», تم تسليحها , لتقوم بأعمال تخريبية في تعز .
ما يجري في تعز لا علاقة له بـ«العناصر المسلحة», أو «فرض هيبة الدولة», فالعناصر المسلحة يتواجدون كالذر في كل المدن, والدولة لا هيبة لها في معظم المحافظات, هناك مدن سقطت , ولم يُفكر الحرس الجمهوري بتحريك طقم إليها من اجل الحفاظ على |النظام والقانون»...لأنها يتيمة , يُنكّل بها على هذه الشاكلة .
تعز التي كانت شوكة في حلق نظام صالح, يُراد لها من قبل هذا النظام ان تكون «شوكة» في وجه أي اتفاق قادم.
alkamaliz@hotmail.com