لا حصانة لعلي صالح : لأن دمائنا عزيزة وغالية وليست قابلة للبيع والشراء
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:16 م

في المؤتمر الصحفي الذي عقده علي صالح مؤخراً لم يأتي بجديد كالعادة، تهديد ووعيد، وكذب وتدليس، لكن أهم ما شدني في المؤتمر عندما قال: " إن دمائنا عزيزة ولا يمكن إن نبيع ونشتري فيها". ويقصد بذلك ضحايا حادث مسجد النهدين، وتناسى هذا الرجل الدماء الغزيرة والعزيزة والشريفة والمخلصة التي سقطت في عهده، ليس خلال ثورة الشباب وإنما من قبل ذلك، نسي دماء شهداء منصة ردفان الأبرياء، ونسي دماء شهداء المعجلة، ونسي دماء شهداء مصنع 7 أكتوبر، ونسي شهداء الحرية في عدن، وشهداء جمعة الكرامة وشهداء القاع في صنعاء، وشهداء مجازر تعز وأرحب، وشهداء محافظة صعدة وغيرها من الدماء الشريفة التي سقطت ومازالت تسقط، بسبب آلة القتل والتدمير التي يستخدمها هذا الرجل حتى يبقى هو وعائلته في كرسي الحكم .

حاول كثيراً شراء هذا الدماء بالقوة أو من خلال المغريات المادية أو تحت التهديد والوعيد، لإنهاء بنظره " دماء رخيصة" وقابلة للبيع والشراء، ولا يعلم إن هذه الدماء هي دماء ناس شرفاء صحيح فقراء لكن يكفيهم فخراً أنهم شرفاء قولاً وعملاً وأياديهم بيضاء ناصعة، لكن ليعلم هو وكل من سانده وعاونه وقتل معه إن هذه الدماء التي سُفكت في عهده ستكون لعنة عليه في الدنيا والآخرة، وما حصل له وسوف يحصل هي بسبب هذه الدماء التي أسترخصها وستهان بها، يكفي هذه الدماء فخراً أنها ستنتزع العرش منه وبأذن الله هي من تُجلبه إلى المحاكم لأنها دماء عزيزة وغالية ولن نتخلى عنها أو نبيع ونشتري فيها وهو يعلم ذلك تماماً ويعرف إن دماء الشهداء وضاح واحمد درويش و شهداء منصة ردفان التي عرض فيها ملايين وهدد وتوعد من اجل التنازل عن هذه الدماء، لكن لم يساومه عليها احد، ولم تقبل ملايينه، ولم ترعب دباباته، ولم يُفد حصاره، أنها دماء غالية ولا مساومة عليها فهي الدماء التي ستشعل درب الحرية وتصنع وطناً جديداً بعيداً عنه وعن فساده  ..

لقد ظهر علي صالح في مؤتمره الصحفي الأخير كالطير الذي يرقص من شدة الألم، يتظاهر انه مازال بخير وأنه مازال الرئيس الفعلي للبلد، بينما كل الوقائع والدلائل تقول إن حكمة انتهى وأصبح من الماضي، وما تبقى مجرد بقايا تحاول التشبث بالسلطة بأي طريق ولو كان بقتل المزيد من الشباب الطاهر .

كان المفروض من هذا الرجل وبعد كل ما جرى إن يقدم اعتذاره للشعب وخصوصاً انه مغادر البلد ولن يعود إلا وهناك رئيس جديد، وهذا المؤتمر كان بمثابة خطاب الوداع، وكان الأحرى به إن يطلب العفو والسماح من شعبه جراء ما تم ارتكابه من جرائم بحق الوطن من انتشار للفساد وتجهيل وفقر وأمية وقتل وفتن وتقسيم للبلاد وانتشار للطائفية والمناطقية وكل هذه هي أهم مخرجات حكم صالح التي حاول زوراً وبهتاناً إن يحولها إلى منجزات عملاقة .

نقول له ولغيره ممن لازال يقتل ويبطش في شباب الثورة إن أقدام الشباب الذين قطعوا مئات الكيلومترات في مسيرة الحياة، هي أفضل واطهر منكم ومن فسادكم، وان الدماء التي سُفكت على مداخل صنعاء وفي غيرها من المحافظات ليست رخيصة ولا قابلة للمساومة ولا البيع والشراء مهما خُيل لكم من قبل أسيادكم وأن هناك حصانة وان أمريكا ستحميكم ...