آخر الاخبار

الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة العليمي : مخاطبا طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب : من خلالكم سوف تحقق اليمن المعجزات من أجل بناء القوات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة كانت في طريقها إلى جدة ..شركة«أمبري» البريطانية تعلن استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول هجمات الحوثيين ومصير الأزمة اليمنية خلال الاجتماع مع نظرائه الخليجيين بالرياض حصري - شحنة المبيدات الاسرائيلية المسرطنة..دغسان يتوسل قيادات حويثة لطمس الفضيحة ويهدد قيادات أخرى تربطه معها شراكة سرية بهذا الأمر ثورة الجامعات الأمريكية تتسع .. خروج محاظن الصهيونية عن السيطره الإدارة الأمريكية تناشد جميع الدول وقف دعم طرفي الحرب في السودان ... وزارة الأوقاف توجه تحذيرا شديد اللهجة لوكالات الحج وتتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة الأقمار الصناعية.. تكشف المواقع والأنفاق السرية تحت الأرض للحوثيين... صور تحدد التحركات السرية للمليشيا في دار الرئاسة ومحافظة صعدة ومنشئات التخزين تقرير أممي مخيف يكشف: ''وفاة طفل كل 13 دقيقة في اليمن بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات''

تعز .. البديعة المُبدِعة !
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:41 م

لستُ مناطقي وأمقت المناطقية لفظاً ومدلولاً ، لكنني اليوم مجبرٌ بالحديث عن تعز .. تعز وحسب .. بمفرداتها التي لا تنتهي ، وبتفاصيلها التي لا تُمل .. إبداع الثورة المتجدد ، وعُنفوانها المتقد ..

تعز .. المارد الذي حطَّم أغلال الصغار .. الصامد ساخراً من نفخ الأباليس وكُهّان الحرب والدمار ..

فعندما نقول بأن تعز هي الثورة وقلبها النابض ، فذاك ليس من قبيل المبالغة الزائدة ، أو المناطقية المقيتة ، كما قد يتهمنا البعض ، وإنما لأن واقع الحال - كان ولايزال - يقول ذلك ، وما مسيرة الحياة الراجلة صوب ساحة التغيير بصنعاء ، إلاّ نموذجاً واضحاً ومتفرداً ، جسد لنا مقدرة أبناء الحالمة وأحرارها ، على التفنن في صناعة الفعل الثوري السلمي "المبدع" ، القائم على الابتكار، القادر على الإبهار ، والمبادر لقيادة الفعل في البلوغ إلى الهدف بكفاءة واقتدار.

لقد كانت مسيرة الحياة بحق ، واحدة من أروع صور الفعل الثوري السلمي المتحضر، الذي بعث الحياة إلى الروح من جديد ، أعني روح الثورة التي كانت قد حاولت الإجهاز عليها أطراف المعادلة السياسية ، باتفاقها الهلامي ذاك ، من خلال تلك التسوية الهزيلة التي تم فيها تقاسم السلطة بين كليهما ، فأفضت بالضرورة إلى تشكيل حكومة وفاق أقل ما يقال عنها بأنها "كسحاء" أو "عرجاء" ، مع تقديرنا كما بالغ احترامنا الشديد للعديد من الوزراء "الثوريين" الذين شاركوا فيها ، والذين أشفق عليهم شخصياً ، وأسأل الله "بصدق" أن يكون في عونهم .

وليست مسيرة الحياة الراجلة وحدها من تجلت فيها صور الإبداع الثوري لأبناء الحالمة ، ولكن الثورة في تعز ظلت تحكي على مدى الأشهر الماضية ، قصص إبداع أخرى كثيرة داخل وخارج ساحة الحرية ، تنوعت فيها فنون الإبداع الثوري "السلمي" بأشكال مختلفة وبصور شتى .

منتدى المبدعين على سبيل المثال شكل - وبلا شك - سمة رئيسية وهامة ، ميزت ساحة الحرية في تعز عن غيرها من الساحات منذ الوهلة الأولى لانطلاق الثورة ، فتحتَ سقف تلك الخيمة الكبيرة التي أقامها شباب الثورة وسط ساحة الحرية ، تكشَّفت لنا عبقرية الثوار في فنون الإبداع المختلفة ، فمن فن الكاريكاتور الساخر ، المعبر عن عمق الفساد الذي كان قد استشرى في كل أرجاء البلاد ، إلى تلك الرسومات الرائعة لأطفال الحالمة ، التي عبّروا من خلالها عن طفولتهم المنتهكة من قبل نظام أوغل في الفساد ، ثم تلك اللوحات البديعة التي حاكتها أيادي الرسامين والفنانين داخل ساحة الحرية ، أضف إليها فنون التصوير الفوتوغرافي والتوثيق المرئي والمسموع ، وكذا إدارة الندوات والحوارات داخل تلك الخيمة بين ألوان الطيف المختلفة داخل الساحة ، لتصبح بعد ذلك خيمة " منتدى المبدعين " مزاراً يعج بعشرات الآلاف من الناس على مدار الساعة ، حتى لحظة احتراقها كما بقية الخيام ، فيما بات يعرف بعد ذلك بـ "الهولوكوست" ، لتأتي تلك النيران المشتعلة في الخيام فتزيد من اشتعال جذوة الإرادة لدى الشباب المشتعل أصلاً في ساحة الحرية ، ولتثير حماسته أكثر بعكس ما أراد الفاعل ، ولتمنحه فرصاً أخرى جديدة لمزيد من الابتكار في استمرار فعله الثوري المبدع .. المتجدد ، والمستمر حتى هذه اللحظة .

كما أن الصفحة الرسمية لساحة الحرية بتعز ، شكلت - بدورها - رافداً قوياً ومهماً أسهم في صناعة الفعل الثوري المبدع ، من خلال الرصد الشامل للأحداث ، بأداء اتسم بقدر كبير من الحرفية والفاعلية ، لفت الأنظار إلى تلك المهارات الرائعة التي يتمتع بها شباب الحالمة الثائر، كما عكست تمتعه بالحس الصحفي أيضاً ، وكذا وعيه بمفردات التعاطي الإعلامي ، ثم إدراكه لمدى أهميته وتأثيره ، وبخاصة في ثورات الربيع العربي .

إن من سيراجع مسيرة عشرة أشهر أوقد تزيد ، مضت منذ بدء انطلاق الثورة وحتى اليوم ، سيجد أنه وفي كل مرة كان يظن فيها الكثيرون بأن جذوة الثورة قد خفتت ، أو انها قد تلاشت وأوشكت على الأفول ، كانت تعز سبَّاقة – وبشكل دائم - في ابتكار فعل ثوري جديد ، يعيد لها زخمها ويشعل جذوة عنفوانها ، ويبعث فيها الحياة من جديد ، وذاك هو السر الأكيد وراء استهدافها والتحريض المتعمد على قتل أبناءها على أساس مناطقي "ويؤسفني قول ذلك" لكنها الحقيقة الدامغة ، التي تمارسها عصابة صالح كل يوم وبأساليب ممنهجة سلفاً.. علّ بقتلهم تخمد نار تلك الثورة المشتعلة في تلك المدينة الحالمة "البديعة المبدعة" .. ولكن هيهات !