آخر الاخبار
رهان صالح مستمد من شمس المعارف
بقلم/ سعيد العسالي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الخميس 12 يناير-كانون الثاني 2012 08:18 م

 على اي قوة خارقة يراهن صالح، وأي معجزة اوكرامة هو على موعد معها لتمنحه اكثر مما منحته المبادرة الخليجية؟

يجزم صديقي ان صالح يعكف على كتاب شمس المعارف لاستحضار الجان بعد أن فقد ثقته في اقرب المقربين اليه ومن كان يعول عليهم داخليا وخارجيا من بني الانسان.

هو الأدهى والاكبر مكرا من بين من جلس على عرش الطغيان في العالم العربي في العصر الحديث يبدو اليوم ا مفتقرا لكل ذلك الدهاء

يسعى اليوم الى تمزيق طوق النجاة الذي ليس له سواه ولولا مكره وخداعه وتضليله لما تمكن من الحصول عليه في سابقة خطيره على مستوى العالم.

يسعى الى اجهاض الإجماع الذي اشترطه من البرلمان لمنحه قانون حصانة من عدم الملاحقة وخروجه سالما.

يسعى الى زرع مواجهات بين المكونات الثورية الوطنية بتفعيل خلافات سطحية تديرها قوى محسوبة على الثورة ولها مشاريعها الضيقة التي ستسقط في ظل الدولة المدنية المنشودة.

يسعى الى إجهاض حكومة الوفاق التي تنفس بها حزبه الصعداء ونال نصفها ذلك الحزب الذي لم يزل يأمل بالبقاء في وقت اصبحت البقية الباقية فيه منقسمة على بعضها في ظل تصرفات لم تعد

مفهومة اومبررة لديها

وزراء يهددون بالتصفية ,وكيل وزارة يطرد اللجنة العسكرية ويمنعها من أداء مهامها,عضو برلماني يتهم القائم باعمال الرئيس بالتآمر في اجتماع رسمي , صالح يعين سلطة ظل لادارة دولة تتعدى على صلاحيات القائم باعمال الرئيس والذي سيكون رئيساً بعد شهر ونصف .

ثورة المؤسسات هي من إنتاجه وقد بدأها باقرب المقربين اليه ليضفي عليها زخما وقوة ثورية وهي ليست اكثر من فخ لكل القوى الثورية المتطلعة لازاحة الفاسدين من جميع المؤسسات,

وبالفعل فقدلاقت ارتياحا لديها لكن سرعان ما تكشفت ملامح تلك الثورة التي استهدفت خلق نوع من الفوضى وبروز نوع جديد من الإحتجاجات الشعبية وبالتالي إجهاض الحكومة.

ماذا يريد بالظبط صالح بعد ان قدمت القوى السياسية والعسكرية كل التنازلات الممكنة التي فرضتها المبادرة الخليجية والتي لن تقبل بعدها لاي ابتزاز تحت أي مبرر او ضغط داخلي أو خارجي الا ان تترك الساحة خالية امامه حفاظا على ماء الوجه.

ماالذي يلوح لغريب الاطوار هذا ؟ هل تلوح له عصى موسى ام سحر هامان في يد إيران ومصباح علاء الدين في يد عبد الملك الحوثي وان حرباً إقليمية ستستعجلها إيران قبل 21/2/2012يوم مغادرته المحتومة لدار الرئاسة المغتصب بحيث تصبح اليمن تحت النفوذ الإيراني الذي سيعيد ترتيب أوضاع صالح نكاية بالاصلاح و السعودية او بعلي محسن وقواته.

أقل من شهر ونصف هي أطول مدة يمكن أن يقضيها صالح في دار الرئاسة وهذا محل إجماع شعبي وإقليمي ودولي وهو التزام أممي لليمن ولمصالح المجتمع الدولي الذي باتت مصالحه مهددة ببقاء صالح وآلته العسكرية,بل ان المجتمع الدولي يسعى الى مغادرته قبل نهاية المدة وهي مطالب حقيقية لا مزايدات سياسية.

إذاً هي الفوضى والحرب وسياسة الترهيب أنا ومن بعدي الطوفان عادت إلى السطح من جديد , هذه السياسة التي راهن عليها داخلياً وخارجياً من قبل الثورة واستطاع بواستطها إبتزاز المعارضة السياسية وتقزيمها وإحراجها أمام شباب الثورة وحشر دول الجوار و المجتمع الدولي في زاوية الخوف ورفض العنف والفوضى في اليمن.

وما يختلف اليوم عن الأمس أن صالح يعلم علم اليقين ان هذه السياسة غير مجدية مع الخارج الذي حسم الأمر وأصبح يرى صالح جزءاً من الماضي وهو قرار نثق أنه قطعي بناء على حسابات منطقية لمصالح جميع الاطراف التي من حسن الحظ ان اليمن من بينها.

اذاً هو سيستقوي بتهديده على الداخل إذ يعتقد أن إثارة الفوضى في مختلف المؤسسات وإرباك حكومة الوفاق المرتبكة أصلاً بما خلفه نظامه من دمار وعجز مالي تام وما سينجم من مواجهات عسكرية قد تنشأ هنا أو هناك تخوضها نيابة عنه أطراف أخرى وبدعمه غير المباشر, الامر الذي يعتقد أنه سيغير من نظرة المجتمع الدولي تجاه إلتزاماته الثابتة وسيخلق وضعاً داخلياً أكثر إنفراجاً بالنسبة له إذ أن فشل المبادرة الخليجية وحكومة الوفاق سيظهر قوى جديدة هو يراهن عليها.

ويمكن القول ان ذلك مستبعدا لسبب داخلي وهو ان الرهان على ثورة المؤسسات اضمحل وغلب عليه منطق العقل لا منطق الجنون الذي خطط له. وان تفجير الوضع بين شباب الساحات الثورية والمشترك تؤكد الايام انه امر مستبعد على الاقل في فترة صالح المتبقية وان الطرف الوحيد الذي دخل الثورة ولم يتفاعل معها بشكل جماعي سيظل على حاله, وكل محاولاته لبذر الفرقة باءت بالفشل بل والادانة الواسعة..وقد اثبت الشباب الذين

يرفضون المبادرة اصلا انهم على قدر كبير من الادراك للواقع السياسي فكانو منذوا تشكيل الحكومة سياسيين بامتياز مدزكين لمكايد صالح ونظامه فتعاملوا مع المرحلة بمسئولية وطنية وعملوا على التهدئة النسبية مع المشترك واحبطوا رهان صالح وظلوا على اهبة الاستعداد الثوري,وكذلك الحال بالنسبة للجيش الداعم للثورة الذي لازال على موقفه دون ان يتعارض مع المبادزه ومن حسن الحظ اشتراط صالح تأجيل الدمج للجيش الى ما بعد تنصيب النائب

اما خارجيا فان تفجير الوضع واحداث الفوضى امر مرفوض تماما فالعالم يخشى على مصالحه في دول الخليج التي لن تكون بمأمن في حالة اجتياح موجة من الفوضى في اليمن وهو خيار استراتيجي لهم لا علاقة لنا به في معادلتهم الا كمتغير تابع.

ولو سار صالح في هذا الطريق الذي لا يعدو عن كونه قراءة من كتاب شمس المعارف فانه سيجد نفسه في مواجهة وحصار داخلي وخارجي محكم ولن يقبل وقتها الاطراف الداخلية منحه اي ضمانة او حصانة وسيقال له عند طلبه الحصانة ماقالته الثائرة توكل كرمان في عام 2007(آلآن وقد عصيت من قبل)؟؟ في دعوتها الشهيرة لاعلان الثورة لاسقاط نظام صالح.

موقعة الامارات وعمان تحدد العريس الجديد للكأس الخليجية
مشاهدة المزيد