خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
مر الزمان كخيال، عام من الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي اندلعت شرارتها الأولى صباح 15 يناير 2011 بخروج استثنائي لمسيرة طلابية غير مسبوقة تقدمها عشرات من طلاب كليات الإعلام والتجارة والتربية بجامعة صنعاء، والتحق بهم عشرات من الطلاب والعاطلين عن العمل وعدد من الإعلاميين والحقوقيين، مشعلين شرارة الثورة وسط شوارع العاصمة النائمة على أنقاظ صمتها من جور صالح ووحشية أجهزته الأمنية ودهشتها من تدشين ثورة الياسمين التونسية للربيع العربي وانفراط عقود زمن الحاكم الفرد في العالم العربي.
من يومها الأول انطلقت المسيرة الطلابية إلى أمام السفارة التونسية بشارع الجزائر، حاملين شعارات كتبت على ورق وبهتافات صارخة تطالب برحيل صالح "ارحلوا قبل أن ترحلوا" و"يا بوعزي يا مغوار نحن معك على خط النار"، هرعت قوات الأمن العام والأمن المركزي إلى السفارة التونسية، ومن أول لحظة استشعر قوات ومخبري نظام صالح بالخطر من ثورة تغتلي شرارتها في وجوه الطلاب، وبعد وصول رئيس منظمة صحفيات بلا قيود الثائرة توكل كرمان ورئيس كتلة الحزب الاشتراكي النائب عيدروس النقيب وأمين عام نقابة الصحفيين مروان دماج وآخرين، باشرت قوات وبلاطجة صالح بكيل شتائمهم ضد توكل كرمان وقمع الطلاب الذي كان زئير هتافهم يهز المكان.
وبعد أن تصاعدت هتافاتنا واتساع رقعة المسيرة التي تسببت في قطع الشارع، أقدمت قوات صالح على قمع المسيرة واعتقال الثائرين رداد السلامي ومحمد المقبلي، كما حاولت تلك القوات الاعتداء على توكل كرمان، هرع عيدروس النقيب وصعد إلى الطقم العسكري رافضاً النزول قبل إطلاق سراح السلامي والمقبلي وعدم التعرض للمسيرة بأي فعل أو قول، استجاب الأمن لمطالب النقيب بشرط مغادرة المسيرة من أمام السفارة إلى أي مكان آخر. تفرق الطلاب بعد الاتفاق على معاودة الخروج بمسيرة في اليوم التالي، ومثّل هذا التقارب بين طلاب وشباب المسيرة الأولى بداية لفعل ثوري احتجاجي مستمر تكلل بخروج جميع أبناء اليمن في ثورة ضد صالح ونظامه العائلي، وتوّج طلاب الشرارة الأولى نشاطهم الثوري - في بداية فتح ساحة التغيير- بإشهار كيان ثوري باسم (الثورة الطلابية الشبابية السلمية 15 يناير) يجمعهم من التشتت، وينظمهم فعلهم الثوري في إطار العملية الثورية بشكل عام التي يشارك فيها أبناء اليمن بمختلف توجهاتهم ومشاربهم..
كان كشك محمد النعماني بجولة الجامعة غرفة عمليات لطلاب وشباب 15 يناير، وكان صاحب الكشك حريصاً على مساعدتنا بالابتعاد عن أنظار المخبرين داخل الكشك المليء بالورق، ولازالت هموم محمد المقبلي وشادي ياسين وهواجس فخر العزب وهشام المسوري باقية في المكان، وما يجعل من ذلك المخبأ السري منتجعاً لجماعة 15 يناير هو نكات وتعليقات فتحي أبو النصر وعمر القاضي وآخرين من شباب الثورة.
وبعزيمة أشد وإرادة جبارة على إسقاط صالح ونظامه، تصدر طلاب جامعة صنعاء وآلاف من شباب الثورة المشهد الاحتجاجي في أسبوعه الأول الذي بدأت بمسيرتين يومي السبت والأحد إلى السفارة التونسية، وبفعل قمع أجهزة وقوات صالح للمسيرات، انحصرت المسيرات في جامعة صنعاء وشارع الدائري والرباط وهائل، لكن نار الثورة في نفوس الثوار وفعلهم الثوري المستلهم من روح الثورة التونسية كانت تمتد إلى أبعد مما أراد لها صالح، وبشكل متسارع التهمت نار ثورة قلب العاصمة صنعاء وبعدها كل اليمن..
حاولت قوات الأمن المركزي حصار الطلاب في الحرم الجامعي لأكثر من مره لمنع تمدد واتساع رقعة الثورة السلمية التي أرعبت صالح وأبناءه وعصابته، وبعد أن فشلت مجاميع من حزب المؤتمر في اختراق المسيرات الطلابية الشبابية لأكثر من مره، باشر جنود بلباس مدني مدججين بالأسلحة وبصور صالح، عرفوا بـ «بلاطجة صالح» بقمع التظاهرات وسد الشوارع في طريق المسيرات السلمية، أبرزها اقتحام البلاطجة حرم جامعة صنعاء في الأسبوع الأول والاعتداء على الطلاب، والاعتداء على مسيرة في جولة القادسية وشارع الرباط، كما تعرضت المسيرات والمشاركين فيها لاعتداءات مختلفة ومتفرقة..
كما شهد الأسبوع الثاني موجات احتجاجات كبيرة بدأت باعتقال الناشطة توكل كرمان ليلة الجمعة الموافق 20 فبراير أمام منزلها بعد عودتها من منزل أمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي، وصباح اليوم التالي اعتقال ما يزيد عن عشرين طالب من أمام بوابة جامعة صنعاء والإفراج عنهم في اليوم التالي بعد رفضهم الخروج من السجن قبل الإفراج عن توكل كرمان التي عادت للالتحاق بالمسيرات الطلابية وبمشاركة النائب احمد سيف حاشد، وبفعل خبرتهم في الاعتصامات والمسيرات، تصدر الثنائي حاشد وكرمان المشهد الثوري في أسابيعه الأولى قبل عودة وجوه شبابية كثيرة إلى واجهة الأحداث حتى تأسيس ساحة التغيير بعد أسبوع من تأسيس شباب الثورة في تعز ساحة الحرية ليلة الـ 11 فبراير 2011.
انقضى يناير من العام الفائت، ودخلت الثورة شهر فبراير الذي تسارعت فيه الاحتجاجات ودبت المسيرات في عدد من المحافظات وبالذات يوم 3 فبراير الذي استهله المشترك بحشد جماهيري كبير في رسالة واضحة للنظام تعهد فيها المشترك في مواصلة النضال السلمي ولم يفصح علانية عن نواياه الثورية يومها - وإن كان أكثر شباب المشترك قد انخرطوا في مسيرات الثورة السلمية من منتصف يناير- غادر جمهور المشترك المكان وعاد عشرات من الشباب مساء لاعتصام أمام الجامعة إلى منتصف الليل وسط استنفار امني لأجهزة ومخبري علي صالح.
توالت الأيام ونار الثورة تتسع لالتهام حاجز الخوف لدى كثير من اليمنيين، ليأتي خبر تنحي حسني مبارك عن الرئاسة في مصر دافعا لمن تبقى من شباب اليمن للخروج ودون الرجوع إلى أحزابهم، وخرجت مسيرتان ليلتان في صنعاء جابتا عدداً من شوارع العاصمة وقمعت في البداية قرب السفارة المصرية بمنطقة القاع، وبعدها بساعة تم تطويق ميدان التحرير الذي ماج بآلاف من شباب الثورة - ليلة سقوط مبارك- من قبل الأمن المركزي وجنود بلباس مدني ومجاميع بلطجية، وتم الاعتداء على المشاركين في تلك المسيرة بشكل جنوني كما اعتقل عشرات من المشاركين في المسيرة. يتذكر زميلي محمد المقبلي كيف أنقذنا الثائر سمير سعيد المخلافي من الفخ ليلتها وسط سائلة التحرير، وأظن الصحفي بشير السيد لم ينسَ تفاصيل مغادرتنا للميدان عل متن سيارة فتحي الجابري.
تزامناً مع تدشين ثوار تعز أول ساحة حرية في اليمن في «جمعة البداية»، كان خطيب مسجد الجامعة الجديدة بصنعاء هو الآخر يخاطب جمهوراً غير مسبوق للمصلين في المجسد الذي تحول فيما بعد إلى «مستشفى ميداني»، خرج المصلون من المسجد واتجهوا جنوباً بشكل عفوي في اتجاه معاكس للبلاطجة القادمين من ميدان التحرير، وقبل أن يتفرق الناس في جولة القادسية، تشكلت مسيرة كبيرة وتوغلت بعيداً عن الجامعة القديمة وصولاً إلى كنتاكي الذي كانت ولازالت المتراس الأولى لصالح ضد الزحف نحو القصر.
تعرضت المسيرة لإطلاق نار كثيف من كل اتجاه قبل عبروها إلى جنوب شارع الزبيري الذي يشق صنعاء إلى نصفين، وتم الاعتداء على المشاركين في المسيرة. أتذكر أن سوء تصرف المصور التلفزيوني فؤاد الخضر كان سبباً لوقوع عدد من الصحفيين وسط فخ، فبعد انهيالهم عليه بالضرب توجهنا لإنقاذه منهم فطالنا ضعف ما طاله من الضرب بالهراوات، وأكثرنا ما تعرض له مراسل العربية حمود منصر على يد من أطلق عليهم يومها «البلاطجة».
وكل يوم يمر، كانت الثورة تتسع ومطالب الرحيل تدوي وبين الاعتصام في ميدان التحرير وساحة جامعة صنعاء، وبعد أسبوع من تدشين العمل الثوري في ساحة الحرية بتعز، كانت ليلة 21 فبراير فاصلة، واختار شباب الثورة، وتحديداً الطلاب ميدان جامعتهم ساحةً للثورة وميداناً لإسقاط النظام التي عجز أجهزة النظام العائلي عن خنق تمددها وفشلت لمرات في اقتحامها، وكان شباب 15 يناير وشباب 3 فبراير وشباب الأحزاب المنضوون في أكثر من ائتلاف ثوري هم من نصبوا الخيام وقاموا بحماية وحراسة المنافذ لأسابيع قبل تشكيل اللجنة التنظيمية للثورة في العاصمة صنعاء التي استحدثت -بدورها - لجنة النظام التي يتولى شبابها مسؤولية حراسة وحماية ساحة التغيير حتى اليوم.
وكما كان متوقعا تعرضت ساحة التغيير في اليوم الثاني من تدشينها للاعتداء، حيث حاولت قوات صالح اقتحام الساحة من الاتجاه الشرقي وتحديداً شارع الحرية، أسفر عن مقتل عبدالله الجائفي وجرح العشرات أبرزهم أحد مؤسسي الثورة الطلابية 15 يناير الثائر شهاب الشرعبي الذي رفض مغادرة المنفذ وتصدى مع الشهيد الجائفي وبقية الشباب لهجوم قوات صالح ليلتها، تلاه اعتداء قوت الأمن المركزي على الساحة من الجهة الجنوبية ليلة الثلاثاء 22 فبراير، استشهد ليلتها الثائر الشجاع عوض السريحي أمام مدخل فندق مرسيليا
توالت الأحداث وتعددت اعتداءات قوات صالح وبلاطجته على ساحة التغيير وأكبرها جريمة جمعة الكرامة التي سقط فيها ما يزيد عن خمسين شهيداً ومئات الجرحى بالرصاص والمصابين بالغازات، وفي تلك المجزرة البشعة لعلي صالح فقدت حركة 15 يناير أعز شبابها وهما الشهيدان حامد اليوسفي وخالد الحزمي.
يوماً إثر آخر وشهراً تلو شهر والثورة الطلابية 15 يناير تشارك الشعب اليمني بمختلف فئاته وتوجهاته مسيرة النضال السلمي المستمر، وتميزت الحركة بوضوح رؤيتها للعمل الثوري مع بقية مكونات الثورة في ساحة التغيير وعلاقتها ببقية مكونات وشباب الثورة في ساحات الحرية والتغيير في مختلف أنحاء البلاد. وبقدر اندفاعها الثوري بجنونه ونزقه عرفت 15 يناير وشبابها بمواقفهم الوطنية الشجاعة وحظيت باحترام الثوار ليس لأنها تضم في عضويتها معظم الشباب والطلاب الذين أشعلوا الشرارة الأولى، بل لاستيعابها معظم شباب ساحة التغيير المعروفين بنضوجهم الفكري والمعرفي والمهني في إطار فكرة الوطن الكبير، ومن حسن حظ 15 يناير تماسكها حتى الآن دون انشقاق أو افتراق، وفي احتفال الحركة بالذكرى الأولى لإشعال الثورة صباح الأحد الفائت الموافق 15 يناير 2012 والذي حضره شباب الثورة وكوكبة كبيرة من الساسة والإعلاميين والصحفيين والدبلوماسيين العرب والأجانب، في هذه الاحتفائية الثورية غير المسبوقة، أكد طلاب وشباب 15 يناير ريادة إشعالهم شرارة الثورة منتصف يناير من العام الفائت، وشهد بذلك معظم شباب الثورة في صنعاء ومحافظات الجمهورية، كما اعترفت بها مختلف النخب والشرائح، وهذا نجاح للثورة الطلابية وجهود شبابها طيلة عام تحملوا فيها صنوفاً من المعاناة في أتون الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي تواصل تحقيق كافة أهدافها بمعزل عن كل تأثير يضر بالثورة ويخل بتوازن أداء روادها.
============================
المنسق الإعلامي للثورة الطلابية الشبابية 15 يناير