إنتخاب عبد ربه انتصاراً لنهج الثورة السلمي
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 14 فبراير-شباط 2012 04:00 م

"لا يمكن اليوم النظر إلى عملية التغيير بمعزل عن مهمة الحفاظ على الدولة من الإنهيار"

 الدكتور ياسين سعيد نعمان:أمين عام الحزب الإشتراكي اليمني

• الكثيرون راهنوا في الداخل والخارج بأن الثورة الشبابية الشعبية السلمية اليمنية لن تنتهي سلمياً وحشدوا من المفردات والدلائل ما يكفي لإقناع القارئ أو المشاهد والمستمع برأيهم هذا وكان العديد من المحليين السياسيين والكتاب وصناع القرار على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لديهم قناعة شبه كاملة بمثل هكذا تحليل أو رأي ملخصه أن الثورة الشبابية السلمية في اليمن ستكون نهايتها العنف والاقتتال وبالتالي التشظي لليمن. وظل الكثيرون يرصدون مؤشرات الإنهيار وأخبار الإقتتال وتضخيمها وعقد المقارنات بين الفرقاء من حيث العدد والعتاد. ويرسمون خرائط السيطرة ويروجون لشبكة من لمعسكرات تحيط بالعاصمة ويظهرون ان ساحة التغيير بصنعاء أو ساحة الحربة بتعز أو غيرها من الساحات الثورة ماهي الآ نقطة صغيرة في محيط معسكرات مدججة بالأسلحة والعتاد وكان أصحاب المشاريع الصغيرة ومروجي خطاب التفكيك تستهويهم تحليلات وتقارير وخطابات الإنهيار والتبشير به ، وهؤلاء هم أما أصحاب نزعات التفكيك والتقسيم الحالمون بكيانات صغيرة مذهبية وطائفية أو مشائخية و سلطنات . وأما بقايا النظام الطامحين الى الإستمرار بالحكم بعد أن وجدوا أنفسهم غير قادرين على حكم اليمن الكبير وأدركوا أنهم مرفوضين من الشعب بعد أن خرج ضدهم في ثورة شعبية عمت 17 محافظة من محافظات اليمن ، فكانت تسول لهم أنفسهم التي أدمنت البقاء في الحكم أنه يمكن بقائهم في الحكم ولو على مساحة صغيرة من اليمن تحت أي مسمى كان كانتون مذهبي أو طائفي أو حتى جمهورية على مساحة صغيرة لو كانت بحجم حي السبعين بأمانة العاصمة صنعاء .

• استمات أصحاب مشاريع التفكيك الصغيرة وبقايا النظام بكل ما أوتوا من قوة وحيلة ومال ونفوذ وسلاح . استماتوا مرة بمحاولة جر شباب الثورة السلمية وقواها الداعمة والمساندة للعنف من خلال إفراطهم في استخدام العنف والقتل والبطش باعتبار أن ذلك يخدم بقايا النظام ويخدم أيضاً الجاهزون لإقتطاع مساحات من اليمن لتكوين دويلاتهم المذهبية والطائفية أو مشيخاتهم وسلطناتهم الصغيرة ومرة أخرى بالتشكيك المبرمج والمقرون بأدلة مخادعة يتم اجتزاؤها من المشهد العام في البلاد سواء مشهد الثورة الشبابية وقواها المساندة والداعمة من خلال تضخيم التناقضات واختلاف الأهداف والمقاصد أو مشهد بقايا النظام وتصويرهم بأنهم القابضين على مفاصل البلاد الهامة خاصة فيما يتعلق بالخدمات وخلق بطولات وهمية من حيث القدرة على الحسم العسكري لو أرادوا ذلك وكأنهم كانوا لا يريدون وكان الهدف من ذلك خلق حالة من اليأس لدى شباب الثورة السلمية والقوى المساندة والداعمة بأن انتصار الثورة سلمياً غير ممكن بهدف جر الثورة وقواها الى العنف للقضاء عليها وتحويلها الى صراع مسلح سيؤدي الى استقطابات متعددة داخلية وخارجية واقصى ما يمكن ان يخلقه الصراع المسلح هو تفكيك اليمن الى مناطق وكانتونات متصارعة سيتوزعها أمراء الحروب.

• ظل الهدف العام للفئتين السابقتين " بقايا النظام والحالمين بكانتونات صغيرة" هو هزيمة الثورة الشبابية السلمية وتدمير مشروعها الوطني الذي تجسد في ساحات التغيير والحرية بكل وضوح من خلال التغيير سلمياً وارتفع شعار الثورة الخالد "سلمية سلمية" وأمام مخطط جهنمي كهذا تماسكت قوى الثورة الشبابية بكل مكوناتها وقواها المساندة والداعمة وتحملت الكثير للحفاظ على تماسكها وبالتالي حافظت على تماسك البلاد وعدم السماح بانهيارها والعمل في الوقت نفسه على مواصلة تحقيق عملية تغيير النظام من خلال المسار السياسي المتاح الوحيد للتغيير دون انهيار الدولة و البلاد. باعتبار أن عملية انهيار اليمن غير مسموحاً بها إقليمياً ودولياً ، فألتقط السياسيون اللحظة التاريخية الهامة وأداروا عجلة التغيير السياسي للنظام وبهذا تم إفشال مخططات التفكيك وانهيار الدولة واليمن . وحصن الثورة الشبابية السلمية من الفشل وبالتي سجل الخطوة الأولى العملية للتغيير سلمياً.

• ومن هذا المنطلق تصبح المشاركة الفاعلة في الإنتخابات الرئاسية المبكرة بانتخاب المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن هي الخطوة الأولى العملية والإجرائية للتغيير بطريقة سلمية وهو نهج الثورة الشبابية السلمية المعلن والذي تحمل من اجله شباب وشابات الثورة في ساحات الحرية والتغيير صنوف القهر والعذاب وقدموا قوافل الشهداء وواجهوا بصدور عارية كل أنواع الأسلحة والرصاص ايماناً وثقة منهم بأن الثورة الشبابية الشعبية ستحقق انتصارها سلمياً ، وها هي الثورة بانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد تكون فد حققت هدفها الأول سلمياً من خلال الزحف الى صناديق الإقتراع لتغيير رأس النظام الذي سيصبح منذ يوم 21 فبراير من الماضي ويبقى للثورة أهدافاً أخرى تريد تحقيقها سلمياً أيضاً تتمثل في مواصلة عملية التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة النظام والقانون والعدل والمساواة والحرية وهذا لن يتم إلا بالمشاركة في انتخاب عبد ربه رئيساً جديداً للبلاد حتى وأن قيل أن عبد ربه رئيساً توافقياً سواء تمت المشاركة أو لم تتم فهذا قول مغلوط محبط ليس الآ ، لان مشاركة شباب الثورة وكل من يؤمن بالتغيير السلمي كنهج ثوري أصيل في انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن يعلن رسالة واضحة الدلالة بأن الثورة مستمرة وأن التغيير السلمي هو نهجها ولا مكان في ساحات الثورة وفي ارض اليمن كها لمن يفكر بالتغيير بغير النهج السلمي وتعتبر المشاركة في الإنتخابات الرئاسية المبكرة بانتخاب رئيس جديد للبلاد إعلاناً بموت مشاريع التفكيك ومشاريع الكانتونات المذهبية والطائفية والسلطنات والمشيخات وأشكال ما قبل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وهي أيضا شهادة وفاة للنظام السابق تغلق الباب أمام بقايا النظام لأي طموح أو أحلام بالحكم لأن الخطوة التالية لإنتخاب عبد ربه رئيساً جديداً للبلاد هي إعادة هيكلة الجيش وعقد المؤتمر الوطني العام وإعداد دستور جديد للبلاد والشروع في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة